الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزير السخافة

رياض سبتي

2007 / 7 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


وفجأة .......

نكتشف ان وزير الثقافة يمارس الارهاب باعلى درجاته , لا بل كان العقل المدبر للهجوم الذي اودى بحياتي ابني نائب من نواب البرلمان لا لشيء الا لكونه يختلف عنه في الذهنية واكثر منه نضجاً في رؤية الازمة العراقية , لا بل ان الادهى من ذلك ان وزير الثقافة هذا كان امام جامع او شيخ مسجد , فلا فرق في ذلك ما دام انه بعقله المحدود وذهنيته السلفية الارهابية سيقود اهم وزارة في الحكومة , هذه الحكومة التي يعتقد سياسيوها ان وزارة الثقافة المسكينة وزارة لا سيادية ولا ضير في ان يضعوا هذا الامي المتخلف على رأسها , وايضا لا نستغرب من حكومتنا البائسة ان تصدر فتوى في الايام المقبلة بالغاء هذه الوزارة بعد فضيحة وزيرها الارهابي لا لكونه ارهابيا بل لانها تهتم بالادب والفنون وهذا حرام في شرع حكومة الملالي هذه .

واذن ؟

فان هؤلاء يختلفون عنا كلياً , ولا يلتقون معنا في نقطة حسيّة او جمالية , فالمثقف معيد لخلق المفردات الحقيقية في حياتنا العادية وتحويلها الى مفردات لها روحية جديدة تعيد البهجة الى الاخر عبر وسيلة من وسائل التعبير الفنية وهذا طبعا يتطلب تفاعلا حقيقياً بين الفنان والاديب من جهة وبين الاخر المتلقي من جهة اخرى لينتج بعد ذلك عملا فنياً يكون بعيدا عن الايديولوجيا والسياسة التي ربما تحدد هذا المنتج الفني بأطر سياسية ستفقده نقا وة فطرية بني على اساسها .

اما الارهابي ,

فلا يمكن ان يكون الا ارهابياً حتى لو كان فناناً تشكيليأ ( هتلر مثلآّ ) , فهو مثلا ( الارهابي ) يحمل تناقضا بين المكان والزمان وبين ذهنيته التي تنشيء له خصوصية في بؤرة نظام الرأي الاوحد ليمارس بعدها القتل الفكري او الجسدي لمن يخالفه في الرأي بعد ان يكون قد دخل بها الى مكان وزمان جديدين ( غير الاصليين ) ليحكم بهما ذاكرته اليومية احكاما شديدا لايقبل الردة
عن ممارسة فعل الارهاب وهذا ما حصل ضد النائب البرلماني المنكوب بابنيه

. وعليه ,

تم تحويل وزارة الثقافة الى مؤسسة اجرامية ووزارة يردد في اروقتها دعاء كميل ,بدل ان يصار الى زيادة وعي الجمهور من خلال اقامة الاماسي الثقافية المحلية او عمل دعوات لاعمال فنية خارجية للاطلاع على مستوى الثقافة في الخارج خصوصا بعد ان اغلقت جميع المنافذ بوجه المثقف العراقي خلال سنوات الحصار ولتُدَّمر بنيته الثقافية التحتيه بعد الغزو , من سرقة الاثار الى نهب المكتبات وتدمير التماثيل والنصب الفنية وتفجير المواقع الاثرية التي اعتبرتها منظمة اليونسكو ارثا
عالميا ,

ان المعنى الكبير للارث الحضاري الذي يمتلكه هذا البلد المسكين منذ ملحمة كلكاميش مرورأ بحضارات بابل ونينوى واشور والحضارة الجاهلية التي سبقت الفتح الاسلامي وصولآ الى ارثنا الكبير الذي تركته لنا اسماء مهمة في مجالات الادب والفنون والثقافة بشكل عام منذ بدايات القرن الماضي وحتى الوقت الحاضر , ان هذا الارث و هذا المعنى هو اليوم في خطر كبير بعد ان استولى على مقدرات العراق اناس جهلة واميون يعتبرون ان الثقافة هي رجس من اعمال الشيطان و يجب محاربتها والقضاء عليها لانها تعنى بتكوين الشخصية العراقية اجتماعيا وذهنيا .وتطويرها لتاخذ مكانه المهم بين المجتمع الانساني .


ان
المثقف العراقي وما يعانيه من عوز وفقر وتهميش هو اكثر انسانية من هؤلاء الذين يتسيدون المواقع العليا في مؤسسات الدولة وهو غني بفكره وبخلقه للجمال وبامتلاكه للحس الفني وذوقه الذي لن يملكه تجار السياسة فهو مثلا لن يحتاج الى افواج حماية بمبالغ طائلة او سيارات مدرعة تحميه من رصاصة اب مقهور او ابن منكوب , كل ما يحتاجه المثقف هو الروح التي تخلق له ابداعا والقلم الذي يوصل جمالية ذلك الابداع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا