الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرية الصحافة والإعلام.. وتحريض قناتي -الجزيرة والعربية- على الإرهاب

عدنان فارس

2003 / 9 / 28
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



تتعرّض عملية تأسيس الحرية والديموقراطية في العراق، على أنقاض نظام الجريمة والإرهاب، إلى مقاومة شرسة من داخل وخارج العراق الذي عانى الأمرّين جرّاء انعدام أيّ نوع وأيّ مظهر للحرية والديموقراطية على مدى عَشرات السنين قبل 9 أبريل 2003.

بالإضافة الى فعّاليات "مُقاومة الحرية" التي يُنفذّها أيتام و "أرامل" صدام بالتحالف غير النبيل مع مجاميع الإرهابيين الإسلاميين الوافدين من دول الجوار العراقي، ماعدا دولة الكويت، نرى أنّ الجرائم ضدّ العراقيين وأمنهم وثرواتهم وضدّ أنصارهم في قوّات التحالف تتمّ بتغطيةٍ إعلامية مليئة بالتحريض على الإنتقام والثأر لرحيل صدام وبعثه ومن أجلِ عرقلةِ إنجاز مهام المرحلة الإنتقالية التي يقودها مجلس الحكم الإنتقالي بالتعاون مع الإدارة الأميركيةالمؤقتة في العراق وقوّات التحالف.

الداني والقاصي يعرفون جيداً أنّ قناة الجزيرة نصرت ومنذ تأسيسها نظام صدام وبعثه في جرائمه ضدّ الشعب العراقي، وما أن بدأت "عملية حرية العراق" حتى فقدت هذه القناة صوابها وأخذت تجنّد وتوظّف أكثر العناصر "البارعة" في تلفيق وتأويل الأخبار وفبركة التقارير والتي تحاول من خلال ذلك توفير الغطاء الإعلامي والدعم النفسي للمُندحرين من فلول البعث وحث البائسين من الإرهابيين الإسلاميين وقطّاع الطرق على التطوّع في القتال ضدّ الشعب العراقي وحلفائه. وفي نفس هذا الطريق الفاسد ومن أجل نفس الهدف اللئيم تمّ تأسيس قناة "العربية" كي تساعد قناة "الجزيرة" في مُحاربة الشعب العراقي وهو يخوض، بعد الإنتصار التاريخي بمعونة أحرار العالم على أحد أبشع رموز الإرهاب، أقدس معركة عرفتها منطقة الشرق الأوسط في سبيل السلام والحرية والديموقراطية في العراق وعموم المنطقة.

مُؤسّسو قناتي "الجزيرة والعربية" أدركوا الخطر الذي يهدّد مفاهيم وأخلاق الإرهاب باسم الإسلام والعروبة، مصدر ارتزاقهم ، أدركوا خطورة ضيقَ الوقت الذي يُهدّد وجودَهم، وأدركوا جدية العالم الحر في وضعِ حدّ لجرائمهم فاستنخوا بعضهم ووظفوا الأموال المسروقة "بالحلال" من شعوب بلدانهم واستأجروا، بالمليارات "الحلال" وأكثرها من زراعة وتهريب المخدّرات والحشيش وسرقة عوائد النفط، أقول وظّفوا أو استأجروا الإمكانيات "الفنّية الإعلامية" من ال بي بي سي واشتروا قابليات التلفيق والكذب والتزوير لدى البعض من الصحفيين الذين لايحترمون أصول ومباديء مهنة الصحافة والإعلام، وهم كثرُ هذه الأيام وخصوصاً في المجالين الإسلامي والعروبي، آملين النجاح في إطالة عمر أخلاقيتهم البغيضة المُعادية لمُثُل الخير.. المُعادية لله وللإنسانية.

لم يكُن قرار مجلس الحكم الإنتقالي العراقي ضدّ عقربتي الإرهاب "الجزيرة والعربية" إلاّ تنبيهاً بسيطاً لأرباب هاتين القناتين من شيوخ الإرهاب الإسلامي ومأجوريهم في ال بي بي سي "المُتحضّرين".

يأمل الشعب العراقي وكل ضحايا الإرهاب في العالم أن يتحوّل الموقف العراقي ضدّ الإعلام المُحرّض على الإرهاب الى موقف عالمي يتبلوَر في قرار من مجلس الأمن الدولي يمنع فيه الدعم الفنّي الذي تقدّمه هيئة الإذاعة البريطانية ال بي بي سي لسدنة الإرهاب الإسلامي الذين يملكون، بمليارات الحشيش والنفط المسروق، قناتي "الجزيرة والعربية"... وكذلك إلزام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على رفض التعامل مع المروّجين والدّاعين والمحرّضين على العُنف والكراهية ومن أيّ منطلقٍ كان، عِرقي أو ديني!

لقد كتبتُ مُتمنياً في مناسبة الذكرى السنوية الثانية لكارثة 11 سبتمبر أن يُبادر العالم إلى تخصيص "سنة عالمية ضدّ الإرهاب" على غرار السنوات العالمية للمرأة والطفولة والبيئة وغيرها يعبّرُ فيها العالم عن التكامل في الموقف الإنساني للبشرية في التصدّي لخطر الإرهاب بكلِ ذرائعه وتبريراته ومُسبّباته وردم ينابيعه ولجم "قنواته". ولكن وبعد أيام ٍ إقترح الرئيس الفرنسي "جاك شيراك، صديق صدام حسين" اعتبار 11 سبتمبر " يوماً عالمياً ضدّ الإرهاب"!! يالله يا أخي يوماً أو ساعةً أو دقيقةً، المُهم خطوة جادّة وصادقة ضدّ الإرهاب ورموزه في منطقة الشرق الأوسط.. وعليكَ ياسيدي الرئيس جاك شيراك أن تعرف أنّ "السمك المسقوف" الذي أطعمكَ إياه الرئيس الساقط "صدام حسين" كان مشوياً بدماء أبناء وبنات العراق!

طموحُنا نحنُ العراقيون في بناء عراق ديموقراطي حرّ ومسالم ينسجم تماماً مع ما تصبو إليه البشرية في إرجاء العالم، وهذا الطموح يلقى الدعم والمساندة وحتى التضحية من قبل أنصاره في قوّات التحالف، وعليه فإنّ مُكافحة الإرهاب والإرهابيين ينبغي أن تحظى بالمسؤولية ليس فقط بالسلوك العسكري والسياسي من قِبَل "المُتنفّذين" بل وحتى بالتصريحات والموقف الإعلامي، وهنا نُنبه السيدة "كليويد" ممثلة السيد "توني بلير" في العراق الى ما جادت به قريحتها "الديموقراطية!" في انتقاد قرار مجلس الحكم الإنتقالي الخاص بمُعاقبة قناتي "الجزيرة والعربية"، عليك ياسيدة "كليويد" أن تعي أنّ أحد أبرز ينابيع نافورة الإرهاب ضدّ الشعب العراقي الآن موجودة في بريطانيا والمتمثلة في أعور الإرهاب أبو حمزة المصري والمجرم أبو قتاده وأمثالهما و ال بي بي سي التي يلفّها عار الدعم والتمويل "الملياري" من قبل أنظمة وتنظيمات الإرهاب الإسلامي والقومجي العروبي.


عدنان فارس

[email protected]

27 -9- 2003

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان