الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمع المتظاهرين سنّة المستبدين

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

2007 / 7 / 15
القضية الفلسطينية


لم يخطر ببالي يوما أن اكتب تحت مثل هذا العنوان.. وأنا أبدا لا أساوي هنا بين حركتين رئيسيتين عريقتين من حركات المقاومة وبين المحتل الغاصب المعتدي.. ولكني ارقب بألم وحسرة مسار الصراع بين هاتين الحركتين.. وانظر بدهشة إلى ما آل إليه سلوكهما عندما جلستا على عرش السلطة.. فبدلا من تعزيز التلاحم الجماهيري وإشاعة أجواء الحرية والديمقراطية والمشاركة الشعبية.. وجدت في تصرفاتهما النقيض من ذلك.. وجدت تصرفات لا ديمقراطية، وممارسات استعلائية استبدادية، وصلت حد قمع أي انتقاد لهما حتى ولو كان الانتقاد قادم من شركائهما في النضال، ومن الجماهير العريضة التي تدعي كلتا الحركتين أنهما تحكمان باسمها وبتفويض كامل منها.
من الطبيعي أن يقوم الاحتلال بقمعنا والتنكيل بنا ونحن نتظاهر رفضا لوجوده واحتجاجا على إجراءاته، فهو عدو غاصب لحقوقنا ويعمل جاهدا على ارضاخنا وكسر شوكة مقاومتنا.. لكن أن تقوم حركة حماس وقوتها التنفيذية بقمع وإرهاب المتظاهرين من القوى الوطنية والديمقراطية في خانيونس-- الذين خرجوا رافعين لشعارات الوحدة الوطنية ومطالبين بالإسراع بإيجاد حل للازمة الداخلية الفلسطينية-- فهذا أمر غير معقول ولا مقبول-- شانه شان قيام الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الوطنية-- والتي عمودها الفقري حركة فتح-- بقمع المتظاهرين من ذوي معتقلي حركة حماس وأنصارها المحتجين على إجراءات السلطة في مدينة نابلس.. انه انتهاك صريح وفاضح لحق الجماهير بالتظاهر والتعبير عن رأيها، انتهاك ينذر بمستقبل قاتم فيما لو طأطأت القوى الديمقراطية، رؤوسها وأغمضت الجماهير أعينها.
كنا في نابلس نتظاهر ونحتج على الحواجز الإسرائيلية التي تخنق شعبنا، وكنا في قلقيلية وراس عطية وعانين وزبوبا ودير الغصون وفرعون، نحتج على بناء جدار الضم والفصل العنصري.. وكنا في أم سلمونة والرام، ومازال مئات المتظاهرين وفي كل يوم جمعة يواجهون المحتلين في بلعين.. وكان هناك الاحتلال بالياته وبقواته المدججة بالسلاح، يواجهنا بكل قسوة وعنف، يقتلنا ويجرحنا ويعتقلنا.. ومع كل قمع الاحتلال وبطشه، كانت حركتنا الشعبية تتواصل وتتصاعد، لأننا موقنون بأن من حقنا التعبير عن رأينا، وان من حقنا بل ومن واجبنا مقاومة الاحتلال.. هكذا نشانا وتعلمنا وهكذا سرنا طيلة مشوار نضالنا منذ عشرات السنين.. وهكذا اعتقدنا في لحظة من الزمن.. أن كلا الحركتين-- فتح وحماس-- ومثل باقي الحركات الفلسطينية المناضلة .. تشجع الجماهير على التمرد، وتعبئها وتحرضها ضد الاحتلال، ومن اجل الإبقاء على شعلة الثورة، وتعمل على تأجيج الغضب ضد المحتلين.. والمفاجئ لنا أننا اكتشفنا ( وعلى جلودنا ) أن كلا الحركتين لا تريدان إلا حركة جماهيرية مدجنة، تخضع لاملاءاتهما ولا تخرج أبدا عن طوعهما.. والويل لمن يقول غير ما تقولان .. انه خائن أو كافر أو منافق أو عدو أو.. أو.. الخ من الأوصاف والتهم..
والواضح أن كلا الحركتين قد نسيتا أن قوتهما تنبع بالأساس من الجماهير، وان رضا الجماهير الذي يترجم إلى أصوات في صناديق الانتخابات-- هو الذي أعطاهما مكانتهما المرموقة على الخارطة السياسية الفلسطينية-- الأمر الذي يفترض بهما أن يسلكا سلوكا يطمئن الجماهير على حقوقها وحرياتها، وابسط هذه الحقوق الحق بالتعبير عن الرأي، وقول كلمة لا لكل تجاوز على هذه الحقوق.. والخطير في الأمر أن إمعان هاتين الحركتين بصراعهما الدموي، وسوء أدائهما للحكم والسلطة-- لن يجعل الجماهير تقارن بينهما وبين الاحتلال فقط .... بل وهو يدفع بأعداد متزايدة من الجماهير للتفكير ببدائل أخرى غير التحرر والاستقلال..
مخيم الفارعة – نابلس – فلسطين
14/7/2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تحرك تصريحات بايدن جمود مفاوضات الهدنة في غزة؟| #غرفة_الأ


.. ممثلة كندية تتضامن مع غزة خلال تسلمها جائزة




.. كيف سترد حماس على بيان الوسطاء الذي يدعوها وإسرائيل لقبول ال


.. غزيون يستخدمون مخلفات جيش الاحتلال العسكرية بعد انقطاع الغاز




.. صحيفة الغارديان: خطاب بايدن كان مصمما للضغط على إسرائيل