الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكم الذاتي بالريف...وأشياء أخرى في حوار مع الناشطين الأمازيغيين يوسف الموساوي وسليمان بلغربي:

سعيد بلغربي

2007 / 7 / 16
مقابلات و حوارات


يأتي هذا النقاش في إطار سلسلة حوارات شاملة تهم الشأن الأمازيغي أجرينها مع مجموعة من فعاليات المجتمع المدني والسياسي داخل المغرب وخارجه، وذلك من خلال طرحنا لبعض الأسئلة السياسية والثقافية الراهنة في علاقتها بالقضية الأمازيغية. بالمناسبة نستضيف في هذا العدد الناشطين الأمازيغيين يوسف الموساوي وهو فاعل أمازيغي بكتالونيا وعضو "بجمعية تاومات" وعضو "بالتجمع الأمازيغي بكتالونيا"، والناشط الجمعوي الأمازيغي سليمان بلغربي وهو عضو بالجمعتين المذكورتين وعضو" بجمعية إيمازيغن بكتالونيا" وعضو بالمجلس الفيدرالي للمؤتمر العالمي الأمازيغي.
نتطرق من خلال حوارنا هذا إلى مجموعة من القضايا الراهنة التي يعيشها الشعب الأمازيغي في ظل ظروف الإعتقالات التي شهدتها بعض المواقع الجامعية المغربية.
كما حاولنا أن نقصي آراء المتحاورين حول مطلب الحكم الذاتي بالريف وسياسة المعهد الملكي للثفافة الأمازيغة في أوربا. سعيد بلغربي
_______________________
يجب على المغاربة أن لايرضخو للأفكار التقليدية التي تخيفهم كلما برزت مبادرة أو فكرة تجديدية تساهم في مشاريع غيورة على المغرب. يوسف الموساوي

إذا كانت أفكار الأمازيغ غير مرغوب فيها سياسيا فلماذا كل هذه الشعارات التي تدعو إلى المساهمة في تنمية المغرب سياسيا. سليمان بلغربي

_________________________________

* على إثر الأحداث الأليمة التي شهدتها مجموعة من الجامعات المغربية والتي خلفت الكثير من الإستياء في صفوف الحركة الثقافية الأمازيغية داخل المغرب وخارجه، بإعتباركما ناشطين أمازيغيين في كتالونيا، كيف تقرأون هذا الحدث التراجيدي؟

ـ يوسف الموساوي: من المعروف لدى كل الطلبة المغاربة الذين مرو على مختلف الجامعات المغربية أن تيار ما يسمى بالنهج القاعدي المعروف بالبرنامج المرحلي هو تيار فوضوي من داخل الجامعة، ساهم بشكل جوهري في أزمة أوطيم، حيث عرقل مختلف المبادرات التي كانت تسعى إلى إعادة تصحيح مسار أوطيم، وذلك منذ مبادرة الجماهير إلى الحوار الفصائلي حيث مارسو التضييق ضد القطاعات الطلابية للأحزاب السياسية مثل الإتحاد الإشتراكي والتقدم الإشتراكي، منضمة العمل الديمقراطي أو حتى التيارات القاعدية نفسها مثل تيار الكراسة تيار الممانعين، وفيما بعد سنة 1991 مارسو العنف ضد التيار الإسلامي بدعوى أن الجامعة قلعة تقدمية يسارية وكان من طبيعة الحال أن يكون المستهدف في آخر المطاف هو الحركة الثقافية الأمازيغية، وهذه ليست المرة الأولى التي يعتدي فيها النهج القاعدي على نشطاء الحركة الثقافية الأمازيغية حيث مارسو العنف ضدها في جل المواقع الجامعية إنطلاقا من فاس، وجدة، مراكش والراشدية... وهذا ليس ببعيد وليس من المحتمل أن يكون مدفوعا من جهات معادية للأمازيغية من أجل جر ح.ث.م إلى مستنقع العنف، خصوصا وأنها كانت تدعو دائما إلى مناهضة العنف المادي والرمزي من دخل الجامعة المغربية وقد إقترحو في هذا الشأن ميثاق وطني ضد العنف والإقصاء.
وقد تعود هذه الأحداث ربما لمعاقبة ح.ث.م على مواقفها وعدم رضوخها للإستسلام وتشبثها بالخيار الديمقراطي وعدم تجزء القضية الأمازيغية وربما يكون هذا كرد فعل على اللافتة التي برزت مؤخرا في إحتفالات فاتح ماي لهذه السنة والمطالبة بالحكم الذاتي خصوصا بالريف.

ـ سليمان بلغربي: في البداية أعتقد أن أي شكل من أشكال العنف لايخدم مصالح الشعب المغربي ولهذا نحن الأمازيغ واعون به منذ زمن بعيد، أعتقد أن الإشكال ليس فقط في الجامعة المغربية بل على مستوى الشارع السياسي المغربي ككل حيث أن هناك مجموعة من اللوبيات الذين يعتقدون بأن لهم الحق في أن يقولو ما يريدون وأن يفعلو ما يحلو لهم وفي نفس الوقت يحرمون على الأمازيغ الحديث في القضايا التي تهمهم وتهم المغرب ككل، وأعتقد أن ما حدث يكشف أن المجتمع المغربي ككل يحتاج إلى حوار موسع قبل طرح مجموعة من القضايا في الساحة السياسية التي يمكن أن تربك المجتمع المغربي.

ـ يوسف الموساوي: في نفس السياق، ما أثير إنتباهي هو الإنحياز التام لوسائل الإعلام وبعض المنظمات إلى جانب النهج القاعدي، دون البحث عن تقصي الحقائق ونقل الحدث بموضوعية وحياد، التدخل الوحشي واللاديمقراطي لقوى الأمن في حق نشطاء ح.ث.م مع ترك الطرف الآخر يمارس الإرهاب والترهيب في حق الطلبة الأمازيغ خصوصا منهم الطالبات الأمازيغيات، ولقد إتضح لنا جليا مدى زيف وحربائية شعارات العهد الجديد من قبيل حقوق الإنسان والديمقراطية وغيرها من الشعارات الرنانة، وللأسف الشديد ففي الوقت الذي كانت فيه مختلف وسائل الإعلام تنقل حدث وفاة المرحوم بنزكري رحمة الله عليه وتقدم لنا تضحياته دفاعا عن حقوق الإنسان والمصالحة الوطنية في الوقت آنه كان أمازيغ ح.ث.م يتعرضون لمختلف أشكال المداهمات والإستفزازات والإعتقالات البولسيسة كأنما شعار حقوق الإنسان دفن مع المرحوم بنزكري.

*جاء في معرض حديثكم أن هذه الأحداث الأليمة جاءت نتيجة بشكل أو بآخر كرد فعل لغضب المخزن المغربي من اللافتة التي رفعتها الحركة الثقافية الأمازيغية بالناضور، حول مقاربتكم هاته ما رأيكم في حدث الدعوة إلى المطالبة بالحكم الذاتي بالريف وفي هذه الظروف بالضبط؟

ـ سليمان بلغربي: أدعو جميع المغاربة ليس فقط الناطقين بالأمازيغية إلى اليقضة السياسية لأننا اليوم في مرحلة سياسية تستوجب منا الوقوف الجدي، لأن المغرب مقبل على تبني نظام سياسي وهو الحكم الذاتي في منطقة معينة من المغرب، بطبيعة الحال إذا كنا نحن المغاربة جميعا سواسية أمام القانون يجب أن نكون متوافقين فيما بيننا من أجل إعداد المغرب لهذا المولود السياسي الجديد، إذا أردنا بالفعل نجاح هذه التجربة مع العلم أن هناك مجموعة من الأصوات داخل المغرب وخارجه تحاول الترويج لفكرة أن مخطط إعطاء الحكم الذاتي للصحراء هو مجرد هبوط إضطراري للمغرب من أجل حل هذا الصراع، وأعتقد أن هناك مجموعة من اللوبيات السياسية داخل المغرب تحاول تهميش الوجود السياسي للأمازيغيين مع العلم أن الجميع يتحدث عن العزوف السياسي، فإذا كانت أفكار الأمازيغ غير مرغوب فيها سياسيا فلماذا كل هذه الشعارات التي تدعو إلى المساهمة في تنمية المغرب سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا... وأعتقد أن خروج بعض مناضلي ح.ث.م إلى الشارع من أجل المنادات بالحكم الذاتي بالشمال رغم الضروف التي تعيشها المنطقة المتميزة بالركود السياسي والإجتماعي والإقتصادي فإنها تعبر على أن منطقة الريف مستعدة للعب دور في إطار مغرب الجهات ومغرب الحكم الذاتي.

ـ يوسف الموساوي: ربما قد يكون رد الفعل هذا ناتج عن اللافتة المذكورة وربما هناك أسباب أخرى، لأننا نعتقد أن هناك دوائر مخزنية تسعى بشكل أو بآخر إلى عرقلة مشروع الإنتقال الديمقراطي وهناك أطراف أخرى تريد تمريره وفق أهوائها السياساوية مع إسكات كل صوت يحاول الإتيان بأفكار وتجارب جديدة يمكن إعتمادها من أجل إنجاح مرحلة الإنتقال الديمقراطي، فلا يعقل أن تبقى اللغة الأمازيغية غير معترف بها كلغة رسمية للبلاد بل الأكثر من ذلك رغم الخطاب الملكي لأجدير مازالت هناك عدة أطراف سياسية تعرقل دسترة الأمازيغية وتعرقل الإنتقال الديمقراطي وتسعى جاهدة العودة بنا إلى الوراء. وعلى كل القوى الديمقراطية أن تنتبه إلى هذه الأمور التي قد تبدو بسيطة لكنها قد تساهم بشكل أو بآخر في عرقلة الخيار الحداثي والديمقراطي والذي لارجعة فيه.

*على هامش هذا المطلب ظهرت مجموعة من التصريحات الشخصية المناهضة لفكرة الدعوة لمشروع الحكم الذاتي بالريف، ماهي تعليقاتكم حول هذه الأراء المتضاربة؟

ـ سليمان بلغربي: يؤسفنا أن بعض الإخوة الريفيين الذين ينتمون إلى المجتمع المدني يروجون لأفكار بائدة لاتخدم مصالح المنطقة فهم يكرسون فكرة أن الريف لايحتاج إلى دولة وإلى تنمية، فهم يستطيعون تدبير شؤون رزقهم بطرق مختلفة. مع العلم أنهم يقولون أن هناك بطالة داخل الريف فكيف يعقل أن نتحدث وندافع عن الطبقات المحرومة دون التفكير في الإحتياجات اليومية للمواطن، إن مشروع الحكم الذاتي بأي منطقة هو تعبير عن رغبة المواطن في تحمل المسؤولية في إطار فضاء واضح واعي بإمكانياته وبإحتياجاته، فالإمكانيات يجب إستغلالها بشكل معقلن والإحتياجات يجب العمل على توفيرها بشكل متسلسل، أما مسألة الوقت فكل الأشياء التي تحدث في العالم وليس في المغرب فقط ليس لها جدول زمني قار فهي تأتي ضمن ديناميكية الأحداث. فالحكم الذاتي لايحتاج إلى أن تكون كل الناس معه أوضده، يجب أن نترك للممارسة السياسية الفرصة لكي تجيب عن مدى نجاح أو فشل هذا الشكل .
مشروع الحكم الذاتي بالمغرب يجب أن يكون متميزا عن جميع التجارب العالمية الأخرى نظرا لتميز الشعب المغربي بظروفه الجغرافية والطبيعية عن باقي العالم، مثلا لاتوجد أية منطقة ذات مناخ جاف في العالم تتمتع بحكم ذاتي ولهذا يجب التركيز أساسا على قيم ثاويزا الأمازيغية بين كل المناطق المغربية لخلق تكافئ يخدم الجميع.

ـ يوسف الموساوي: في الحقيقة تعدد الآراء هو شكل صحي في الدول ذات التقاليد الديمقراطية شريطة أن تكون مبنية على أسس معقولة، إلا أن بعض ردود الأفعال كانت جد متناقضة مع نفسها، فكيف يعقل مثلا لشخص أن يتزعم جمعية ريفية لحقوق الإنسان يناهض مشروعا ريفيا لتسيير الشؤون محليا.
إذن يجب على المغاربة أن لايرضخو للأفكار التقليدية التي تخيفهم كلما برزت مبادرة أو فكرة تجديدية أو محاوة للإسهام من قريب أو من بعيد في إطار مشروع أو مشاريع غيورة على المغرب، فالشعب المغربي ليس صبيا.
فما هو معنى الحكم الذاتي؟ لماذا يتحدث الناس عن الجهات لكن يتخوفون من الحكم الذاتي، أعتقد أنه ليس هناك فرق بينهما، فما الحكم الذاتي إلا جهة ذات صلاحيات موسعة، مراعيا فيها الخصوصيات الثقافية، التاريخية، النفسية، الطبيعية والإقتصادية...، فالمغرب قبل الجهوية الأخيرة كان منقسما إلى سبعة جهات، جهة الشمال جهة الوسط جهة تانسيفت إلخ... أعتقد أن هذا التقسيم السباعي كان أكثر إنسجاما من التقسيم الجهوي الحالي، وقد تحدث في هذا الأمر مجموعة من الباحثين في عدة مناضرات وطنية حيث إقترحو مثلا المنطقة الشرقية التي تشمل وجدة كعاصمة لتوريرت، جرادة، فكيك، وبوعارفة وهي في الأصل منطقة منسجمة فيمابينها، ونفس الشيء يقال بالنسبة لمنطقة الشمال وتانسيفت إلخ...

* تبدو أن تحركات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في أوربا تهدف بالأساس إلى إحتواء مجموعة من الفعاليات الأمازيغية النشيطة في الخارج، كيف تفسرون ذلك؟

ـ سليمان بلغربي: الظاهر أن ميزانية المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية قد فاضت، فهو يمول خرجات إلى أوربا مع العلم أن المعهد لم يتم بعد إنجاز المشاريع والأعمال الموكلة إليه في المغرب. بخصوص الإحتواء فإذا كان المعهد في نظرنا قد فشل في إحتواء أعضاءه المؤسسين والتقرب من المجتمع المدني الأمازيغي فكيف يمكن أن نتحدث عن إحتواء خارج هذا النطاق، فالأمازيغ ليسو بحفنة من الأفراد سهلة الذوبان، بل هم شعب تتعدد أفكاره تجاه شكل التعامل مع المطالب الأمازيغية.
و إذا كان بعض أعضاء المعهد يعتقدون أنهم يقومون بوضيفة سياسية فإنهم يعيشون في وهم، فمجال ممارسة السياسية له بيئته الخصبة لذلك.
ونحن لسنا ضد الكفاءات الأمازيغية والغير الأمازيغية التي تعمل من داخل هذه المؤسسة من أجل تطوير الأمازيغية، بل نطالب بإلحاق طاقات شابة من جميع المناطق المغربية من أجل تكريس الطابع الوحدوي للأمازيغية.

ـ يوسف الموساوي: لاأعتقد أن الهدف كان يرمي إلى إحتواء الأمازيغ بقدر ما كان يدخل في إطار التعريف بحرف تيفيناغ، خصوصا في إطار المنافسة مع الحرف اللاتيني، الحرف المعتمد في معضم الدول الأوروبية لتدريس الأمازيغية. لكن المثير في هذه القافلة هو التناقض الحاصل في مثل هذه السلوكات، إذا كانت اللغة الأمازيغية غير معترف بها كلغة أصلية للبلاد فقافلة تيفيناغ سقطت في فلكلرة الأمازيغية والضحك على ذقون الأمازيغ لأنه لا يعقل أن نعرف بحرف معروف أصلا وخصوصا أن الحرف الذي تم عرضه تمت صياغته الهندسية والتقنية في هولاندا من طرف لجنة معيارية تيفيناغ.
رغم النية الحسنة لمنضميها فإنها لم تشكل حدثا، نظرا لغياب إرادة حقيقية لإنصاف الأمازيغية والأمازيغ.

أجرى الحوار: سعيد بلغربي إسبانيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أجواء من البهجة والفرح بين الفلسطينيين بعد موافقة حماس على م


.. ما رد إسرائيل على قبول حماس مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار؟




.. الرئيس الصيني شي جينبينغ يدعم مقترحا فرنسيا بإرساء هدنة أولم


.. واشنطن ستبحث رد حماس حول وقف إطلاق النار مع الحلفاء




.. شاهد| جيش الاحتلال الا?سراي?يلي ينشر مشاهد لاقتحام معبر رفح