الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقابلة مع نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

2007 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


• اتفاق المحاصصة (8 شباط/ فبراير) صيف ساخن على الشعب الفلسطيني بعد فصل غزة عن الضفة الفلسطينية، لانقلاب حماس في غزة
حاوره: أُبيّ حسن ـ دمشق
في هذا الحوار مع نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين يشير إلى أن اتفاق مكة الذي جرى في شهر شباط الماضي بين حركة حماس وفتح هو الذي أسس إلى الحالة الفلسطينية المأساوية الراهنة, ويحمل مسؤولية ما جرى إلى النزوع والنزاع الأحادي بين كل من فتح وحماس بغية التفرد في السلطة.
من جهة أخرى يرى حواتمة صيف ساخن على الفلسطينيين، وان كان يعتقد ببرودته فيما يخص الصراع بين سورية وإسرائيل, غير أنه يحذّر من توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية ـ أمريكية إلى إيران وحرب الخليج أواخر هذا العام أو أوائل العام القادم على الأرجح، وإدارة الظهر بعيداً عن الصراع الفلسطيني والعربي ـ الإسرائيلي ... كان لنا معه هذا الحوار:
س1: كيف تقيمون الوضع الفلسطيني الراهن وما هو تحليلكم لما جرى؟
الحالة الفلسطينية مأساوية وفي نفق مظلم, بفعل التداعيات التي نتجت عن اتفاق "المحاصصة" بين فتح وحماس في 8 شباط/ فبراير 2007 في مكة, ذلك الاتفاق الثنائي قام على قاعدة احتكارية ثنائية في تشكيل الحكومة واقتسام مؤسسات السلطة الفلسطينية الوظائفية والإدارية والمالية والأمنية والعسكرية وعليه فتح ذلك الاتفاق كل الأبواب أمام عودة الاقتتال بين فتح وحماس والذي أنتج "صوملة" قطاع غزة من خلال فصله عن الضفة الغربية وعن القدس، وحسم الصراع الثنائي في تقاسم النفوذ بمؤسسات السلطة لصالح حماس من خلال عملية انقلابية عسكرية كاملة جاءت تتويجا لكل عمليات الاقتتال، وهذا الذي وضع مجموع الحالة الفلسطينية الآن في نفق مظلم. تمت "صوملة" قطاع غزة وكلنا يتذكر أن الحرب الأهلية في الصومال بدأت عام 1991 ولازالت تتوالى فصولا حتى الآن، وأدت إلى اقتسام وتقسيم الصومال إلى ثلاثة صومال لا رابط بين هذه الأجزاء الثلاثة. الآن غزة في حالة فصل عن الضفة محاصرة ومعزولة وحماس تهيمن على مجتمع غزة بالقوة المسلحة، وبسلسلة لا تتوقف من الإجراءات العسكرية والأمنية، فضلا عن المناخ الإيديولوجي والسياسي الذي يزرع الخوف والقلق والرعب في صفوف المجتمع، وهو مناخ قائم على قاعدة تحويل الدين إلى سياسة وإيديولوجيا لا ترى سوى حماس وما عداها يدخل في باب التكفير, وما يترتب على ذلك من إجراءات عنف شبه يومية جارية في قطاع غزة. هذا الوضع في تداعياته الصعبة أنتج ردود فعل من رئيس السلطة الفلسطينية بإعلان حالة طوارئ، وتشكيل حكومة لإنفاذ حالة الطوارئ. وكل هذا أسهم أيضاً في تعميق الانقسام انقساما. الذي جرى ويجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة ليس بعيدا عن تدخلات العواصم العربية والإقليمية بمحاورها المتصارعة، وليس بعيدا عن التدخلات الأمريكية والإسرائيلية, وكل هذا ناتج عن تراجع حماس وفتح عن وثيقة الوفاق الوطني التي وقعنا عليها جميعا في 27 حزيران/ يونيو 2006، والتي دعت بعد حوار وطني شامل على امتداد سنوات انبنى على وثيقة القوى الأسيرة الخمسة (فتح, حماس, الجبهة الديمقراطية, الجبهة الشعبية, الجهاد الإسلامي)، لكن كلا من فتح وحماس لم يحترم تلك الوثيقة مرتدا عنها ومتجها للبحث عن صفقة احتكارية ثنائية بين حماس وفتح أدت إلى سلسلة من جولات الاقتتال، إلى أن تم تتويجها – كما ذكرت- بالاتفاق الاحتكاري الثنائي في مكة، وأقصى كل القوى الأخرى. وفي اليوم التالي لهذا الاتفاق تجدد الاقتتال بأعنف مما كان وسقط حتى الآن ما يزيد على ألف قتيل في عمليات الاقتتال الثنائية بين فتح وحماس وآلاف الجرحى، وتم حرق جامعات ومعاهد عليا وهدم العديد من بيوت الناس، إضافة إلى الإعدامات في الشوارع، ورمي الناس من أبراج غزة إلى الموت، كما سجلته الفضائيات العربية والعالمية، ومقتل الكثير من الأبرياء، هذا كله يستدعي التصحيح والتصويب.
س2: برأيكم ما المطلوب فعله لتصويب ما جرى؟
نحن ندعو في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى عودة الجميع للالتزام بوثيقة الوفاق الوطني، والعمل على تطبيق آلياتها التنفيذية وفي المقدمة وقف سياسة المحاصصة واقتسام النفوذ الاحتكاري الثنائي بين فتح وحماس والعودة إلى الحوار الوطني الشامل، تلبية لموقف جميع الفصائل الفلسطينية باستثناء حماس، وهذا يشترط بالضرورة عودة الأوضاع في قطاع غزة إلى ما كانت عليه قبل العملية العسكرية الشاملة التي شنتها حماس على مؤسسات السلطة وأجهزتها الأمنية, هذه الفصائل تدعو يوميا إلى إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 9 حزيران/ يونيو من هذا العام، وتستدعي استجابة الأخوة في حماس لقرار الإجماع لوزراء الخارجية الدول العربية في 19 حزيران/ يونيو هذا العام، الذي دعا نصا وحرفيا إلى إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل عمليات الحسم العسكري الحمساوية, هذا هو الذي يهيئ المناخ للعودة للحوار الوطني الشامل بالاستناد إلى وثيقة الوفاق الوطني وتطبيق آلياتها,
وكذلك من الضرورة كما كشفت أحداث الصراع منذ سنوات وخاصة منذ يناير 2006 وبعد العملية الانتخابية للمجلس التشريعي ونتائجها، أصبح واضحا بكل التداعيات التي انتهت إلى حرب أهلية وصوملة وانهيار العملية الاحتكارية الثنائية بين فتح وحماس، والتي قامت على اقتسام النفوذ في السلطة وإقصاء القوى الأخرى، وعليه فترة التداعيات المرة كشفت ضرورة إعادة وإصلاح وبناء كل النظام السياسي الفلسطيني داخل الأرض المحتلة، وكل النظام السياسي الفلسطيني خارج الأرض المحتلة. وهذا ما أشارت له بنود وثيقة الوفاق الوطني وأخيرا قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية الصادرة يوم 21 حزيران/ يونيو 2007 بإصلاح كل النظام السياسي الفلسطيني على قاعدة ديمقراطية وقوانين ديمقراطية تقوم على التمثيل النسبي, فقد نصت عليه وثيقة الاتفاق الوطني بوضوح، وهذا الذي استجابت له أعمال المجلس المركزي لمنظمة التحرير.
على هذا الإصلاح الشامل بقوانين انتخابية جديدة داخل الأرض المحتلة، تقوم على انتخاب كل المؤسسات التشريعية والتنفيذية للسلطة الفلسطينية بالتمثيل النسبي الكامل. وثانياً إعادة بناء وحدة المجتمع داخل الأرض المحتلة بتكويناته الإيديولوجية والسياسية والدينية والتعددية بإعادة بناء كل مؤسسات المجتمع النقابية والمهنية والجماهيرية والاجتماعية بقوانين التمثيل النسبي، حتى نؤمن الشراكة الاجتماعية والسياسية لكل الفصائل والقوى، ولكل مكونات المجتمع المدني هذا داخل الأرض المحتلة, وداخل وخارج الأرض المحتلة, نصت وثيقة الوفاق الوطني وقرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير على ضرورة أن تضع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قانون انتخابات ديموقراطي تعددي جديد وموحد، يقوم على التمثيل النسبي الكامل لانتخاب مجلس وطني فلسطيني جديد لمنظمة التحرير داخل الوطن وفي أقطار اللجوء والشتات وهذا المجلس الوطني الجديد المنتخب هو الذي يضع البرنامج السياسي الموحد للشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وخارجها وهو الذي ينتخب اللجنة التنفيذية الجديدة لمنظمة التحرير على قاعدة ائتلافية وهذه بدورها تنتخب رئيسها لأن لوائح منظمة التحرير تنص على نظام برلماني ديموقراطي، وليس على نظام رئاسي, هذا هو الطريق للخلاص من الوضع المأساوي القائم و بدونه ستتدهور الحالة الفلسطينية أكثر فأكثر والرابح الأوحد هو إسرائيل ومن يدعمها في الإدارة الأمريكية، والخاسر الأكبر هو الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وخارجها، والخاسر الآخر هو الشعوب والدول العربية جميعاً لان هذا يعطي الأسلحة التكتيكية للسياسة الأمريكية والإسرائيلية بأن لاشريك فلسطيني لاستئناف العملية السياسية وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
س3: باعتبار أنكم موجودون في دمشق وكذلك السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.. ألم يحدث بينكما حوار حول هذه القضايا التي تفضلتم بها؟
كل هذه القضايا أخذت حوارا شاملا على مساحة 6سنوات منذ اندلاع الانتفاضة الجديدة في 28 أيلول/ سبتمبر 2000 حتى 27 حزيران/ يونيو 2006، على امتداد هذه السنوات أنجزنا ثلاثة وثائق رئيسية لتصحيح الأوضاع الفلسطينية –الفلسطينية، ووقعنا عليها جميعا باستثناء الوثيقة الأولى كانت في غزة في آب/ أغسطس 2002، لكن كل من حماس وفتح لم يحترما هذه الوثيقة، وارتدا عنها، وكل منهما كان يجنح للهيمنة الاحتكارية الأحادية, والوثيقة الثانية كانت في القاهرة في مارس 2005، ووقعنا عليها جميعا أيضا, لم يتم احترامها من فتح وفيما بعد ـ بعد الانتخابات التشريعية في يناير 2006 ـ لم يتم احترامها من قبل حماس.
والوثيقة الثالثة هي وثيقة الوفاق الوطني الإجماعية، التي وقعت عليها جميع الفصائل بلا استثناء، كما وقعت عليها من يمثل محمود عباس، ومن يمثل إسماعيل هنية، ورئيس المجلس التشريعي بالإنابة د. أحمد بحر، بالإضافة إلى عديد من مؤسسات المجتمع المدني وعديد من الشخصيات الوطنية.
المشكلة مرة أخرى ليست حوار أم لا حوار, المشكلة في حقيقتها أن نتائج الحوار الإجماعي الوطني كان كلا من حماس وفتح يرتد عنها باحثا عن احتكارية أحادية، أو كما رست احتكارية ثنائية في اتفاق 8 شباط/ فبراير في مكة 2007، وهذا الاتفاق كما ذكرت أيضا فتح الميدان للصراعات الدامية، والانقلاب المسلح، التي انتهت إلى "الصوملة".


س4: هل تربط ما جرى في غزة بما جرى في نهر البارد في لبنان؟
يمكن أن يكون في جانب معين ثمة رابط وفي جانب آخر أن لا يكون هناك رابط. فيما يخص بإمكان وجود رابط فيما جرى في غزة ونهر البارد هو المناخ الإيديولوجي التكفيري الذي نشأ في غزة وهذا يتناغم مع الأفكار التكفيرية لمجموعة فتح الإسلام، التي جوبهت بإجماع فلسطيني في لبنان برفضها كما جوبهت بإجماع لبناني كما جوبهت بإجماع عربي أيضاً.. يقع التقاطع بين ما جرى في غزة ونهر البارد في النزعة الإيديولوجية والسياسية التكفيرية بينهما، هذا هو المناخ الذي يتغذى من بعضه بعضاً أما بشأن الرابط التنظيمي بمعنى علاقات منظمة بين ما جرى في غزة وبين ما جرى مع فتح الإسلام في نهر البارد لا اعتقد وجود مثل هذه العلاقات.
س5: هل تتوقع صيفا ساخنا هذا العام؟
صيف ساخن على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة, نعم أتوقع صيفا كهذا. أما صيفا ساخنا في منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد بين سورية وإسرائيل لا أتوقع ذلك لا في صيف هذا العام ولا في صيف العام القادم.. أتوقع مع نهاية هذا العام وربما مع مطلع بداية العام القادم أحداث درامية عسكرية تقع في منطقة الخليج بعيدا عن الصراع العربي الإسرائيلي, وهذه كارثة جديدة لان الأوضاع العربية والشرق أوسطية والعالمية غرقت في منطقة الخليج ثلاثين عاما الأخيرة بثلاثة حروب بعيدا عن قضايا الصراع العربي والفلسطيني الإسرائيلي. في حرب الخليج الأولى التي أخذت عنوان الحرب العراقية الإيرانية, حرب الخليج الثانية باحتلال قوات صدام حسين الكويت, وحرب الخليج الثالثة التي بدأت بحصار نظام صدام حسين، والتي توالت فصولا إلى أن تم احتلال العراق أمريكيا وحل الدولة العراقية.
الآن الكثير من المؤشرات تحوم حول الشرق الأوسط باتجاه تحشيدات عسكرية واسعة برية وبحرية وجوية أمريكية نحو منطقة الخليج, وكذلك يوجد تدريبات واسعة في صحراء النقب في جنوب فلسطين بين القوات الجوية الأمريكية والإسرائيلية، شارك بها الشهر الماضي ما يزيد عن الأربعين ألف جندي من قوى الطيران الأمريكي والإسرائيلي، بما فيه "الطيران البعيد الأمد والتزود بالوقود في الجو لهذا الطيران البعيد الأمد", هذا كله لماذا ؟ هذا كله يؤشر على سخونة الأوضاع في منطقة الخليج وإمكانيات اندلاع حرب جديدة في منطقة الخليج, وهذا مرة أخرى كارثة على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية بل وكل شعوب الشرق الأوسط، لأنه ينتقل نحو عشرية أخرى من السنين إلى منطقة الخليج بعد أن غرق الجميع في الخليج ثلاثين عاما متواصلة، بعيداً عن القضية المركزية لكل شعوب الشرق الأوسط ودولها، ولكل العالم، باعتبار أن الشرق الأوسط حيث الصراع العربي والفلسطيني ـ الإسرائيلي، البؤرة الإقليمية الأكثر توتراً في هذا العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يعرض شروطه لوقف الحرب في أوكرانيا • فرانس 24


.. انطلاق مناسك الحج في مكة المكرمة وسط درجات حرارة قياسية




.. سلسلة هجمات لحزب الله على إسرائيل وواشنطن وباريس تسعيان لوقف


.. ما بين هدنة دائمة ورفع حصار.. ما هي تعديلات حماس على مقترح ب




.. جبهة لبنان وإسرائيل المشتعلة.. هل تحولت إلى حرب غير معلنة؟|