الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انه لعجيب امر العرب!!!!!!!!!!

عبدالله مشختى احمد

2007 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


من ثوابت الواقع فى ايامنا وكما افادت سوالف الماضى بان قادة وملوك العرب فى تعارض مع بعضهم البعض وانهم قلما يتفقون فيما بينهم فى قضاياهم وقضيا امتهم المصيرية , اذا كان هذا هو قدر الفادة فما بال القواعد الشعبية العريضة من الامة العربية الممتدة من المحيط الى الخليج كما يقال . قبل ايام اجريت مسابقات لاختيار جديد لعجائب الدنيا السبع عبر الانترنيت والاقمار الصناعية اى المسجات ورغم ما كان يستهدفه المنظمون لهذه المسابقة والتى شارك فيه حوالى مليون شخص من شتى انحاء العالموالذين ادلوا باصواتهم , ومن ضمن نتائج التصويت فازن مدينة البتراء الاردنية الاثرية بالمرتبة الثانية . وتفضلت المجلة العربية كبقية وسائل الاعلام بنشر الخبر وقادنى البحث الى ذلك الخبر واذا بى اندمج مع التعليقات التى ادلى بها القراء من مختلف البلدان العربية وكانت اكثر من 900 تعليق وقد شعرت بالدهشة والعجب والحيرة من كتاب هذه التعليقات , رغم اننى لست عربيا ولكننى شعرت بخجل واسف للحالة التى يعسشه العرب فالذين يكتبون هذه التعليقات معظمهم من الكتاب ويعتبرون انفسهم من الطبقة المثقفة , فبدلا من ان يفرحوا لفوز بلدة او دولة عربية نراهم يشتمون ويلعنون ويسبون بعضهم البعض , فالمصرى يهاجم الاردنى والشامى يسب السعودى والخليجى يهين الليبى والعراقى يحقد على الكويتى وغيره وغيره والى ما لا نهاية , كون الاثر الفلا نى لكذا دولة لم يفز او يستخدم التحقير لهذا وذاك , الستم جميعكم عرب ومن امة واحدة وتدعون بانكم ستوحدون الامة العربية برمتها , ايستحق موضوع كهذا كل هذه المساجلات والجدالات العقيمة والتى لاتجدى نفعا للعرب . الا تلقوا نظرة ولو بسيطة لاحوال العرب فهناك فلسطين ومأساتها التى غدت جهنم بالنسبة لشعبها ولبنان الدامى والمثخن بالحروب والقتال والعراق التى تسيل فيها انهار من الدم والصومال والسودان والجزائر وغيرها اليس من الاجدى للعرب ان يلتفتوا الى المأساة والكوارث التى تلم بهم نتيجة انشغالهم بالخلافات والاحقاد الجزئية والثانويةودراسة اوضاعهم المأساوية ويلتفتوا الى الاعداء الذين يحيطون بهم من كل جانب ويزرعون بينهم بذور الخلاف والفرقة منذ مئات السنين , الا يرون اسرائيل التى تحاول ومنذ الثر من 50 سنة لاحتوائهم واذلالهم وامريكا اليوم التى تنظر الى العرب كونهم مصر الشر والارهاب ومصدره ضد العالم , فما بال العرب اليوم وهم يتناحرون حول مسائل بعيدة كل البعد عن اوضاعهم من قبيل ا لطائفية والنظرة القطرية والعصبية .
هل ان العرب قد حققوا كل اهدافهم كى يبقى الاختلاف بينهم فقط على امور صغيرة كستار اكاديمى فنان اى قطر عربى فاز او لم يفز او ان البتراء قد فازت ولم يفز اهرامات مصر او ابو الهول او الجنائن المعلقة , حقا عجيب امر العرب طبيعى المسألة نسبية ولا ينطبق الحال على كل العرب فهناك الخيرين والمثقفين وفطاحل العلم والادب والانسانيين ولكن عندما نذكر هؤلاء فان الدلالة تعبر عن نسيج واسع من الصفوف العربية , فعلى هؤلاء الذين يتخذون من القطرية والعنصرية مبررا ليكونوا سببا لتوسيع شقة الهوة والخلاف ان يراجعوا الى مصادر ضعفهم وان يتباداوا الافكار ويخوضوا النقاش البناء لوضع الحلول للاوضاع الشاذة التى يعيشها العرب وا يتعاونوا فيما بينهم كما امرهم الله والشرائع والسنن والقوانين الوضعية التى شرعوها هم انفسهم , ان الحقد لن تجدى امة من الامم الا الاندثار والتأكل والسقوط فى هاوية التاريخ .
فكم من صوت عربى يدعوا ويشجع الاتراك الى غزو كردستان وتدمير الشعب الكردى , هل ان هؤلاء الاخوة العرب جاهلين بحكم الامبراطورية التركية للدول العربية وما ذاقوا العرب من ذل وهوان ؟ وهل ان الاتراك هم مسلمون واخوة للعرب والكرد كفار واعداء للعرب ؟ طبعا لا ولكن الحقد الذى يحمله البعض من الاخوة العرب ضد الكرد بدون مبرر يذكر , او تحت تبرير ان الكرد متعاو نين مع الامريكان اليوم فى العراق , او تحت ذريعة ان الكرد عملاء لاسرائيل وغيرها من المبررات الواهية .
نقول اين يرفرف علم دولة اسرائيل اليس فى مصر المحروسة والمغرب والخليج والاردن وغيرها من الدول العربية , هل ان العلم الاسرائيلى موجود فى كردستان ؟ بالطبع كلا ولكن ان البعض من هؤلاء الذين لايفكرون بشئ الا البحث عن ثغرة او عيب فى قوم لصب جام غضبهم الشوفينى علبهم لان هؤلاء وحسب منطوقهم لا يسمحون لاحد ان يحرز تقدما او يحوز على مكسب الى يكون على ايديهم ويكون بمثابة خير او صدقة يتصدقوا بها لغيرهم وبالتالى يبيحون لانفسهم كل شئ ويحرمونها على غيرهم ,
افيقوا ايها العرب من مأزقكم وكونوا جزأ اساسيا من الحضارة الانسانية ولا تتركوا ان تدرككم القطار لانكم ستكونوا الخاسر الوحيد ان اخذت فيكم سبل اتفرقة والعداوة والتشتت









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -الله لا يكسبك يا نتنياهو-.. صرخة طفل فقد والده في قصف إسرائ


.. جنود الجيش السوداني يستعرضون غنائم من قوات الدعم السريع في ج




.. الهدوء الحذر يسود منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارات في


.. حالة من الذعر بين ركاب طائرة أثناء اعتراض صاروخ في تل أبيب




.. أزمة ثقة بين إيران وحزب الله.. اختراق أم خيانة؟