الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مـن ( أعـصــــاب ) فلاديميـر فيسـوتسـكي
برهان شاوي
2003 / 9 / 26الادب والفن
يُعـد فلاديمير سيمونفج فيسوتسـكي( 1938 - 1980 ) ظاهرة فنية فريدة في الثقافة الروسية الى جانب شهرته الواسعة كممثل، فقد إشتهرفسوتسـكي كمغـنـي أكثر!! ورغـم انه شاعر متميز أغاني فيسوتسكي سـاخرة، مـرحة، ومليئة بالمـرارة. إنها أغان وقصائد شجاعة، فلقـد دخــل، ظاهرة فيسوتسكي نادرة، ليس في الثقافـة الروسية فحسب، وانما على المستوى العالمي، وتكمن أغانيه واشعاره أُستخدمت في العديد من الأفـلام والمسرحيات السوفيتية، وما بعد السـوفيتية، تزوج فيسوتسكي في حياته للمرة الثانية من الممثلة الفرنسية، الروسية الأصل، ماريا فـلادي، 1) الأقـنـعــــــة : ماذا علي أن أفعـل..؟ أأهـرب..؟ نعـم ..نعـم..وبسرعة..! كلهـم يضـعون الأقنعــة، والشعر المستعار..كلهـم..كلهــم..! أحـد الـوجــوه يسعى لرد الإعتبـار لنفسـه..؛ وأنـا أدور مـع الراقصـين مقهـقهـا..؛ ولربما، يعشـق المهـرج الحـزين وجهـه الكئيب..؛ أو ربما تنطبـق الـدائرة عـلي ، فجـأة، مفـرقعـات، وحـلوى، ورغم هذا لست ُ على مايرام..؛ هـا هـي الأقـنعـــة ُ الشـريرة تسـخر مني..؛ أنا بأسـرار الأقنعــة لعـليم..؛ وأنت أيهـا الوجـه المنـافق، لو كنت بلا قنـاع..فـلـترتـديـه..! ولكـن أنـى لـي أن لا يفـوتني الـوجـه الطيـب..؛ إذا أتضـح لك الصـديق، فجـأة، إذا لـم تسـتطع، بفراستك، أن تتحـقق إذا ذهب الفتى معك الى الجبال غير متـأوه..؛ وإذا لـم يشـتك، ولم يتـوجـع، السفنُ راسية ٌ، ومصطفـة ٌ، ومتهيئـة..؛ الكـلُ يعـود، إلا أفضـل الأصـدقاء..! لا أثـق بالقــدر.. سأعود أنا، طبعا، الى الأصـدقاء..؛ ُ أنا لا أحب المصير المحتـوم..؛ لا أحـب المجــون البـارد..؛ لا أحـب ، حينما يُقطـع الحـديث أكـره النمـيمـة ..، لا أحـب إطمئنان الشبعانيـن..؛ وعـنـدما أرى الأجنحـة المتكسرة.. لا أحـب نفسي عندما تجـبن.. لا أحـب ميدان السـيرك او حلبات الألعاب ..؛
ترجمة وتقـديم : بُرهـان شـاوي
خلال القرن العشرين. فقـد كـان ممثلا معروفا ومتميزا في مسرح ( تاغانكا )، الذي إخترق في
العقود الثلاثة الأخيرة كل التحريمات التي وضعها المنظرون الحزبيون الشيوعيون في الإتحاد
السوفيتي آنذاك حول (المسرح المـلحمي) البريختي (نسبة الى برتولد بريخـت) كمـنهج وكتوجه
إبداعي في عالم المسرح، وقد إشتهر في السبعينيات بتمثيله دور(هاملـت) في تراجيديا شكسبير
المعروفة. كما كان ممثلا سينمائيا، شارك في أفلام عديدة.
إلا أن تجربة فيسوتسكي الشعرية تستحق الإنتباه، من حيث انه يعود بالشعر الى حالته الأولى..
الى الغنـاء، فهو لا يكتب الشعر والقصائد وانما يغنـي الأشـعار!! فقصيدته تولـد لـديه كأغنـية،
كلحـن، ثم تتشكل في كلمات، تأخذ شكل القصيدة. وهنا يمكن الإشارة الى تجربتين أخرتين في
هذا المجال، وهما تجربتا الشاعرين المغنيين، اليهوديين،( بولات أوكاجافا ) و( روزن باوم ).
آنـذاك، الى المناطق المحـرمة، حينما كان يتحدث عن ( الـرجل الصغيـر ) بتعبير فلهلم رايش،
عن الرجـل الإعتيادي وهمومه واشيائه الصغيرة. فقـد كان فيسوتسكي يُعيـد صيـاغة اليـومـي،
والعـابر، وبشكل ساخر..كما كانت بعض اغانيـه تفيض بالحكمـة، ليست حكمـة الكتـب، الحكمـة
النظـرية، وانما حكمـة الحيـاة.
هذه الظاهرة في تلك العلاقـة التي قلما يمكن لمثقف، ولمبـدع ان يقيمها مع النـاس البسطاء فـي
القـاع. فهو الأقـرب الى العمـال وسـائقي الشاحنات، ومدمني الفـودكا( هو كان مدمنا على الكحول
والمخدرات)، والشغيلة، والجنود، الى جانب الطـلبة، والمثقفين، والمستائين من الهيمنة الحزبية.
وطبعت على أسطوانات، وكاسيتات، وأ ُذيعت من الراديو والتلفزيون، لكنه لم يجمع اشعاره أو
ينشرها في حياته، وانما صـدرت بعـد موتـه في كتاب يحمل اسم ( أعصـاب ).
وهـاجر معهـا الى فرنسـا، حيث مات هناك في العام 1980، ونقتل جثمانـه الى مـوسـكو ، حيث
يرقـد الآن فـي مقبـرة العظمــاء، بينما دفـن الحزبيون، ورجال المخابرات، والبيروقراطيون،الذين
حاربوه، وطـاردوه، وضايقوا روحـه المبـدعـة في مزبلة التاريخ، وفي جحيم النسيان.
قـصـــــــــائـــد
كما في المـرايا المحـدبة،
أبـدو ضاحكا، بينما في أعماقي غارق أنا في البكاء..!
وبما أنني دُعيت الى الحفـل، فقد تظاهرتُ باللبـاقة..؛
حيث الأنـوف المشبكة، والتكشيرات العريضة حتى الأدنين ؛
كما في كرنفـلات فينيسيا بالضبط..!
لكـن ربما يمكنني المـزاح معهـم قليلا.. ؟؟
آمـلُ ذلك، أوليس تحت هذه الأقنعـة لوجوه الحيوانات،
ثمـة وجـوه بشـرية..!
فهنـا الـراوي، وهنـاك الأديـب،
وجـاري من اليسار مهـرج حـزين..!
والآخـر سـياف،
وواحـد من كـل ثلاثة يضع قناعا لغبــي !!
ووجـه آخــر يتخفـى، ولا يعلن عن نفسـه..؛
وهنـاك من لا يستطيع أن يميز نفسه عن قنـاعه..!
لكنـني لـسـتُ مطمئنـا لهـم..؛
فـلربمـا يعجـب قنـاع السياف صـاحبه!!؟؟
أترى سوف ينزعـه..!؟؟
فلا ينزعـه أبدا..!
ومـاذا لـو أن الغبـي وهيئتـه الحمقـاء..؛
ينسى وجهـه الحقيـقي، فيظل غبيـا..!
ويمسكون بي، ليجرجروني الى الـرقـص..!
وأنـا بوجـهي الحقيـقي..؛
بينما يتصـور الجميـع وجهـي قنـاعـا..!!!؟
فالأقنعــة كانت تتفـرس بي بعتـاب..؛
وهـا هـم يصـرخـون بأنني خرجـت ُ عن الإيقـاع..
وإننـي أدوس أقـدام الـراقصيـن..!!
والأقنعــة المـرحـة بـدأت بالغـضـب..؛
فخـلف الأقنعـــة، مثـلمـا خـلف الجـدار،
تتخـفى الـوجــوه البشـرية الحقيـقية..!
لينـابيع الإلهــام سأسعى بنفسـي..؛
إذ سـوف لن أطلب من أحـد ان يكشـف عن نفسـه..؛
فمـاذا لـو خُــلعت الأقنعــة، وأتضـح الجميع
بنصـف قنـاع، ونصـف وجـه !!؟؟
وواثـق ٌ بان فهمي لهـا لصحـيح..؛
فأقنعــة اللامبـالييـن ؛ بالنسـبة لهـم
واقيـة من البصـاق والصـفعـات..!!
وأنتـم...أنتــم..كـل شـيء مكشـوف..؛
فلمـاذا تتخـفون خـلف وجـوه أخــرى..؛
بينمـا وجـوهـكم ، في الـواقع..رائعـة!!؟؟
وكـيف لـي تخمـين الشـرفاء، دونما ظـل من الشك؟؟
فلقـد جــاء الجميـع الى هنـا واضعيـن الأقنعــة..؛
كـي لا تتهشـم وجـوهـهم من ضـرب الحجـارة..!!
2) أغنيــة عـن الصـــديـق :
بأنـه ليس صـديقا، ولكنه ليس عـدوأ أيضا..؛
من كونه سيئا ام جيدا..
فخـذه معـك لتسلق الجبال،
وهناك لا تتركـه وحـده..؛
بل دعـه معـك في مشـد واحـد..،
حينها ستعرف من هـو..!
لكن إذا أسترخى، وخطى خطوة على الجليد ..؛
فتعثـر، ثم تعــالى صـراخه..
فهـذا يعنــي بأن الذي معك..غـريـبٌ..!
لا تـلمــه..إطــرده..؛
فللأعــالي لا يأخـذون أمثـاله..؛
وهنـا..عـن أمثـاله لا أغنـــي..!
رغـم أنه كان متجهمـا، وعبوسـا..
لكنه مضى معـك..،
وحينما سقطتَ أنتَ من الصـخـرة..
أطلـق أنـة ً..لكنـه تماسـك..؛
أو أنه ذهـب معك، وكـانما ذاهب الى معـركـة..!
وهناك على القمـة وقـف نشـواناً..!
فهـذا يعني، كما تعتمـد على نفسك،
تستطيع الإعتمـاد عليـه..!!
3) الســـــفــن :
لكنهـا سترجع خـلال فصل المطـر..
ولـن يمـر نصـفُ عـام حتى أظهــر...
كـي أرحــل ثانيــة..!
لكي ارحـل أنا ايضـا لنصف عـام.
إلا أحـب وأوفــى النســاء..
الكــلُ يعـود، إلا الـذين نحتـاجهــم؟؟!
لا أثـق بالقـدر..، وبنفسـي لا أثـق أكثـر..!
لكـن بودي أن أثـق بأن الأمر ليس كذلك..
وأن حـرق السـفن، مثل ( الموضـة )، سينتهي قريبا.
سأعود أنا، الى الأحـلام..؛
وطبعـا سـأغني،
وانا سأغني طبعا، ولا يمـر إلا نصف عــام..!
4) لا أحــــــب :
فمن الحيـاة أنا لا أتعـب أبدا..!
لا أحـب أي فصـل من فصول السنة..؛
حينما لا أغنـي فيه أغـاني الفـرح..!
كمـا لا أثـق بالحمـاسة.. ولا أحبها..
وأيضا لا أحب حينما يقرأ الغريب رسائلي،
وهويبصبص من خـلف كتفـي..!
وهولم يتم بعـد..!
كما لا أحـب حين يطلقون النار من الخلـف..؛
لا ولا حينما يطلقونها عن كثب..!
ودودة الشـك..؛ وحسـك التشريفات..؛
أو عندمـا يمُسّـد الصـوف عكس إنسداله..؛
أو عنـدما يُطـرق الحـديد على الـزجـاج..!
ومن الأفضل، حقا، أن لا يكبحـوا..
ويسـؤني حيثما تكون كلمة ( الشـرف ) قـد نُسيت..!
أو حـالما يُطعـن الشـرف أمام العيـن..!
لا تأخـذني شـفقة، ولا أود أن أخفـي ذلك..؛
فأنا لا أحـب القسـر، ولا العجـز كذلك..!
لكني، رغم ذلك، أشفقتُ على المسيح المصـلوب..!
فأنا لا أصـبر حينما يضربون البـريء..!
ولا أحـب حينما يتسـللون الى روحـي..؛
والأكثر من كل هـذا.. يبصقـون عليهـا..!
فهنـاك يتم تبادل اللطـف بالروبلات..
ودع عنك بأن هنـاك تغييـرا كبير أمـامنـا..؛
فـرغم هـذا ..؛ سوف لن أحبه ايضـا..!!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء
.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان
.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي
.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء
.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس