الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحليل المالي الاستراتيجي ودوره في تحقيق اهداف منظمات الاعمال

حيدر الفريجي

2007 / 7 / 20
الادارة و الاقتصاد


يقول السيد باترك مور وهو المدير التنفيذي لمؤسسة B.M.B grop للصناعات الالكترونية بأن استراتيجيتنا للاعوام العشرين القادمة تستند الى عملية التحليل المالي الاستراتيجي التي نرى بانها ستؤدي الى تحقيق اهدافها الاستراتيجية . هذه الرؤية يكاد يتفق عليها معظم المدراء الماليين في منظمات الاعمال الدولية، اذ اصبح من حكم المسلم به في عالم اليوم الذي يتسم بالانفتاح الاقتصادي الكامل وحرية حركة رؤوس الاموال البشرية والمادية عبر الحدود والمنافسة الشديدة، ان بناء الاستراتيجية الصحيحة للاعمال يجب ان تستند الى عملية التحليل المالي الاستراتيجي، وهذه العملية لم تأت وليدة اللحظة او الصدفة وانما جاءت نتيجة للعديد من التطورات المهمة في حقل الاعمال العالمي والتي سادت خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ويمثل التحليل المالي احد وظائف الادارة المالية التي تحتل مكانا بارزا في معظم منظمات الاعمال الكبرى جنبا الى جنب مع وظائف التسويق، وادارة الموارد البشرية وادارة الانتاج والعمليات . وهناك مدرستان في عملية التحليل المالي، المدرسة الاولى وهي المدرسة التقليدية والتي ترى في عملية التحليل المالي تقييما للاداء المالي للمنظمة للتعرف على نقاط القوة والضعف في هذا الاداء ومن ثم وضع الحلول لنقاط الضعف لمعالجتها ومساندة وتعزيز نقاط القوة، وتعتمد هذه العملية على مجموعة من المعايير او المقاييس التي يمكن استخدامها للتعرف على طبيعة الاداء المالي لمنظمات الاعمال والذي يعكس نتائج الاداء في الوظائف والادارات الاخرى، وهذه المعايير هي معايير الربحية او الكلفة، معايير السيولة والمديونية، معايير النشاط او ادارة الموجودات ومعايير النمو، ان هذه الرؤية تنكفئ على الداخل فقط وتعتبر ان النشاطات الداخلية للمنظمة هي محل الاهتمام الوحيد لعملية التحليل المالي، ونتيجة للتطورات المتسارعة في العالم ونتائج ظاهرة العولمة الاقتصادية، اصبحت هذه النظرة قاصرة عن متطلبات المنافسة والبقاء والنمو التي تتطلب الابداع المستمر المستند الى ادارة المعرفة ونظم المعلومات ونتيجة لذلك ظهرت المدرسة الجديدة للفكر المالي الاستراتيجي على ايدي روادها الاوائل امثال ثومبسون وبورتر وغيرهم وهي مدرسة متكاملة يعد التحليل المالي الاستراتيجي احد اركانها الاساسية ووفقا لهذه المدرسة فان عملية التحليل المالي لاتنحصر في تحليل وتقييم الاداء المالي لانشطة المنظمة الداخلية فقط وانما تتسع الرؤية لتشمل البيئة الخارجية لمنظمات الاعمال والتي تتمثل بالعوامل السياسية، الاقتصادية، القانونية والثقافية العامة التي تقع خارج سيطرة الادارة وتتأثر بها المنظمة بصورة او باخرى وتشمل هذه البيئة الجزء الاهم والاقرب الى المنظمة والذي يسمى بالبيئة الخاصة او البيئة المهمة والتي تتكون من المجهزين والموردين، نقابات العمال، المنافسون، الحكومة، المستهلكين او الزبائن وهذه المتغيرات هي الاقرب الى المنظمة والتي تتعامل معها بصورة مباشرة وعليه يجب خضوعها الى التحليل ايضا، وعليه فان عملية التحليل المالي الاستراتيجي ركزت على تقييم جميع المتغيرات باستخدام ادوات التحليل المالي الاستراتيجية لغرض التعرف على الفرص والتهديدات المالية في هذه البيئة، ومن الامثلة على الفرص الاستراتيجية انسحاب المنافسين، انخفاض اسعار المواد الاولية او الطاقة، زيادة دخول الزبائن، وغيرها، في حين تشكل ظواهر الكساد الاقتصادي، دخول منافسين جدد، تغير وتبدل تفضيلات الزبائن تهديدات حقيقية للمنظمة، ومن خلال الموائمة بين تحليل البيئة الداخلية الذي ينتج عنه تحديد نقاط القوة والضعف لدى المنظمة وتحليل البيئة الخارجية الذي ينتج عنه تحديد الفرص والتهديدات البيئية التي تواجه المنظمة يمكن تحديد الاستراتيجية المثلى للمنظمة للسنة او السنوات القادمة واحدى الادارات التي يمكن استخدامها في هذا المجال هي مصفوفة swot والتي تمثل الحروف الاولى للقوه strenth الضعف wecknsses الفرص opportuneties والتهديدات threats حيث يمكن اتباع استراتيجية النمو في حالة توفر نقاط قوة اكبر لدى الشركة مع وجود فرص بيئية خارجية،في حين ستواجه الشركة استراتيجية التراجع والانسحاب اذا ما كانت تعاني من نقاط ضعف كبيرة مع وجود التهديدات الخارجية، في حين سيتم اتباع استراتيجيات اخرى في الحالات الاخرى . وبذلك ومن خلال تحديد الاستراتيجية المثلى للمنظمة، فانه سيكون من الممكن تحقيق الاهداف الاستراتيجية للمنظمة، والتي تتمثل في النمو والاستمرار والتغلب على المنافسين وكسب الزبائن وزيادة الحصة السوقية للمنظمة. ان هذا التحليل لايقتصر على المنظمات الانتاجية سواء اكانت صناعية ام خدمية وانما يمكن استخدامها وتكييفها للمنظمات غير الهادفة للربح او المنظمات الحكومية غير الانتاجية اذ يتم تقييم الاداء المالي للمنظمة الذي ينصب على تخفيف التكاليف والهدر في الموارد والاستخدام الامثل للوقت وزيادة انتاجية الموظف، كما يتم تحليل متغيرات البيئة الخارجية للتعرف على حاجات زبائن المنظمة (المواطنين) والفرص التي يمكن استغلالها لتحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل بخدمة المواطن .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - - كل يوم - يفتح ملف الدعم أيهما أفضل للمواطن العيني


.. النائب أيمن محسب: الدعم النقدي هو الأفضل للفقير والدولة والط




.. كل يوم -د. أحمد غنيم : الدعم النقدي لن يؤدي لمزيد من التضخم


.. د. أحمد غنيم لخالد أبو بكر: كلما تقدمت الدول كلما تحولت من ا




.. كل يوم - د. أحمد غنيم :الدولة تقدم الدعم النقدي لأصحاب المع