الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب العراق...والتحولات المرتقبه

فواز فرحان

2007 / 7 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


النقاشات الجاريه في البيت الابيض على قدم وساق من اجل ايجاد صيغه تحفظ ماء الوجه للولايات المتحده في العراق سواء من خلال انسحاب تدريجي لقواتها او انسحاب كامل بعد ادراكها لتكاليف الحرب التي تأخذ منحا لن يكون في وسعها تحمله كما انه سيقود الى احداث ازمه اقتصاديه مؤثره في الولايات المتحده,فهذه الحرب اليوم تجابه بالكثير من الرفض في اوساط الرأي العام الامريكي الذي لم يعد يصدق ما تتناوله وسائل اعلامه عن الحرب ومجرياتها في العراق بعد عودة الكثير من الضباط والجنود الذين قاموا بكتابه مذكراتهم عن الحرب وتفاصيلها اليوميه,لقد فشلت الولايات المتحده في تحديد طبيعة مهام قواتها في العراق وبدلا من ان تجد طريقه تعالج بها الوضع العراقي بشكل يجعلها محط اعجاب العالم في قضية نشر (الديمقراطيه)كماتتدعي راحت تنشر الفوضى في كل ارجاء البلد حتى انها خلقت لها الكثير من الاعداء الذين كانوا الى الامس حلفاء لها..حتى الدول الحليفه لها في المنطقه كمصر والاردن والسعوديه راحوا يستفادوا من الجهل الامريكي في قراءه واقع الشرق الاوسط فسهلوا عمليه ذهاب المتطرفين من الاسلاميين للعراق ليحققوا هدفين دفعه واحدة فمن جهه يتخلصوا منهم ومن تأثيرهم في الداخل ومن اخرى يساهموا في افشال المشروع الامريكي في خلق ما يسمى بالدوله الديمقراطيه في العراق , ويخطئ من يتصور ان هذه الدول لا علم لها بذهاب المتطوعين المتطرفين الى العراق بل ان اجهزة مخابرات هذه الدول تساهم بشكل مباشر في عمليه تسفيرهم ونقلهم الى العراق وخاصة المخابرات المصريه وعمليه تحقيق نجاح في الحرب على الارهاب في العراق مرتبط الى حد بعيد بمعرفة طبيعه هذه المواقف على حقيقتها وخاصة تلك التي تعتقد الولايات المتحده انها متحالفه معها في الحرب على الارهاب ومثلما قادت الحروب السابقه التي شنتها باقي الامبراطوريات في العالم على العراق الى نهايتها تلوح في الافق اليوم نهايه الولايات المتحده كقوة عالميه واحده في العالم فقد كشفت معظم دول العالم الاساليب التي تتبعها الادارة الامريكيه في معالجه القضايا الدوليه والزاويه التي تنظر بها لكل مشكله تعقد العزم على حلها ,جميع الحلول الموجوده اليوم على الساحه العراقيه لاحداث السلام لا تصب في مصلحة الولايات المتحده او بعبارة اخرى ان جميع الطرق تؤدي الى موسكو فالحكومه الحاليه لن تصمد طويلا ولا تمتلك اية سلطه في الشارع العراقي التيار الصدري المدعوم من ايران وموسكو يسيطر على معظم احياء بغداد والمناطق الشيعيه في الجنوب وهو الاكثر قربا للسلطه من اي طرف اخر في حالة انسحاب القوات الامريكيه كما ان وجوده في السلطه يطمئن ايران وكذلك يعيد الامل لشركات النفط الروسيه في الاتفاقيات التي وقعتها مع حكومه صدام والتي بلا ادنى شك ستقايضها مع التيار والحفاظ عليه في السلطه ودعمه عسكريا اذا ما نجح في ذلك فالسياسه الروسيه اليوم لم تعد تقوم على اسس مبدأيه ثابته في السياسه الخارجيه كما كان الحال في عهد الدوله السوفيتيه بل تقوم على اساس المصالح القوميه الروسيه التي لا يهمها من يحكم شعب العراق بل من يحافظ على مصالحا في العراق ,اما تيار الحكيم فرغم انه تيار لا يمتلك تلك الشعبيه بين الاوساط العراقيه عامة والشيعيه خاصة فانه هو الاخر يمثل طرفا ايرانا روسيا في المعادله السياسيه الحاليه في العراق والولايات المتحده تعي ذلك جيدا ولا تريد اعطاء هذا التيار اية مسؤوليه في الحكومه لكن الضرورة تدفعها لفعل ذلك اما البعثيين ومقاتلي القاعده فانهم مدعومون من طرفين الاول الدول العربيه السنيه ومنها كما قلت مصر والاردن والسعوديه لاسباب طائفيه وللتخلص من اسلامييها الذين ترسلهم للتفجيرات في العراق وافشال المشروع الامريكي والثاني من ايران وروسيا اللذين يوفران الدعم لهذه القوى من خلال عناصر تسمي نفسها بالمافيا الروسيه التي تملك الكثير من العناصر في العراق وايران وسوريا وسيطرة هذه القوى ايضا لايصب في خانه المصالح الامريكيه وحتى القوى الاخرى الموجوده على الساحه كالقائمه الوطنيه والتوافق وهيئه علماء المسلمين فانهم جميعا لن يتمكنوا من السيطرة على السلطه في العراق بدعم امريكي بل العكس ان معاداتهم لامريكا هي التي ستجعل العناصر المتمرده تتوقف عن الحرب وتاييدها وفي هذه الحاله لن يكون امامها سوى الاتجاه نحو موسكو او بكين لمساعدتها في بسط سلطتها على التراب العراقي,لقد ادخلت الحرب في العراق الولايات المتحده في نفق مظلم لن تتمكن فيه من رؤيه الضوء في نهايته الا في حاله واحده وهي الخروج من العراق وتركه لشعبه فهو الذي سيقرر طبيعة توجهاته المستقبليه,وبما ان نهاية كل حرب في العراق بعد احتلاله تفرز واقعا دوليا جديدا فأن هذه الحرب ستدخل العالم بأسره في حرب بارده ربما تكون اشد سخونه من سابقتها لا سيما بعد التطورات الجديده التي قامت على رغبة الولايات المتحده في المضئ قدما في نشر منظومه الدفاع الصاروخيه في اوربا وتجميد بوتين اتفاقيه الاسلحه التقليديه التي من شأنها قيادة العالم الى حافه من التوتر يكون من الصعب التنبؤ بتداعياته..
ان وجود سلطه فلسطينيه مواليه لموسكو وايران ووجود حزب الله في لبنان ومحاولات روسيا الحثيثه بالاعتماد على اليهود الروس لتغيير المعادله السياسيه في اسرائيل لحساب نظام حكم موال لها وخلق سلطه عراقيه معاديه امريكا ومحاولة اقناع تركيا بضرورة التخلي عن العلاقات بواشنطن كلها امور تصب في خانه احداث تغيير جذري للوضع في الشرق الاوسط تكون كل خيوطه واوراقه في موسكو تحديدا وليس في مكان اخر ويعمل على انهاء التحكم الغربي ـالامريكي في المنطقه وفي نفس الوقت يكون درعا واقيا في الحرب البارده المقبله التي من شأنها القضاء على السيطرة الكامله للشركات الغربيه في اقتصاديات هذه الدول ويجعل من روسيا والصين وربما الدول الاشتراكيه التي تنمو تدريجيا في امريكا اللاتينيه المسيطر على معظم اقتصاديات العالم ويحد من السيطرة الرأسماليه على العالم..
حرب العراق كما كانت في كل العصور هي الفيصل في احداث اي تغيير جوهري على الوضع الدولي اليوم هي الفيصل في حدوث ذلك وتبقى التيارات اليساريه العراقيه بعيدة عن هذه المعادله ان لم تتحرك وتشكل ثقلا مؤثرا يدخلها كطرف فاعل في احداث العراق والشرق الاوسط اما بقاءها بهذا الشكل سيعني عمليا عدم ادخالها في اي حسابات وربما يجعلها تتعرض للقمع في مراحل لاحقه اذا ما وقفت عائقا امام المصالح الروسيه الايرانيه في العراق,فالتحولات التي تحدث في العراق لها اهميه قصوى في استراتيجيات الدول الكبرى واذا ما نجحت الولايات المتحده من الان الى سنه من هذا التاريخ في احداث انقلاب عسكري يقود احد قادة الجيش الصدامي الى الحكم فانها ستدخل العراق في حسابات معقدة تحدث معارك دمويه اشد شراسه من الموجوده الان على الساحه لانها ستعلن تخلي الولايات المتحده عن العمليه السياسيه وتجعل جميع المشاركين فيها يواجهوا عقوبات الاعدام والتصفيه من جهه للانتقام منهم وكسب الشارع العراقي ومن اخرى للقضاء على الاسرار التي يحملوها في هذه الفترة من حكمهم فهي لا تريد ان يخرج لها كل يوم مسؤول عراقي سابق ويحدث عن الامريكان وطريقه تعاملهم مع الحكومه في العراق بينما يبقى الشعب العراقي خارج اطار كل هذه الاحداث وهو يواجه الموت والجوع والحرمان والهجرة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمراض فيروسية وبكتيرية بينها السعال الديكي تنتشر مجددا في فر


.. الإعلام الأمريكي يتحدث عن صعود نجم ميشال أوباما كبديل لبايدن




.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي بمعارك شمال قطا


.. وقفة لداعمي فلسطين وهم معصوبو الأعين في اليوم العالمي لضحايا




.. محمد الصمادي: جيش الاحتلال دخل يوم السابع من أكتوبر بفشل است