الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرسالة الثامنة من فوق الانقاض

صباح سعيد الزبيدي

2007 / 7 / 19
حقوق الانسان


في أواخر حرب الإبادة الضارية، وقف أحد زعماء الهنود الحمر يخاطب مفاوضيه من الحكومة الفيدرالية الأميركية، فقال ما معناه:

"تطلبون مني أن أتنازل لكم عن الأرض؟ ولكن، هل أنا أملك الأرض حتى املك حق التنازل لكم عنها؟ من يستطيع الزعم أنه يملك الأرض والبحار والسماء؟! أنتم، عندما وصلتم إلى بلادنا، رحبنا بكم، وعلمناكم كيف تبدأون حياتكم الجديدة على أرض تجهلونها، وتطلّعنا إلى التعلّم منكم، لكنكم رحتم تبيدون قطعان المواشي، وتدمرون الغابات، وتقتلون الناس! نحن نأخذ من القطعان حاجتنا، ونأخذ من الغابات ما يلزمنا، فلماذا تبيدون القطعان وتدمّرون الغابات ؟! أشعر أنّ قلبي يدمى!

بهذه الكلمات التاريخية الرائعة ابدا رسالتي هذه لاوضح لك حجم العذابات التي ذاقها الهنود الحمر من قبل قوى الابادة والاستيطان رعاة البقر الامريكيين.

ان شن حرب عدوانية ظالمة على بلدنا وشعبنا الآمن وعلى طريقة الكابوي الامريكي جعل شعب العراق اليوم اشبه بالهنود الحمر ايام زمان.

فهاهو رجل الكابوي الامريكي يفتك بشعب العراق ويبسط هيمنته السياسية والاقتصادية في محاولة لالغاء كيان العراق كدولة وطمس حضارته ونشر ثقافة العنف والقتل والترويع والوحشية والتوحش في إطار إصلاحاته الديمقراطية المزعومة وسعيه الحثيث للحفاظ على "حقوق الإنسان" و"تحريره " .

لذلك ظهرت القوى الارهابية و نما وترعرع الارهاب في أجواء الاحتلال وثقافته الموغلة بالانحطاط الاخلاقي والتوحش لانها مبنية على ثقافة الإبادة والاستطيان والتوسع ونتيجة لهذا الانحلال الاخلاقي من قبل قوى الاحتلال انتشرت في العراق ثقافة القتل والكراهية والعنف وانتهاك الحرمات والاستهزاء بالمقدسات والإذلال المتعمد للإنسان والانتهاك المتواصل لحريته وكرامته، وقتل الأبرياء وبالجملة ، لان رعاة البقر الغزاة ليسوا مؤهلين لإعطاء الدروس الأخلاقية لأحد، فهم أحوج لها من أي أحد سواهم لانهم اصبحوا اليوم رمزًا للشر والباطل والبهتان والظلم والعدوان.


اما بالنسبة لبنايات السينما والتي أصبحت بنايات مهجورة لأسباب عديدة وكما ذكرت لي فأنا اود ان اضيف بأن هناك افلام كابوي ومغامراة رامبو الوحشية وعصابات مافيا آل كابوني تعرض يوميا وعلى الهواء الطلق وفي كافة المناطق التي يسيطر عليها رعاة البقر اما في المناطق التي تسيطر عليها فرق الموت والطائفية والتخلف والهمجية والظلام والظلم فتعرض يوميا افلام الدراما السوداء والتراجيديا من افلام لطم وبكاء وعويل وحرق وتهديم واعدامات علنية ومفخخات واجساد متطايرة وقتل على الهوية والقاء جثث مشوهة في الشوارع والانهار وتهجير طائفي قسري .

لذلك ياصديقي لماذا العرض في قاعات مغلقة ومافائدته مادامت تعرض علنا مجانا وبدون انقطاع .

لقد ذكرت لي حديث شجون يملئه الحزن والاسى لصباحاتنا السابقة ..

نعم ياصديقي لقد كانت صباحات مشرقة وجميلة في وطني لقد سرقوا الفرح والابتسامة منا فلم يعد ديك الفجر وزقزقة العصافير وهديل الحمام ( ياقوقتي .. وين أختي .. ؟ بكل مكان .. بكل مكان .. ) بل جعلوا صباحاتنا المشرقة سواد بسواد في سواد.

ولكون الموسيقى لغة انسانية لتبادل العواطف والتعبير عن روح الجمال والحب والمشاعر والاحاسيس الرومانسية والانسانية وهي غذاء الروح وان الغناء ليس محرما اذا ما لامس القيم الانسانية والفكرية فقد دعا بعض اصحاب الافكار الهمجية والمتخلفة الى محاربة الغناء وغلق مكاتب الاشرطة والتسجيلات الصوتية واعتبار الغناء والموسيقى من المحرمات .. وحلت محلها موسيقى القتل والكراهية والعنف واغاني البكاء والنوح والعويل.

اما بخصوص ماذكرته عن ظاهرة الغش وخاصة الغش التجاري فقد سعى طغاة العراق الجدد إلى زيادة ثروتهم بكل السبل وابتعدوا عن القيم الروحية والانسانية وسادت في المجتمع قيم مادية صرفة وانحطاط اخلاقي وتدني في القيم الحضارية والروحية.

وكما نعرف فالغش هو نقيض النُصح ، و هو نوع من أنواع الخيانة ، ذلك لأنه إخفاء للواقع و إظهار لخلافه بحيث لا ينطبق عليه ، و يتحقق الغَش بإخفاء العيب أو تزيينه بحيث لا يتعرَّف عليه الطرف الآخر.

والغش يعتبر جريمة لابد من محاسبتها في المجتمعات المتحضرة والمعاصرة ولكن يجب ان لاننسى ان الاحتلال هو الجريمة الأولى ، وهو الانحطاط الأخلاقي الأعظم، ومن هذه الجريمة تنشأ كل الجرائم التي تكون من جنسها.

لذلك اوجه دعوتي لك ولكل الشرفاء من ابناء العراق بنبذ وفضح كل من يطالبنا بقبول الامر الواقع والسماح بااستمرار مسلسل الحزن والاسى الذي فرض على الشعب العراقي لكي يعيش العذاب والحسرة والمعاناة و الألم والفرقة والتمزق والتشريد .

فيا صديقي الغالي هيا لنهزم ثقافة الموت والدمار والتخلف كما هزمها سيدنا المسيح عليه السلام خلال قيامته المجيدة وننشر ثقافة الحياة والبناء والتقدم.



اخوكم

صـــــــباح ســـــــــعيد الزبيــــــــدي

بلغراد - صربيا

07/07/2007

[email protected]


* عزيزي القارئ الكريم يرجى التفضل بالاطلاع على الرابط التالي :

http://sabahalzubeidi.friendsofdemocracy.net/default.asp?item=265793
********************









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية