الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغرب: مقبرة الشمس والصحفيين: عبدالرحيم أريري مدير جريدة الوطن الآن بين أيدي الشرطة قبل أن يحول إلى العدالة

عبداللطيف هسوف

2007 / 7 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


كان القدماء من إغريق وفينيقيين ومصريين... يسمون المغرب (مقبرة الشمس) لغروب الشمس فيه وظنهم بأن المغرب هو نهاية اليابسة وليس وراءه سوى محيط سموه بحر الظلمات.
الشمس تموت وتدفن في مغربنا يا سادة ! وهي استعارة فقط لأن مغربنا بلد الشمس وعشرة المليون سائح إن كنتم لا تعلمون.
لكن ماذا يدفن في المغرب غير الشمس؟
تدفن حرية الرأي والتعبير. تدفن الصحافة الحرة النزيهة. تدفن الأقلام الجادة. يدفن خبر الرجال الذين تسول لهم أنفسهم إزاحة اللثام عن قضايا البلد الأساسية لإخبار المواطنين بما هو خطر على حياتهم ويهدد وجودهم. يدفن خبرهم ويرمى بهم في بحر الظلمات ، في غياهب التهميش بعد أن تفرض عليهم العدالة غرامات مالية ضخمة أو تصدر في حقهم أحكاما سجنية، حتى وإن كانت مع وقف التنفيد.
في العدد 253 (وزع يوم السبت 14 يوليوز)، نشرت أسبوعية " الوطن الآن " في صفحتها الأولى موضوع تحت عنوان «التقارير السرية التي حركت حالة الاستنفار بالمغرب»، وهي وثائق تشرح حقيقة حالة الاستنفار في صفوف مختلف قوات الأمن، وتكشف عن تصدير دولة شرق أوسطية ل16 انتحاريا إلى شمال إفريقيا للقيام بأعمال إرهابية، وهم من أصول عربية وباكستانية. كما تكشف هذه الوثائق عن تقوية تنظيم "أنصار الإسلام في الصحراء المسلمة" عبر الدعوة إلى مواجهة الطاغوت بالمغرب". وتضمن الملف "برقية وجهت إلى الحاميات العسكرية". وجاء في البرقية المنشورة باللغة الفرنسية أن الجماعية الإرهابية "أنصار الإسلام في الصحراء المسلمة وبلاد الملثمون" بثوا تسجيلاً على الانترنت يدعو إلى الجهاد.
وعلى خلفية هذا الموضوع، تم اعتقال مدير الأسبوعية السيد عبد الرحيم أريري، صباح يوم الثلاثاء 17 يوليوز 2007 في الساعة السابعة صباحا، من مقر سكناه. كما تم اعتقال زميله الصحفي مصطفى حرمة الله، وذلك بتهمة نشر وثائق تمس بالدفاع الوطني. وقال بيان لأسبوعية الوطن الآن أن 20 عضوًا من الفرقة الوطنية اقتحموا مقر الجريدة، وحجزوا الأرشيف، إضافة إلى الحاسوب الخاص بالمدير عبد الرحيم أريري.
لكن سبب اعتقال السيد أريري قد نتلمسه في العبارة التي نسبت إليه قبل ذلك: الله ينعل دين مها بلاد ".. ( الله يلعن دين أمها بلاد "..). هذا العنوان الحامي جدا، كان عبد الرحيم أريري يريد وضعه على الصفحة الأولى لأسبوعية "البيضاوي" قبل أن تصبح "الوطن الآن". غير أن "عبد الرحيم أريري" سرعان ما تراجع عن ذلك حين ووجه برفض صاحب المطبعة سحب نسخ ذلك العدد، واضطر إلى تغيير عنوانه المثير بآخر أقل إثارة.
لماذا يعتقل الزميل عبدالرحيم أريري؟
عبدالرحيم ليس إرهابيا، ولم نعهده مساندا للإرهاب حتى بالغمز أو اللمز.
الرجل مدير أسبوعية حصل على خبر فسعى لما يحلم به كل صحفي: السبق في إخبار المواطنين المغاربة حتى يكونون أكثر احترازا وأكثر يقظة لمواجهة هذا الداء الفتاك، ألا وهو الإرهاب. وحتى إن كانت الوثائق التي نشرها السيد أريري ذات سرية قصوى فالأمر لا يعنيه، فكل ما يصل إلى يدي الصحفي هو قابل للنشر. الذنب على من سربوا الخبر من جهاز الاستعلامات العامة أو من جهاز الأمن المغربي، هم من يجب أن تخضعوهم للتحقيق، هم من يجب أن تقاضون.
نرجو أن تمر هذه النازلة بردا وسلاما على أخوينا السيد عبدالرحيم أريري والسيد مصطفى حرمة الله، وأن تكون رجفة بسيطة في جسم صحافتنا المغربية التي لن تتقوى بالتضييق على الحريات. وكما أن المغرب في حاجة لاستخبارات قوية وأمن قوي ودفاع معافى لحفظ الأمن بمغربنا الحبيب وصون شعار مملكتنا (الله-الوطن-الملك)، هو أيضا في حاجة لسلطة سادسة قوية حرة نزيهة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة