الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلادي وان جارت علي عزيزة

جابر غايب طالب

2007 / 7 / 14
الادب والفن


في البداية كانت الفكرة -و كان الهدوء يسود الكون –لم يكن هناك خلق ولا خليقة ولم يكن حد ولا حدود ولا حرس ولا جنود-اني خالق بشرا وجاعله خليفة –وكانت الجنة وطنا وقال له حذاري ان تقترب من هذه الشجرةحذاري –ولم يكترث للتحذير واقترب من الشجرة ونسي نفسه فطرد من الوطن ومنذ ذلك اليوم ونحن نبحث عن وطن وتشاء الصدف او ربما كذلك فان المطرود جلس في فناء شجرة سميت باسمه شجرة ادم –هناك حيث يلتقي الفراتان في رافد واحد وشاء ربك ان يجعل هذه الارض مباركة بالنزيل الجديد –كلوا واشربوا وعمروا ولا يقتل بعضكم بعضا ومن هنا انتشرت اشعة النور والضياء لتعم الدنيا باسرها . لم يكن وطني بخيلا فقد عاش فيه الانبياء والاوصياء والعظماء من سومر الى نينوى مرورا ببابل واشوروالنجف وكربلاء وانتهاء ببغداد وسامراء وسميت بلاد ما بين النهرين –كانت جنة النعيم منذ ان خلقها الله –وعندما غضب وفار التنور ملاءها ماء وطوفانا وكان الماء رحمة اوليس الماء هو الحياة (وجعلنا من الماء كل شىء حي). لم تخلو بلادي من الحسد فقد غزاها القاصي والداني تارة من الشرق واخرى من الشما ل والغرب ولم يحميها الماء من الجنوب. غير ان وطني عصية على الغزاة وطني ارض ذاب فيها كل الغزاة ومن لم يذب فيها رحل منها وعندما كان ياتي الى وطني طاغية وما اكثر الطغاة فقد كان الطغاة يبدون مثل الثلج امام شمس الحرية وما ان تشرق تذوب الى غير رجعة.
مهلا فاعمار الطغاة قصار----مهما طغوا وتجبروا او جاروا
وطني ليس حقيبة في يد مسافر قد يرحل بعد قليل او بضاعة يحاول البعض ان يبيعها –وطني هويتي ومفتاح بيتي –وطني ابي وامي واخوتي وجيراني وطني جدي وجدتي واعمامي واخوالي
وطني حيث عماتي وخالاتي وطني هي البسمة على شفاه الاطفال الذاهبين الى المدرسة
عندما كنت صغيراوجميلا كانت الوردة داري والينابيع بحاري
صارت الوردة جرحا والينابيع دماء
ترى متى تعود الطيور تغني والعصافير تزقزق, متى تعود اسراب النحل الى ازهار الاقحوان انني اسمع خرير الماء وصهيل الخيول لابد ان المكان منبع خير. لكن اذا كنا نحن جميعا قد خلقنا من التراب فلماذا لا يكون كل الارض وطني وكل الناس اقربائي وتعود الحمامة جنب النسرتتبختر ويعيش الناس في امن وامان اخوة متحابين .اولسنا من اب واحد وام واحدة فلماذا نتقاتل ولماذا نختلف.واذا استطاعت العراقية شذى ان تجمع العراقيين وقت المحنه وفي كلمة واحدة فلماذا لا يجمعنا العراق وهو امنا وابونا وعزنا ومجدنا وليس لنا ارض سوى العراق
فتعالوا جميعا يااحبابي يدا بيد نبني الوطن جنائن معلقة ليس في بابل فقط لكن في كل شبر من الارض حيث الحب والحنان والحياة والود
فهل انتم قادمون ----انا بانتظاركم
اما الغزاة فسيرحلون منكسي الرؤوس كأن رؤوسهم اقدام

جابر غايب طالب
سان بترسبورك - روسيا
5 نيسان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي


.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????




.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ