الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما معنى الزوبعة الإعلامية الأمريكية الأخيرة حول إنسحاب أمريكا المبرمج من العراق؟

طه معروف

2007 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


ما نسمع من الإدارة الأمريكية من تصريحات بين حين وآ خر حول موضوع إنسحابها السريع والمبرمج من العراق ، لا يعدو كونه خدعة اعلامية من جملة تلك الخدع الإعلامية المفبركة التي تخدم سياساتها الحربية الفاشلة في العراق .إن تحويل العراق إلى ساحة وميدان لحربها الإرهابية، قد يحتاج بالضرورة إلى مثل هذه البروباكندة الفارغة التي تغذي سياستها في إطالة أمد حربها القذرة على العراق.
إن تصريحات السفير الأمريكي، رايان كروكر، قد تدحض بصورة واضحة تلك التصريحات الأمريكية المفبركة حول إنسحابها السريع من العراق عندما يقول؛ بإن خطورة إنسحابهم من العراق يفوق خطورة بقائهم فيها.أو التصريحات الميدانية من الجنرال الأمريكي، بتريوس، بصدد العملية الأمنية في العراق الذي يقول :من المبكر الحكم على العملية الأمنية. إن محاربة التمرد في العراق مهمة طويلة الأمد قد تستغرق (عقودا) من الزمن.
رغم إن مجرد الحديث عن الإنسحاب هو دليل على فشل المشروع الأمريكي في العراق إلا أن تفعيل الجدل حولها بين حين وآخر يحمل في طياتها أغراضا وأهدافا امريكية متعددة منها، تستخدم لإخماد الإعتراضات الداخلية الأمريكية المناهظة للحرب، أو تثير من أجل رفع معنويات جنودها المنهارة لحثهم في مواصلة القتال والأكثر من ذلك فمنذ إحتلال العراق أصبح تهديد الحكومة الدمية الطائفية (المختفية) بالإنسحاب،يشكل جزءا أساسيا من تاكتيكات السياسية الأمريكية بغية أحياء و تفعيل دور هذه الحكومة المنشطرة طائفيا وعرقيا لتغطية على نفاق شرعية بقائها في العراق .
إن الحديث عن تقرير بوش حول تقييم فعالية الإستراتيجية الأمريكية "الجديدة" في العراق ومدى إلتزام الحكومة الطائفية الدمية بتحقيق الأهداف التي تطالب بها واشنطن ،ليست إلا زوبعة إعلامية فارغة تهدف إلى تضليل رأي عام الأمريكي والعراقي معا حول إستمرار هذه الحرب الهمجية الذي حول العراق إلى ساحة القتال لا مثيل لها في العالم .
ففي حين يتحدث الإدارة الأمريكية عن موضوع إنسحابها المبرمج من العراق سنجده في نفس الوقت يقوم بتعزيز وجودها العسكري في العراق ومنطقة الخليج.ألا يصدق أحد ألإدعائات الأمريكية حول إنسحابها السريع من العراق في الوقت ينهمك بحشد اكبر قوى العسكرية في منطقة الخليج وعلى مرمى الحجر من الحدود العراقية؟ لا نقول بإن أمريكا لا يفكر أبدا بالإنسحاب من العراق. ولكن هذا الأمر غير وارد بتاتا في الضروف الراهنة.
إن نشر القوات في الجنوب العراق وفي كردستان ليست مقصودة لإجل قصير بل تهدف إلى بقائها إلى أمد طويل. إن التلاعب بالمصطلحات؛ ،كالإنسحاب المبرمج او السريع او تقليص القوات وإعادة الإنتشار هي إدعائات سياسية حربية تهدف الى تبرير ضرورة وجودها في العراق .
إن إنسحاب أمريكي سريع من العراق لن يحدث مثلما حدثت في فيتنام . لإن وجود العسكري الامريكي في العراق هو إمتداد لوجوده العسكري في منظقة الخليج .إن حضور العسكري الأمريكي في الخليج لا يقل كثيرا عن وجود مثلها على الاراضي الأمريكية .فأمن الخليج وفق نظريتهم الرأسمالية هو أمن مصالحهم الرأسمالية .لذلك فإن إثارة هذه الموضوع من قبل الإدارة الأمريكية ومؤسساتها السياسية وخصوصا بين حزب الجمهوري والديمقراطي هي خطة مبرمجة ومدروسة لتغطية على مصالح الشركات والكارتيلات النفطية الأمريكية العملاقة التي لا تجد طريقا وأسلوبا مربحا ومناسبا لتكديس ثرواتها أنسب من هذه الطريقة من الحروب البربرية في المنطقة.
إن ترويج الشائعات حول إحتمال نشوب حرب أهلية شاملة في حال إنسحاب القوات الأمريكية من العراق ،ليس إلا مبررا لإدامة بتدمير العراق.فأي حرب أهلية تخلق هذا الجحيم و الدمار من القتل اليومي والهجرة القسرية المليونية مثلما خلقها قوات الإحتلال.إن سياسة قوى الإحتلال التي يستند على زرع بذور الإنقسامات الطائفية والعرقية والقبلية تمهد ارضية خصبة لحرب أهلية شاملة ولم يكن عاملا لصدها.
فما زالت ألإدارة الأمريكية مصممة على قمع جميع تلك ألأصوات أو الحركات المدنية المعادية لوجودها في العراق بأكثر الطرق الوحشية .وبعكس إدعائاته حول الديمقراطية والمدنية يشن حربا ضروساعلى كل من يطالب بالإنسحاب أو يناضل من اجل إعادة المدنية للعراق.فهو لا يقاتل تنظيم القاعدة او الجيش المهدي بل يقاتل جميع الحركات اليسارية العمالية والإتجاهات العلمانية والمدنية ايضا . وخير دليل على ذلك هو إعتدائهم الأخير على مؤتمر حرية العراق، رغم انه مقاومة مدنية تناضل من أجل إعادة المدنية إلى العراق. حيث أغتالت أياديها الغادرة المناضل القدير ،عبدالمحسن صدام ،مسؤول قوة الأمان في بغداد ، لا لسبب ، سوى لإنه أراد للجماهير أن تعيش في أمان و لم يرضخ لسياسة الإحتلال ولم يقبل الخضوع لسياسة الحكومة الطائفية الدمية الذي ترفع راية الإنقسام الطائفي والعرقي في العراق.

13-7-2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء الاسرائيلي يستبق رد حماس على مقترح الهدنة | الأ


.. فرنسا : أي علاقة بين الأطفال والشاشات • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد مقتل -أم فهد-.. جدل حول مصير البلوغرز في العراق | #منصات


.. كيف تصف علاقتك بـمأكولات -الديلفري- وتطبيقات طلبات الطعام؟




.. الصين والولايات المتحدة.. مقارنة بين الجيشين| #التاسعة