الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صديقي الفتحاوي

محمود منير

2007 / 7 / 18
حقوق الانسان


في زيارته العاجلة إلى عمان قادماً من رام الله التقيت صديقي الفتحاوي على فنجان قهوة في إحدى مقاهي الشميساني، اضطرت خلالها إلى سماع ثرثرته التي لا تنتهي عن ظلامية ودموية وثيوقراطية وهمجية وانقلابية والارتباطات المشبوهة لحركة حماس.. بعد ساعتين من صمتي الثقيل أمسك بيدي وصرخ باستغراب: انت مع مين؟ .. لكني واصلت الصمت.

ركبت معه في تكسي المطار حيث سيطير بعدها إلى ألمانيا في بعثة دراسية وهناك ودعته وأنا لا أكفّ عن تمنياتي له بطيب الإقامة وألاّ تنقطع فلوس بعثته، كما قطعت منظمة التحرير ذات يوم بعثة ابنتي الشاعر الفلسطيني خالد أبو خالد بسبب تعثر الأحوال المادية للمنظمة على حد زعم مسؤوليها، ما اضطر الشاعر الذي قضى شبابه وكهولته مقاتلاً وإعلامياً وشاعراً من أجل القضية أن يكمل دراسة ابنتيه من دعم الأقرباء!

صديقي الفتحاوي أرسل لي ايميلاً بعد وصوله برلين يشرح لي الحياة الجديدة الرائعة التي يشاهدها حيث ينعم الشعب الألماني بالطمأنينة والسلام والحرية التي لن يجدها فلسطيني واحد بعد حكم حماس، وعليه شرب أنخاب الطمأنينة والسلام والحرية التي دعا لهم بها.

تذكرت صديقي الفتحاوي وأنا أسمع فتحاوياً آخر يبلغ الستين من عمره قدم من الخليل لزيارة ابنته المتزوجة في عمان، الفتحاوي الستيني شكر الله ألف على خلاصه من عملاء فتح الذين أطاحت بهم حماس، يومها أكد للجميع أنه لو قاتل كادر فتح في غزة ضد حماس لبقيت حرباً اهلية سنيناً، لكن 80% من الكادر التزم بيته!

صديقي الفتحاوي بعث لي من برلين ايميلاً يخبرني فيه عن ليلته التاريخية التي حضر بها حفلاً موسيقياً لروائع الكلاسيكيات الألمانية برفقه صديقته ماغي، وهو فرح جداً بصداقاته مع عدد من الشباب من جنسيات أوروبية وأمريكية لاتينية وآسيوية وهو متفائل بدراسته الدكتوراه في فض النزاعات الدولية.

مع تسلمي آخر ايميل من صديقي الفتحاوي، ذهبت لحضور عرس أحد أصدقائي الكتّاب وهناك جلست مع والده الذي التقيته عدة مرات سابقاً، وفي حديث لا يخلو من السياسة، انتقد والد صديقي، وهو فتحاوي على خلاف ابنه، سلوك حماس وانقلابيتها وأنا لم أبادره بأي رد تقديراً مني لطبيعة المناسبة وإكراماً ومحبة لصديقي، وعندها سألته عن الحال في الضفة الغربية حيث يسكن هو وعائلته في إحدى قرى نابلس فبدأ بنقد لاذع وقاسي لبلطجية فتح ولسوء الأحوال المادية وللظلم والفساد و... الخ، غادرت المكان مبتسماً.

في منتصف المسافة بين صديقي الفتحاوي وأصدقاء آخرين، صرخ صديقي قبل أن أعانقه في المطار يوم سفره إلى ألمانيا: هل بامكانك أن تعيش في غزة تحت حكم الإسلام السياسي؟! فرددت عليه بسؤال آخر: هل يجب عليّ الاختيار بين.. الإسلام السياسي.. الإحتلال.. الأنظمة الشمولية.. الأنطمة المعتدلة.. الفوضى الخلاٌقة.....؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأونروا تنشر فيديو لمحاولة إحراق مكاتبها بالقدس.. وتعلن إغل


.. د. هيثم رئيس بعثة المجلس الدولي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة




.. الأمم المتحدة: نزوح نحو 80 ألف شخص من رفح الفلسطينية منذ بدء


.. إيطاليا: هل أصبح من غير الممكن إنقاذ المهاجرين في عرض المتوس




.. تونس: -محاسبة مشروعة- أم -قمع- للجمعيات المدافعة عن المهاجري