الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يفغيني يفسييف ناصر الحق العربي /الحلقة الثانية

ناظم الديراوي
(Nazim Al-Deirawy)

2007 / 7 / 19
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


في الفصل الثالث(النسر الأبيض ونجمة داود)يتناول الباحث الروسي يفسييف في كتابه(فلسطين في شراك الصهيونية)سياسة تواطؤ الإدارة الأمريكية مع الكيان الصهيوني ومشاركتها في العدوان الغاشم على لبنان.واعتبر حكومة الولايات المتحدة الأمريكية المنظم الرئيسي للعدوان الإسرائيلي؛حيث وفرت للعسكريين الصهاينة كل ما هو ضروري ابتداءً من التأييد السياسي باستعمال حق النقض(الفيتو)لإحباط قرار مجلس الأمن الدولي،الذي طالب بانسحاب قوات المعتدي فوراً من أراضي لبنان ذي السيادة،وانتهاءً بأكثر وسائل الإرهاب الهمجية:قنابل النابالم والفسفورية والكاسيت والكزيات،المخصصة لعمليات الإبادة الشاملة للسكان الآمنين،والقنابل الشديدة الانفجار زنة(850)كيلو غراما،والسلاح الكيماوي– الغاز(ب س)الذي يشل الأعصاب.إن هذا كله تلقته(إسرائيل)من الولايات المتحدة.كما قدمت واشنطن للعسكريين الصهاينة أحدث الأسلحة الهجومية ابتداءً من المقاتلات القاذفة المزودة بأحدث الأجهزة الإلكترونية وانتهاءً بالدبابات والمعدات الصاروخية.كما أدان المؤلف الإرهاب الصهيوني داخل وخارج فلسطين المحتلة،وعرى الدبلوماسية الأمريكية المخادعة،وفَنّدَ الدعاية الأمريكية والصهيونية الزاعمة بأن منظمة التحرير الفلسطينية(منظمة إرهابية)وأكد بأن الإرهاب هو ما تمارسه حكومة واشنطن وحرب الإبادة التي يشنها الصهاينة ضد الشعب العربي الفلسطيني،وقال:إن هذه السياسة،عملياً،هي جريمة مشتركة بين واشنطن وتل أبيب..وأوضح أن الشعب الفلسطيني يجابه العدو في شخصية المنظومة الصهيونية العالمية التي تستغل وتستنفر موارد عشرات الدول لتحقيق غاياتها.وانتهى الباحث إلى حكم مفاده:أن الصهيونية،مثلها مثل الفاشية في الماضي،محكوم عليها بالفشل ولا بد لها أن تنهزم سواء في الشرق الأوسط أو في العالم بأسره(…)والمشاركون في العدوان يلقون من الشعوب،مقاومة تشتد وتتعاظم يوماً بعد آخر.
وتضمن الفصل الرابع(الفلسطينيون في النضال من أجل الحق في الحياة)مواضيع عدة منها:سجل النضال،دسائس المخابرات،أبطال المقاومة،لا يمكن كسر شكيمتهم،صديق الفلسطينيين الوفي،تضامن الشعوب.
في(سجل النضال)تابع المؤرخ يفسييف مقاومة الشعب العربي الفلسطيني البرامج والمشاريع الاستعمارية لتهويد فلسطين…فبعد أن تمكنت بريطانيا من إجبار محمد علي باشا على التراجع عن سوريا وفلسطين إلى مصر شرعت في وضع الخطط التفصيلية اللازمة لتهجير اليهود إلى الأرض المقدسة، وتوطينهم فيها،وقامت بتأسيس جمعيات بريطانية لتشجيع الهجرة(جمعية إغاثة اليهود البائسين)و(صندوق استعمار سوريا)و(رابطة تشجيع الاستيطان اليهودي في فلسطين)و(جمعية تشجيع العمل الزراعي اليهودي في الأراضي المقدسة)و(صندوق استكشاف فلسطين)برئاسة الاستعماري البريطاني شافتسبري.إضافة إلى النشاطات الاستعمارية التي قام بها موزس مونتيفيوري،وخصوصاً محاولاته شراء أراضي في فلسطين لإقامة مستوطنات صهيونية فيها والتي اصطدمت بمقاومة السلطنة العثمانية وسكان فلسطين..وفي(دسائس المخابرات)عرض الباحث نشاطات(الموساد)الإرهابية منذ تشكله بعد المؤتمر الأول للحركة الصهيونية في بازل عام(1897)ودوره،في المراحل الأولى،في تقديم العون إلى القوات البريطانية للتمهيد لغزو الحلفاء لفلسطين وتدمير السلطنة العثمانية.
وتابع المؤلف مراحل تشكيل أجهزة استخبارات العدو الصهيوني ودورها في تشجيع الهجرة اليهودية والحصول على الأسلحة وهيمنتها على الكيان الصهيوني وعلاقاتها مع استخبارات الدول الاستعمارية وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية،وعملياتها الخاصة ضد الدول العربية والثورة الفلسطينية،وأساليبها الإرهابية الحالية ضد انتفاضة الشعب العربي الفلسطيني،وملاحقة قادة الشعب الفلسطيني بغرض(ثنيهم)عن النضال الوطني عبر تنفيذ عمليات إرهابية بشعة ضدهم.
وأشاد يفسييف في موضوع(لا يمكن كسر شكيمتهم)بصمود ومقاومة الشعب الفلسطيني الباسل في نضاله العادل ضد آلة الإرهاب الصهيونية.وأدان سياسة الاستيطان،التي تُعدْ أبرز سمة للاستعمار الصهيوني،والممارسات الانتقامية ضد المدنيين الأبرياء الذين لم يرتكبوا إثماً يذكر،مخالفة بذلك نص المادتين التاسعة والثانية عشرة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادتين(32و33)من اتفاقية جنيف الرابعة.وأعلن أن سلطات العدو الصهيوني تمارس أساليب فاشية مع المعتقلين خلال عملية التحقيق.وأكد أن السلطات الصهيونية لم تصن حرمة الأماكن المقدسة وخاصة المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي في الخليل والكنائس في القدس وبيت لحم،وتواصل الاعتداء على المستشفيات ودور العلم والثقافة ومنظمات الهلال والصليب الأحمر…
وسجل المؤرخ يفسييف في موضوع(صديق الفلسطينيين الوفي)صفحات مشرقة من تاريخ علاقات الصداقة والتعاون المُثمر بين شعوب روسيا وفلسطين.وعرض نشاطات الجمعية الروسية-الفلسطينية التي تأسست في(21/ أيار/1881)تحت إشراف الرحالة والمؤرخ فاسيلي خيتروفو،مؤلف العديد من الدراسات التاريخية عن فلسطين والشرق الأوسط...ومن بين المهام الرئيسية للجمعية هو إقامة المدارس والمؤسسات التعليمية والطبية في فلسطين.وتشير مصادر الجمعية إلى أن المؤرخ خيتروفو زار فلسطين في بداية الثمانينات من القرن التاسع عشر وقام بجمع مصادر قيمة من كتب ومخطوطات ودوريات عن فلسطين،ورثتها الجمعية بعد وفاته.وقبل تأسيس الجمعية بعام واحد أصدر المؤرخ خيتروفو العدد الأول من(المجموعة الفلسطينية)؛صدر منها حتى عام(1917)(90)عدداً من المجموعة،ومن بين الرحالة والعلماء والأدباء الروس الذين أشرفوا على نشاطات الجمعية هم:فيليبوف،كوتوزوف،أوليانتسكي،بونوماريوف.وبلغ عدد أعضاء الجمعية في نهاية القرن التاسع عشر حوالي خمسة آلاف شخص.وآنذاك انصب اهتمام علماء الجمعية الروسية–الفلسطينية الرئيسي على دراسة تاريخ العلاقات الاقتصادية والثقافية والدبلوماسية بين روسيا والشرق الأدنى منذ العصور القديمة.وقد خلف الحجاج والرحالة والفنانون والمستشرقون الروس دراسات ومذكرات ذات قيمة حضارية رفيعة عن الشرق العربي والبلدان المجاورة..ويذكر المؤلف أنه بعد تأسيس الجمعية مباشرة ظهرت ولأول مرة،المدارس والمؤسسات التعليمية والطبية في فلسطين وسوريا ولبنان وبلغ عدد المدارس،التابعة للجمعية،في فلسطين وحدها قبيل الحرب العالمية الأولى(102)مدرسة يتعلم فيها حوالي(12)ألف طالب وطالبة.وقد اعتمدت هذه المدارس على أفضل المبادئ التربوية الروسية.وعن أوضاعها وبرامجها التعليمية قال المستشرق الروسي إغناطيوس كراتشكوفسكي في كتابه الشهير(مع المخطوطات العربية):ومع أن هذه المدارس الصغيرة كانت فقيرة الأثاث إلا أن لوجودها مغزى عظيماً.فلقد وصلت إلى هناك من روسيا وعن طريق مدارس الجمعية الفلسطينية الوصايا العظيمة والأفكار العالية لبيروغوف وأوسبينسكي.وكثيراً ما كانت المبادئ التربوية للمدارس الروسية في فلسطين وسوريا أعلى مما لدى المؤسسات التبشيرية المختلفة لغرب أوروبا وأمريكا على الرغم من جودة تجهيز هذه المؤسسات..بعدها ينتقل المؤلف إلى عرض أوضاع مؤسسات الجمعية في فلسطين إبان مرحلة الانتداب البريطاني،إذ ضيقت سلطات الاحتلال البريطاني الخناق على نشاطات الجمعية ومنعت وصول مساعدات من الاتحاد السوفيتي،وقامت بمصادرة بعض ممتلكات الجمعية ورحلت الرعايا الروس.إضافة إلى أنها أغلقت المدارس بصورة تدريجية،على الرغم من مناشدة الحكومة السوفيتية منذ عام(1923)برفع الحظر المفروض على نشاطات الجمعية.وتواصلت هذه السياسة العدوانية حتى قيام الكيان الصهيوني الذي قضى نهائياً على مؤسسات الجمعية وصادر أملاكها في القدس والناصرة وبيت لحم والرامة وبيت جالا وغيرها من المدن الفلسطينية.ولم تفلح جهود الحكومة السوفيتية في استرجاع ممتلكات الجمعية وتحريرها من قبضة سلطات الاحتلال الصهيوني.
وعن نشاط الجمعية في ثمانينات القرن العشرين أوضح المؤلف أنها قامت بإصدار حوالي(35)كتاباً غطت مختلف نواحي فلسطين المعاصرة، ونشرت أكثر من(400)بحثاً ودراسة عن تاريخ وثقافة واقتصاد فلسطين وأبعاد قضية فلسطين على الصعيدين القانوني والسياسي إضافة إلى الدراسات التي تفضح المحتوى العنصري والفاشي للصهيونية وممارساتها الإرهابية،كما تم إنتاج أربعة أفلام سينمائية عن قضية فلسطين العادلة..
وهنا لا بد من الإشادة بالجهود الكبيرة التي بذلها المؤلف في إعداد هذا العمل الشجاع والقيم الذي يفضح ودون مواربة بالوقائع والأحداث الممارسات الصهيونية الفاشية ضد الشعب الفلسطيني وضد أمتنا العربية،في الوقت الذي اقتصرت فيه غالبية المؤلفات السوفيتية السابقة على الجانب النظري لإيديولوجية الحركة الصهيونية التي كتب عنها الكثيرون..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-