الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات الرصافي بعد عقود من وفاته

مازن لطيف علي

2007 / 7 / 16
الادب والفن


سيكون لك يا معروف شأن فيما بعد فان كانت الكرخ تفتخر بمعروف الكرخي فما احرى الرصافة بأن تفتخر بمعروف الرصافي ”محمود شكري الالوسي“ .التعريف بالشاعر الكبير معروف الرصافي فضول، فهو قامة عراقية - شعرية وفكرية - قلَ مثليها في العراق والمنطقة العربية.في الكتاب الصادر حديثا عن دار المدى الذي يحمل عنوان ”الرصافي يروي سيرة حياته“ الذي هو عبارة عن جلسات صريحة وخاصة، نشر قسم منها فيما مضى منها الحوار الذي سجله المرحوم كامل الجادرجي مع الرصافي ونشر في العدد الاول من مجلة الثقافة الجديدة في عام 1954 التي نشرت بعنوان ”الرصافي يتحدث عن نفسه“ اضافة الى حوارات ومواد اخرى حاول د. يوسف عزالدين جمعها وتبويبها.. اضافة الى ملحق باعلام وامكنة عراقية كتبه الباحث العراقي الاستاذ عبدالمجيد حسيب القسي وهذا الملحق دليل كما جاء في اغلب المذكرات
قدم الدكتور يوسف عزالدين هذه المذكرات بانصاف الرجل تارة واهانته بذكر امور شخصية لا تهم قارىء ومحب الرصافي تارة اخرى.. فيذكر عزالدين ان الرصافي هو فلتة فكرية ونبوغ عبقري يصاحبه هبوط نفس وما كان يقيم للناس وزنا او قيمة وذكر مصاحبة الرصافي للكأس والقمار والجنس وفي الصباح ينتقل الى عالم اخر من الهدوء والفكر والعلم. ولا نعرف ان الدكتور عزالدين الباحث الاكاديمي اراد ان ينصف الرجل او اراد نبشه وهو في قبره بعد ان نبشه وهو حي في حياته.يذكر الرصافي عن حياته فيقول ولدت في بغداد سنة 1290 روميَه وان ابي يدعى عبدالغني بن عبدالقادر بن محمود وامي تدعى فطومة بنت جاسم الشيخ علي عمل والد الرصافي جاندرمة في الحكومة العثمانية وهو من مواليد كركوك من عشيرة الجباريين وهي عشيرة كردية الاصل، اما امه فطومة فهي من عشيرة القرغول وهي بطن من عشيرة شمر طوكة.
ينتقل الرصافي في مذكراته الى فترات مهمة وحساسة في حياته وتركت اثرا في نفسه ومن ذكرياته يتحدث الرصافي ويتذكر اثناء الحرب العالمية الاولى عندما كان في الاستانة واراد ان يأتي الى بغداد فخرج من الاستانة ووصل سوريا وحاول المجيء الى بغداد، إلا ان طريق بغداد كان خطرا حيث بقي في سوريا سبعة اشهر، واثناء ذلك وصلت اخبار الرصافي بدون عمل الى رجال المعارف في فلسطين فذهب الرصافي الى فلسطين حيث عمل مدرس الاداب العربية في دار المعلمين العالية بالقدس.اما سبب تسميته بالرصافي فيذكر الشاعر الكبير معروف الرصافي ان الذي اطلق عليه هذه التسمية هو السيد محمود شكري الالوسي مقارنة بمعروف الكرخي حيث قال الالوسي اكتب بعد اسمك الرصافي لانك معروف بالرصافة كما ان معروف الكرخي معروف بالكرخ.
مشاهدات وذكريات متنوعة ومادة غنية يجدها قارىء ذكريات الرصافي حوادث تاريخية وسياسية واجتماعية.. فيتعرض الرصافي لأجواق بغداد الموسيقية والجسر الذي يربط بين الجانبين من بغداد وهذا الجسر كان خشبيا مقاماً على شريعة جامع الاصفية محل جسرالمأمون تقريبا.. يتحدث الرصافي عن الملاهي والخانات في بغداد بصفته شاهد عيان على تلك المرحلة حيث يقول”كان العرق في زماننا يشرب صرفا - سادة - من غير ان يخلط بالماء بل كنا نضع القناني ”الربعيات“ داخل الشربة بعد ان نملأها بالماء البارد حيث لم يكن الثلج وصناعته معروفة.
اما عن الراقصات في بغداد فيتذكر الرصافي ان الرعيل الاول من الراقصات اللاتي جئن الى بغداد من حلب هن ”طيره - ورحلو - وفنر“ وغيرهن وعن المقاهي البغدادية فيتذكر الرصافي انتحار السعدون.
اما انتقاد الرصافي للملك فهو اعتبره آلة بيد الانكليز حيث يذكر في احدى قصائده:ـ
ليس له من امره غير انه
يعدد اياما ويقبض راتبا
لكن الملك لم يتذمر من الرصافي حيث ارسل الى الرصافي في بلاط الملك الا ان الرصافي لم يتغير من موقفه من الملك فالرصافي كانت آراؤه السياسية ثابتة لاتتغير.لكن في مكان اخر يترحم الرصافي على الملك فيصل الاول وايامه بعد ان ذاق مراحل اخرى واياما غير تلك التي كانت في عهد فيصل حيث يقول ”رحم الله فيصلا ورعى عهده فقد كان لايحمل غلا في صدره، كنا نتكلم في عهده بشتى النواحي ولم يتعرض لنا احد“.امتلك الرصافي علاقات بشخصيات سياسية واجتماعية منها علاقته بنوري السعيد الذي كان صديقه في الاستانة وله قصيدة في مدح السعيد عندما كرم نوري السعيد بوسام الرافدين:
ته وسام الرافدين بصدر من
هو في العلا للرافدين وسام
نوري السعيد ابو صباح ومن به
سعد العراق فثغره بسام
لكن العلاقة توترت فيما بعد بين الرصافي والسعيد نتيجة ميل السعيد الى الانكليز. ونستطيع القول ان القاسم المشترك لسيرة الرصافي هو التذبذب والتقلبات في مراحل مختلفة من حياة الرصافي فهو كان يمتلك وظيفة مرموقة في الاستانة، وهو عضو في الحركة الماسونية في تركيا، ومدرس الآداب العربية في معهد المعلمين في القدس كل تلك المناصب. والوظائف كانت خارج العراق.. اما عند عودته الى بغداد فعين بوظيفة شبه فارغة، في حين ان اهم أصدقائه اصبحوا من ملك الى وزير والى غيره كل تلك الامور اثرت في شخص الرصافي حيث حصلت عنده رد فعل قوي جدا.. فأتجه الى الشرب بقسوة والتذمر من السياسة والتذمر من الدين. الا ان الرصافي امتلك سلبيات لكنه بدل ان يتستر عليها اعلنها جهرا ولم يخف من لومة لائم... كانت نتيجتها فقره وعوزه ومرضاً وعزلة عن الحياة فقرر المكوث في الفلوجة ومن هناك بدأ بكتابة كتابه الخطير والمهم جدا ”الشخصية المحمدية“حيث يقول لم املك من مصادر ومراجع سوى اربعة مصادر وهي السيرة النبوية للحلبي وسيرة ابن هشام والتفسير للزمخشري ومعجم البلدان وكانت المصادر هي استعارة من صديقه الحميم الاستاذ مصطفى علي..ويمكن اعتبار هذه السيرة فصلا مهما من فصول التاريخ الوطني للعراق أبان بدايات القرن السابق.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت


.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو




.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو