الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برلمان العراق في إجازة دائمة

وديع شامخ

2007 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


في مقالات سابقة وجهت عتبي أولا.. ومن ثم نار نقدي الى السادة الذين يقبعون تحت قبة البرلمان العراقي، وقلنا أن من أوجدهم تحت هذه القبة -الباردة صيفا والدافئة شتاءً ، والجيب غير الناضب لهم دائما -، إنما هي أصوات العراقيين ، الذين يتخوزقون كل ّيوم على سفود نارالموت وحرّ تموز.. وينتظرون آب اللهاب بمرارة عالية.
في زمن قيادة السفير بريمر دفة الحكم في العراق بعد سقوط النظام البائد في 9 نيسان 2003 ، كان الرجل يشتكي من قلة غيرة الساسة العراقيين تجاه وطنهم ، وقد وصفهم بأوصاف تليق بهم ، وتكلم عنهم العجب في كتابة" عام قضيته في العراق" الذي صدر بعد مغادرته العراق... وهو معروف للقاصي والداني.. وخصوصا ما ركز عليه في :إن الامريكان من الخبراء والإداريين يعملون ما يقارب 18 ساعة يوميا ، هذا غير القوات المسلحة التي تعمل على مدار الساعة ، مقابل عجز وبلاهة الساسة العراقيين ونومهم العميق في ظهيرات بغداد اللاهبة بعد أن أصابتهم التخمة من وجبات الغداء الشهية وإختلافهم على كلّ شيء إلا اتفاقهم المعجزي على مخصصاتهم المالية !.
وقلنا: ذاك زمن لازال ساستنا يراهقون، وهم أصلا أناس تم تعيينهم من قبل الإدارة الامريكية ومن خانة المحاصصة خرجوا ، فعليها تقع المسؤولية أولا!.
ولكننا وبعد رحلة معقولة في طريق الديمقراطية استطعنا ان ننتخب من يمثلنا ، رحلة عمّدها العراقيون بدمهم، وتحدوا فيها كل عارض- مع انها رحلة مسوّرة بالشبهات - !! وبقي الداء مائلا والعلة تسري كالسرطان في جسد البرلمان .
والامر الغريب جدا ان البرلمان العراقي تكون إجازته الدائمة في وقت تشتد فيه الحاجة الى وجوده لمناقشة قضايا مصيرية ، على عكس برلمانات دول الجوار مثلا، حيث تستغل الحكومات فترة غياب البرلمان في اجازة لتمرير بعض القرارات.
البرلمان العراقي يتطوع للمزيد من الانفلات .. !!
أسوق هذا الحديث وأنا انقل فقرات مهمة من مقال الصحفي الامريكي توماس فريدمان الذي يقول " لا أستطيع أن أتخيل شعوري لو أنني كنت والدا لجندي في العراق وأنني كنت قد قرأت ان البرلمان العراقي قرر ان يتمتع بالإجازة في شهر اغسطس، لأن المتحدث باسم البيت البيض توني سنو أوضح أن الطقس حار فعلا في بغداد (130 درجة فهرنهايت). كنت في بغداد في الصيف وكان الطقس حارا فعلا. ولكن الطقس أكثر حرارة عندما تكون مرتديا بدلة الجيش الأميركي وتحمل بندقية وحقيبة ظهر، وتعرق وأنت تضع على رأسك خوذة فولاذية وتشعر بالقلق من أن قنبلة يمكن أن ترمى عليك من أي اتجاه. وأبلغني احد الجنود انه فقد ستة أرطال في يوم واحد. وأنا متأكد من ان مبنى البرلمان العراقي مكيف الهواء. إذن لنضع الأمر على النحو التالي: البرلمانيون العراقيون، على الأقل اولئك الذين لا يقاطعون البرلمان، سيكونون في اجازة خلال اغسطس حتى يتمتعوا بالراحة، بينما النساء والرجال الشباب الأميركيون وجنود الجيش العراقي سيواصلون القتال في الطقس الحار من اجل ان يخلقوا بيئة امنية مناسبة يمكن أن يعود فيها السياسيون العراقيون في سبتمبر ليواصلوا اختلافاتهم في أتفه الأمور بينما بلادهم تحترق."
ايها الناس اسمعوا : ان البرلمان ليس قبة ولامنارة مقدسة، البرلمان واجب وتكليف، قبل ان يكون فهلوة لشفط الحقوق والبحث عن الوجاهة والتشريف.
اسمعوا يا من تجلسون ترفا تحت قبة برلمان العراق ما يقوله اخيرا هذا الصحفي الامريكي " منحنا العراقيين افضل قواتنا، وجهودنا الدبلوماسية، لتفادي كارثة الانسحاب. إذا لم يستفيدوا من ذلك فلن يكون امامنا سوى إعادة جنودنا"
وانتم تعرفون تماما ماذا يعني إعادة الجنود الامريكيين الى بلادهم !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه