الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لتكن اهدافنا وطنية فعلاُ

حسن طبرة

2007 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية



برزت على الساحة السياسية في العراق الجديد الكثير من الأحزاب والهيئات والمنظمات وغيرها من المسميات التي تطلق على التجمعات ذات العمل السياسي , هذه التجمعات التي تتخذ أسماء براقة وأهداف وشعارات تسيل لعاب المواطن العراقي المضطهد في وطنه آملاً بتحقيق هذه الأهداف والشعارات الرنانة التي غالباً ما تستخدم للفت إنتباه الناخبين أثناء الحملات الإنتخابية , ولكنها ومع شديد الأسف ضلت حبراً على ورق وكتابات على اللافتات !! وعملت لها إعلانات وبوسترات لتزيين واجهات المقرات , وأستخدمت كذلك لصناعة الكلام المعسول الذي ملت منه أسماع الجوعى والمحرومين عن طريق شاشات القنوات الفضائية . ولكن عندما يعرف أفراد الشعب الأهداف الحقيقية التي تسعى لها تلك الجماعات والتكتلات والتي من المفترض أن تكون وطنية تصدمه الحقيقة الواقعة وهي إن أغلبها لاتحمل أهدافاً وطنية أي أهداف تحقق الفائدة للأمة العراقية بأجمعها دون تمييز, فهي أهداف تخص فئة معينة سواء كانت هذه الفئة ذات طابع قومي أو ديني أو مذهبي أو غير ذلك .
لماذا لاتكون الأهداف التي نرفعها أهدافاً وطنية بمعنى الكلمة ونعمل على بناء الهوية الوطنية العراقية ونجعل إنتماءنا لوطننا بالدرجة الأولى ومن ثم تأتي الإنتماءآت الأخرى القومية والدينية والمذهبية في الدرجة الثانية , ولنجعل من العراق وطناً لجميع العراقيين الشرفاء بلا تفريق ولاتمييز . نحن لانريد من الناس أن يتنكروا لإنتماءآتهم المتعددة بل إننا نعتقد إن من حق أتباع أي قومية أو دين أو مذهب أو طائفة أن يعتزوا بهذا الإنتماء وأن يحافظوا على لغتهم وتراثهم الحضاري والفكري ويمارسوا طقوسهم الدينية بكل حرية بشرط واحد ألا وهو عدم التعرض إلى الجهات الأخرى من فئآت الوطن المتعددة , فلا يكفر بعضنا بعضاً , وليحب بعضنا الآخر ولنعش متآخين في ربوع وطننا العزيز .
لقد مل الشعب العراقي من التقاذف وتبادل الإتهامات والخطب التحريضية التي تحرض على القتل والعنف الطائفي .. يجب على كل من حرض على العنف سواء بالقول أو الفعل أن يعتذروا للشعب العراقي ، وذلك لأن كل كلمة كان يتفوه بها بعض الشخصيات سواء كانت خارج أو داخل العملية السياسية كانت تؤدي إلى نزيف الدم العراقي الطاهر ومقتل الكثير من الأبرياء في شتى ربوع البلد وخاصة في بغداد الجريحة التي باتت تعاني من الكثير من المآسي والأحزان التي ذكرتنا بالعصور المظلمة التي عاشتها في أيام الإحتلالات المتتابعة ، حيث إن الشعب العراقي كان يقتل آنذاك ومن جميع الطوائف ، سواء كان الإحتلال صفوياً أم عثمانياً !! .. فيكون دائما الضحية والخاسر الأكبر نتيجة للتقاتل بين الدولتين الكبيرتين هو الشعب العراقي!! .. وقد صدق المثل البغدادي القديم الذي كان رائجاً إبان الإحتلالات العثمانية والصفوية والذي يقول ( بين العجم والروم بلوة إبتلينا ).
يجب على كل من يقوم بتنظيم المؤتمرات واللقاءآت المشبوهة أن يعتذروا للشعب العراقي ، هذه اللقاءآت التي تبتغي مصادرة رأي الشارع العراقي والإستخفاف بالدماء العالية التي قدمها في سبيل سير العملية السياسية إلى الأمام عبر الوسائل السلمية والديمقراطية المتفق عليها والإلتفاف على حقوق الناس بغية إعادة العراق إلى عصر الظلم والجور وسيطرة الحكم الفردي الشوفيني الذي أذاق أبناء البلد الأمرين على مدى عقود من الزمن .
أما آن الأوان لأن تكون أهدافنا وطنية فعلاً ؟ .. وأن نرمي الأهداف الفئوية والضيقة خارجاً ، وأن نكون كتل وأحزاب ذات برامج وأهداف وطنية ؟؟ لنرى ما ستقوم به الكتل والأحزاب السياسية في المستقبل القريب لكي نقرر ماسنقولة وقتئذ .
حسن طبرة
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟