الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الذي على اليسار أن يفعله؟

سمير عادل

2007 / 7 / 14
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


قبل فترة ليست قصيرة طرح (الحوار المتمدن) مشروع لتوحيد عمل اليسار في العراق. واكد عليه العديد من الشخصيات الماركسية واليسارية على المشروع المذكور عبر مقالات نشرت في الحوار المتمدن. وللاسف قسم كبير من المقالات لم يتجاوز غير دعوات الى توحيد عمل اليسار على الرغم ان الحوار المتمدن طرح برنامج عمل من عدد من المطالب كي يكون نقطة انطلاق اليسار في العراق.
اكثر من اربع سنوات من الاحتلال، يكفي ان يراجع المرء( الذي يعتقد التغيير يحدث بالفعل الانساني) نفسه ما الذي يجب فعله في خضم الاوضاع المأساوية التي تمر بالمجتمع العراقي؟ ولقد عبرت عنه في الندوات والمحاضرات والتجمعات التي دعيت لها في الولايات المتحدة الامريكية واليابان وفلبين واندونيسيا... والمقابلات الصحفية والتلفزيونية: اما الصعود الى اعلى التلال ومشاهدة الحريق كيف يجتاح اراضي شاسعة ويقتل المزيد من الابرياء او النزول على الارض وانقاذ ما يمكن انقاذه.
ما يحتاجه اليسار في العراق اليوم الى مبادرة عملية والى مشروع ملامحه التنظيمية والسياسية والاجتماعية واضحة. فلا يكفي طرح المشاريع السياسية وليس هناك صاحب لها. ان حقانية الطرح وصحته وحتى إنسانيته لا يتحول تلقائيا الى واقع عملي اذا لم يوجد احد من ينفذه على ارض الواقع. وان جميع الدعوات التي اتت عبر المقالات لم تتجاوز سوى طروحات ينتظر من الاخرين تنفيذها. من هم هؤلاء الاخرين؟ الكل في حالة انتظار وفي نفس الوقت الكل ينظر الى الاخر بعين حذرة.
وهناك بعض الاطراف اليسارية تستنتج بأن الاسلام السياسي سيزول من العراق اوتوماتيكيا لان النظام العالمي الجديد في حالة الزوال او الجماهير جربت جرائمه بحق الانسانية..الخ. وهذا الطرح يثير الشفقة اكثر مما يثير السخرية. اذ اصحاب هذا الطرح يبررون غيابهم وعدم سعيهم في تغيير الواقع ويحاولون اعادة انتاج وجودهم أللاجتماعي من خلال هذه الطروحات. ان انهيار المشروع الامريكي في العراق وبغياب قوى يسارية مؤثرة على الساحة السياسية، يعني ان الاسلام السياسي سيخرج منتصرا من العراق والمتمثل احد أجنحته الرئيسية بالجمهورية الاسلامية في ايران. وعليه ان الملامح الجديدة في العراق وفي المنطقة سيرسمها الاسلام السياسي في المرحلة ما بعد انهيار المشروع الامريكي.
ان الوقائع تثبت بأن الطرف الذي بأمكانه أعطاء هوية واحدة لجماهير العراق وتحارب تحت راية واحدة ويطرد الاحتلال والعصابات الطائفية هو اليسار فقط. انظر مقالات لنفس كاتب هذه السطور "الجماعات المقاومة المسلحة وازمة الهوية" " استراتيجية الفوضى" و " طرد الاحتلال مهمتنا نحن" نشرت جميعها في "الحوار المتمدن". لكن هزيمة الاحتلال والاسلام السياسي لا تكون دون وجود يسار له ملامحه التنظيمية والسياسية وجناحه العسكري واداوته الاعلامية وامكانيات مالية ضخمة...الخ.
من هنا اريد ان احذر كل شخص يعرف نفسه باليساري ويطالب بحكومة علمانية في العراق ومجتمع تسوده القيم الانسانية من الحرية والرفاه والمساواة ان يعي دوره العملي على الساحة.
في العراق وعلى ارض الواقع وفي ميدان المعركة، طرح احد الاطراف اليسارية مبادرته العملية واسمها مؤتمر حرية العراق. وان النقاط التي طرحها (الحوار المتمدن) جاء في منشور المؤتمر. وان هذا المشروع بدء يشكل خطر على الاحتلال والقوى الطائفية. وهناك عشرات الامثلة لاثبات ذلك واخرها كان اغتيال عبد الحسين صدام احد قادة المؤتمر من قبل القوات الاحتلال.
الا ان العديد من القوى والشخصيات اليسارية تنظر الى مشروع مؤتمر حرية العراق بعين حذرة. اذ تنطلق من تقيمها لمؤتمر حرية العراق من منظور أيدلوجي وليس من خلال منشوره وخطواته العملية وخطابه السياسي وازدياد حجم التفاف الجماهير حوله يوما بعد يوم. واصبح الصوت اليساري المسموع وله حضور واسع وكبير على صعيد الاعلامي والاجتماعي والعسكري وبات يشكل خطر كما نوهت على بقية الاطراف الاخرى على الصعيد العملي في العراق. ان بعض هذه الشخصيات بالرغم انها تنظر بعين احترام الى مؤتمر حرية العراق الا انها لا تنخرط في صفوفها خوفا من يجير عملها الى قوى سياسية اخرى. وهذه المعضلة ممكن ملاحظتها في خارج العراق اكثر منها في داخل العراق. ففي داخل العراق فهناك مئات الشخصيات الماركسية و المستقلة والليبرالية والعروبية انخرطت في صفوف مؤتمر حرية العراق دون ان يشكل أي طرف سياسي في مؤتمر حرية العراق هاجس لها.
كلمة اخيرة اريد ان اختتم بها هذا المقال وهي ان اليسار في العراق له مشروعه اليوم في العراق وبغض النظر عن مشاكله ونواقصه. انه يمتلك اليوم فضائيته وله جناحه العسكري وتنظيماته العديدة في عشرات المدن العراقية وفي قيادته العديد من القادة العماليين في قطاع النفط والقطاعات الصناعية الاخرى واساتذة جامعات وشخصيات بارزة في المجتمع وله جبهة عالمية تزداد قوة يوم بعد يوم. انني اخاطب كل انسان يعتبر نفسه يساري في داخل العراق او خارجه الانضمام الى مؤتمر حرية العراق واعتباره اداته ومشروعه لانقاذ المجتمع العراقي من براثن الاحتلال والعصابات الطائفية. انني اكرر نفس الكلمات التي وجهتها لعدد من الرفاق قدموا من الحزب الشيوعي العراقي في بغداد وانظموا الى صفوف مؤتمر حرية العراق: ان الشخص المنتمي الى مؤتمر حرية العراق لا ينفي عضويته الى حزب ما. اننا كماركسيين وكيساريين وكأشتراكيين اذا لم نعمل بشكل جدي في مؤتمر حرية العراق ونقوي صفوفنا ونشكل كتلتنا المتراصة ونسلحها بأفقنا اليساري كما يسمح لنا الاسس التنظيمية للمؤتمر، فأن توازن القوى في داخل المؤتمر سيتغير لغير صالح اليسار. فيوميا هناك قوى اخرى تنظم الى صفوف المؤتمر وتغريهم مكتسبات المؤتمر والاداوت التي حصل لها، فستعمل بشكل اصولي كي يكون المؤتمر تحت سياساتها وافقها كما نعمل نحن.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال ببريطانيا ينتزع السلطة من المحافظين بعد 14 عاما


.. محمد نبيل بنعبد الله، ضيف برنامج -بدون لغة خشب-




.. أعادت حزب العمال للحكم.. تعرف على نتائج الانتخابات العامة ال


.. بريطانيا تنتخب حزب العمال.. وفرنسا تتجه صوب اليمين المتطرف |




.. هل يجني البريطانيون ثمار اختيارهم السياسي بعد فوز حزب العمال