الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تهنئة لأمينة عواد النيجيرية

محيي هادي

2003 / 9 / 27
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


نيجيريا تبعد كثيرا عن العراق ، و تبعد أيضا عن التمدن و الحضارة و مثلها أصبح اليوم كمثل أفغانستان في أيام الطالبان ، طلاب الجهل و تلاميذ الدم . أنظر يا أمينة الى اسمكِ و كأني أنظر الى أية عراقية تمشي على أرض العراق، إن اسمك يشبه اسم كثيرات من العراقيات من الأخوات أو القريبات أو الجارات.
أهنئك يا أمينة ليس بمناسبة عيد الفطر السعيد فأتمنى لك صياما مقبولا عند الله ، و ليس بمناسبة عيد الأضحى المبارك لأدعي الى الله القدير أن تكوني في العام القادم حاجة تقفين على جبل عرفات و ترفعين يداك داعية الى الله أن يعطيك السلو و الغفران. أهنئك يا أمينة لأن رأسك سيبقى فوق جذعك ، و لأن جسدك سيبقى سالما بدون أن يمسه حجر. أهنك يا أمينة و قد رأيت رؤوس أهلي في العراق مفصولة عن الأجساد.

لقد نظروا اليكِ كزانية ، والزاني و الزانية بنظر المتشددين عقابهما الرجم ، الإعدام بالحجر حتى الموت. إنهم يستعملون الدين بأقسى ما له من شرع ، ويضعون الرحمة جانبا و ينسونها على رف لتمتلئ بالتراب و النسيان، بل يدوسونها بأقدامهم الحافية.
لقد أراد المدافعون عن التعنت و الماسكين بذيل الدين أن يرجموك قتلا حتى الموت ، ما أبسط  القتل على أيديهم ؟! أرادوا أن يرجموكِ أنتِ ، لأنكِ إمرأة من الناس البسطاء ، من عامة الناس. و لكن ، هل باستطاعتهم أن يتفهوا بكلمة واحدة عن الأميرات اللواتي يعشن في دولة مبعث ديننا ؟ الأميرات بنات صاحب الجلالة الملك المعظم ، الذي دخل كل القرى ليفسدها و ليجعل عزة أهلها ذلة، صاحب الجلالة الوهابي ، حامي الحرمين الشريفين، و ممول المجرمين الذين أرادوا رجمك في نيجيريا.
 تعالي معي يا أمينة لننظر سوية الى حال الأميرات و هن يدخلن الى ملاهي أوربا العديدة  و يخرجن منها.
أرادوا أن يرجموك يا أمينة لتكوني مثلا و عبرة  لأخريات . لمن ؟ لتلك البائسة الفقيرة التي نخر السوس أسنانها ، و لتلك صفراء الوجه التي أكل مرض فقر الدم بكبدها و شرب دمها ، و لتلك التي شبع الجوع من عظامها.

يا أمينة ! إن الدعاية المعادية لديننا و لشعوبنا تروِّج عنَّا بأننا همجيون لا نرحم ، و ما غرض هذه الدعاية الدفاع عنكِ ، بل هو محاولة ضربنا مرة بعد أخرى و وضع أحذيتهم على رؤوسنا و طمسها لكي لا ننهض ، و لكي نبقى في الحضيض . إنهم يشوهون  سمعتنا أمام الذي يريد التقرب الينا و التعرف علينا . و لقد لقي مَّن يعادينا مِن بين أوساطنا  مَن الذي يعطيهم العذر و التأكيد لما يقولون عنا. إن أعداءنا يقولون  أننا ارهابيون و همج و إنهم قد وجدوا في أصحاب إبن لادن  ذلك العذر و الغدر . لقد شوه الهمج ، أولاد بن لادن، ديننا السموح و فجروا الرحمة بعد  نزعها من قلوبهم، فقدموا بذلك خدمة جزيلة الى أعداء الدين. فنحن الآن في موقع واطئ لا يتمناه أحد لشعبه . إن الإرهابيين القاعديين و الطالبان و من لف لفهم لم يحترموا أرواح الناس و لم يحترموا التراث و لا التاريخ و لا الثقافة و لا العلم. إنهم دعاة القتل والجهل. أنظري يا أمينة ما حدث في أفغانستان سابقا و ما يحدث الآن في العراق.

أرادوا يا أمينة رجمك لأنكِ لستِ بالسيف المسلول ،خالد بن الوليد، الذي غدر بمالك فقتله و دخل على زوجته في نفس ليلة الغدر.
أرادوا رجمكِ يا أمينة لأنك لستِ بالمغيرة بن شعبة . أتعرفين قصة المغيرة بن شعبة و ركوبه بطن أم جميل ؟ أنظري في التاريخ، في أي كتاب من التاريخ  و اسألي الطبري ليساعدك في البحث عن قصة المغيرة؟

أرادوا قتلك يا أمينة نفس الأشخاص الذين صفقوا لهاتكي أعراض العراقيات ، صدام و الخنزيرين  ولديه .

حمدا لله على سلامتكِ يا أمينة.
حمدا لله.

محيي هادي - أسبانيا
25/09/2003
[email protected]

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس تقبل بمقترح أمريكي لبدء محادثات بشأن إطلاق سراح الرهائن


.. فوز الإصلاحي بيزشكيان بانتخابات الرئاسة الإيرانية




.. حرب وإهمال.. مياه الصرف الصحي تغمر أحد شوارع خان يونس في غزة


.. الاستيطان الإسرائيلي يتسارع بشكل محموم في الضفة الغربية




.. إصابات بسقوط ألعاب نارية وسط حشد من جماهير تحتفل بيوم الاستق