الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في رحيل إدوارد سعيد مفكراً وإنساناً

مسعد عربيد

2003 / 9 / 28
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



وعربياً في زمن يحيى فيه العرب موتى
      
 
نُعدُّ المشرفية والعوالي   وتقتُلَنا المنونُ بلا قتالِ

ونرْتَبِطُ السَوَاْبِقَ مُسْرَجاتٍ  وما يُنْجيْنَ من خَبَبِ الليالي
   
       أبو الطيب المتنبي


لا الشعر ولا السيف أبقيا المتنبي ولا "الاستشراق" والموسيقى ابقيا إدوارد سعيد.

نعرف انه كان لا بد للموت ان ينتصر، لكننا نعرف ايضاً، أن هناك من قهروا الموت بما تركوا، فكان لهم بذلك الخلود. هكذا كان إدوارد سعيد الذي رحل. وحده الذي أوقف الاستشراق على قدمية، بعدما أوقفه مثقفو الراسمالية الغربية على رأسه، فكان في ذلك مدرسة أوقفت غزوا فكريا "إفرنجياً" اين منه الغزو العسكري والاقتصادي. سيظل عمله في الاستشراق والثقافة والامبريالية من ألمع ما أُنتج من دراسات ما بعد الاستعمار. لذا يبقى عمل "الاستشراق" تاجاً قومياً للراحل، حتى لو لم يقصد، ببرائته السياسية، سدَّ هذه الثغرة.

بنظر الاستشراق السياسي:

"ان الذات العربية  مازالت ثابتة، كذلك امر الشخصية العربية والعقل العربي ... العربي فرداني واناني... رهين انانيته. ان ابعاد العربي الحياتية هي الحنين والرجاء والاحساس بقصر العمر... العربي يعوزه الحس بالزمن".

لكن عمل ادوارد سعيد فرض عليهم هذا العربي المختلف عن رؤيتهم له التي صاغوها من عندياتهم. وبمعزل عن أي قول، فقد نجح إدوارد سعيد في إحراج الاستشراق بما هو أداة من أدوات الرأسمالية في حقبتي الاستعمار والامبريالية أداة بالثقافة والفكر والزعم بالتفرد المعرفي، هذا الاستشراق الذي بعد ان فككه إدوارد سعيد ابان للعالم كيف يتم ربط الانساق المعرفية بالسلطة. صحيح ان سعيداً لم يذهب في النقد عميقاً باتجاه نقد المبنى الطبقي لتلك السلطة، سلطة راس المال، ولكنه أزال العقبة الرئيسية وفك اللغز الاساسي، مما جعل السبيل سهلاً على من يريد دفع التحليل الى مداه الطبقي.

كان ادوارد سعيد مفكراً، ولم يكن سياسياً. لذا، كان سهلاً أن يُخدع بالسياسيين، وبالمثقفين السياسيين عرباً ويهودا وامريكيين بالطبع. ولكنه من بين اوائل المثقفين الذين لم ينخدعوا باتفاق أوسلو، كما لم يتراقص كالكثيرين بين "مع أوسلو"  و "شبه معه"  و "ضده"  ثم  "معه"...الخ.

هناك مساحة من الاختلاف مع  الراحل، ولكن هناك مساحة بقدرها تؤكد ان هذا الاختلاف هو مع طاقة وإبداع، مع مفكر تختلف معه نعم، ولكنه فعل ذلك وهو يبحث عن الخيار الافضل لشعبه وللانسانية. لم يكن متنفعاً ولا متقلباً، بل كان للفكر والابداع، فكان له ذلك.

ذوت شمعة الفكر، ولكن بقي فكر إدوارد سعيد. نعم بقي إدوارد سعيد راية ومنارة فكرٍ لم تُنكَّس.

هيئة تحرير كنعان أون لاين
د. مسعد عربيد، د. ابراهيم مكاوي، د. عادل سمارة

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة