الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحث عن طرق توطين الوطنية

عزيز العراقي

2007 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


الفشل الرهيب الذي لازم القيادات السياسية العراقية منذ سقوط النظام ولحد الآن , والذي تجسد في الصراع الدموي اليومي الذي حصد حياة الآف البشر, غير الجرحى والمعاقين , والمهجرين , والشرخ الطائفي والقومي , والأنهيار الأجتماعي , وفقدان الخدمات , وتوقف الدورة الأقتصادية , وتحول الشعب الى لاجئ في بلده , يعتاش على ما تبقى من السرقات والفساد الاداري لأجهزة الدولة واعضاء البرلمان , وبعض المساعدات التي تتصدق بها المؤسسات الانسانية وبعض الحكومات . كل هذا وغيره ليس كافياً لأعادة النظر في الاساليب التي اعتمدوها في ادارتهم للعملية السياسية , والمتمثلة في قاعدة المحاصصة الطائفية والقومية التي اسست لكل هذا البلاء .

الصراع الحاصل بين كتل هذه الطبقة السياسية التي انتخبها هذا الشعب المنكوب , والذي تحمل كل المخاطر لأنجاح الأنتخابات , وصدق ادعاءات قياداتها وعرابيها , وبالذات السماسرة الذين روجوا , وأستغلوا , تبريكات مرجعية آية الله العظمى السيد على السيستاني , وحولوها الى فتوى تلزم الجماهير بأنتخاب قائمة "الائتلاف" الشيعية . وبدل ان يوفوا لهذه التبريكات , وينهضوا بالواقع المؤلم لهذه الجماهير , ويبيضوا وجه المرجعية , اشتد الصراع الدامي بينهم لزيادة مساحات النفوذ والسلطة , وبالذات طرفي القائمة الرئيسيين التيار الصدري والمجلس الاعلى . والوجه الآخر للصراع على السلطة والنفوذ ايضا , والذي لايقل ضراوة عن الاول , هو الدائر بين القوائم . وما دامت هذه القيادات تستحوذ على كل الأمتيازات المادية والسياسية والأمنية , والتي حصلت عليها عن طريق ارتكازها على هذه المحاصصة , فليس من المعقول ان تعيد النظر فيها . بالعكس , تسعى لتثبيتها .

جبهة "المعتدلين" التي تضم اركان قيادة العملية السياسية والحكومية , المتكونة من الحزبيين الكرديين الرئيسيين والحزبين الشيعيين "المجلس الاعلى " و "الدعوة" , تسعى بكل الطرق لضم الحزب الاسلامي السني , لتكتمل في تقديرهم صورة [ التكامل ] العراقي , ويتم الاعلان عن الجبهة الموعودة . وحتى لاتتهم هذه الاطراف بأنه اتفاق بين الأكراد والشيعة فقط لتمرير مشروعيهما القومي الكردي والطائفي الشيعي . أضافة لتأمين موافقة الراعي الامريكي , والمحيط العربي السني . هذه المسرحية في محاولة ضم الحزب "الاسلامي" تعيد علينا المشاهد المخزية التي ادعتها كل القوائم اثناء الانتخابات , بأنها تمثل كل العراقيين , بعد ان اغرت واقنعت البعض من الطوائف الأخرى بالأنضمام اليها . ولا يستثنى من هذه المهزلة غير القائمة
"العراقية" التي وضعت امام الناخب برنامج سياسي وطني متكامل , وحتى لايفهم الكلام على انه دفاع عن قيادة القائمة" العراقية" . يجب القول ان تصرفات الدكتور اياد علاوي رئيس القائمة في الأشهر الأخيرة , خلق الريبة والشك في توجهات قيادة القائمة العلمانية المعول عليها , وعلى وسطيتها للنهوض بالواقع المزري . وساهم في دفع الآخرين " المعتدلين" لزيادة زخم تمسكهم , ومحاولتهم اخراج مسرحيتهم بأكمال
" ممثليها" العراقيين .

الحزب "الاسلامي" السنّي سليل خبرة البعث الذي يفعل اي شئ ليعود الى السلطة بقوة , اشترط للموافقة على انضمامه الى "المعتدلين" ضمانات دستورية , وليس اتفاقات سياسية فقط , بل تثبيت المحاصصة في الدستور , وتحويله الى دستور لبناني معرقل , بطبعة عراقية , ومعادلة الكفة الطائفية الاخرى المثبتة فيه . مستغلا حاجة الطرفين "المعتدلين" في تحقيق الاغلبية البرلمانية اولا , واضفاء الطابع العراقي على "المعتدلين" ثانيا . ومستغلا ايضا الاحراج التي وضعت فيه الادارة الامريكية , ورغبتها الملحة في ايجاد التوافق الوطني العراقي لتمرير قانون استثمار النفط والغاز , وانجاح عملية المصالحة الوطنية , وتقاسم السلطة والنفوذ , لانجاح العملية السياسية التي تشرف عليها , وتنهي دوامة الصراع الدموي الذي وجدت نفسها فيه , واستنفذ منها الكثير من الدماء والاموال .
ان عدم الثقة بين كل القيادات السياسية , وضعف الروح الوطنية امام الطائفية والجهوية والعشائرية , جعل من وحدة القضية العراقية حالة يرثى لها . والغريب ان سلطات الاحتلال الامريكي اكثر حرصاً على سلامة وحدة العراق , وتبحث عن طرق اعادة توطين الوطنية لهذه الزعامات . وما لم يجري التعديل على سير العملية السياسية , فالخوف قائم من اتفاقات تثبت المحاصصة دستورياً بين هذه القيادات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معبر رفح محور توتر بين مصر واسرائيل وضغوط لإعادة تشغيله


.. رفح: القاهرة تتمسك بانسحاب إسرائيل...هل يمكن العودة لاتفاق ا




.. شاشة الجزيرة تستحضر آلاف المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة


.. غزة.. ماذا بعد؟| في ملعب من باتت كرة الاتفاق المقترح في خطاب




.. القسام: مخلفات كمين سابق استهدف قوة خاصة إسرائيلية