الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحد الادنى من مطالب العمال..

فواز فرحان

2007 / 7 / 22
الحركة العمالية والنقابية


اثبتت الحكومه العراقيه مرة اخرى انها عاجزة عن ايجاد اي حل لعمال القطاع النفطي الذين شنوا اضرابا عن العمل مطالبين بتحسين اجورهم وتحسين ظروف السكن لهم من خلال تخصيص قطع اراض سكنيه او تخصيص بنايات لهم لهذا الغرض وكما هو معروف في هذه الحالات تقدم الحكومه على تحقيق الحد الادنى من المطالب وهي احداث زيادة طفيفه في الاجور ربما لم تتجاوز الثلاثة الالاف دينار للساعه الواحده للمتخصصين اما العمال الاخرين فكانت الزياده قليله للغايه حتى ان اعلى معدل اجرة للساعه لهم لم يتجاوز السبعة الالاف وخمسمئة دينار في الساعه وهي اجور تافهه اذا ما قورنت بالاجور التي يتقاضاها العمال في المجالات الاخرى في الاقتصاد العراقي ولكن الاستجابه الحكوميه تبعها طرح قانون النفط والغاز الذي سيعمل هو الاخر على تحويل عمال النفط والغاز في العراق الى عبيد تشبه حالتهم حالة العبيد في القرون البدائيه وربما لن يحصلوا على اية اضافات في مرتباتهم الا بعد ان يشنوا اضرابات اشد ويخسروا ارواحهم من اجل تحقيق ذلك..في المرة السابقه اقترحت على عمال النفط ان يرفعوا سقف مطاليبهم الى المطالبه باستقاله الحكومه او وزير النفط كحد اعلى والمطالبه بتحسين ظروف السكن وزيادة الاجور كحد ادنى وتوقعت ان تقدم الحكومه على تحقيق الحد الادنى من مطاليبهم وفيما اذا لو حدث ذلك لكانت الحكومه قد ضمنت لهم تحقيق مطالبيهم في زيادة الاجور وتوفير سكن لكن الحد الاعلى لمطالب العمال تمثل في توفير السكن وهذا ما تجاهلته الحكومه عن عمد وراحت تمضي في تحقيق الاهداف الامريكيه من اسر النفط العراقي للشركات الامريكيه والبريطانيه على وجه التحديد..
لذلك لم ترض الاستجابه الحكوميه للزيادة المقترحه في اجور العمال المضربين فرفعوا سقف مطاليبهم الى المطالبه باستقاله وزير النفط كشرط اساسي للعودة الى ساحات العمل رغم ان حال الحكومه الحاليه يقترب من الوضع الذي كانت عليه حكومه العهد الملكي في ايامها الاخيرة عام 1958 والتخبطات التي راحت تقع فيها حتى نهايتها على يد الشعب في ثورته الظافرة في تموز بقيادة عبد الكريم قاسم ,ربما يعلم كل من يتابع الوضع العراقي ان هذه القرارات تتدخل فيها الادارة الامريكيه التي لا تريد ان يحصل عمال النفط الا على مبالغ تافهه لا تجعلهم يشعروا بأنهم بشر يتساووا مع عمال النفط في البلدان الاخرى لكنها على الاغلب ستدفع ثمن استهانتها بهؤلاء العمال فهم وقود الثورات والتغييرات في العراق واضراباتهم كانت دائما صافرة البدايه لاسقاط اي حكومه تحاول النيل من الشعب وقواه الوطنيه ..
ورغم تصاعد التنديد من قبل كل الوطنيين والشرفاء في العراق للمطالبه باسقاط قانون النفط والغاز الذي يراد به تحويل صناعة النفط العراقيه الى سلاح بيد الامريكان للضغط على شعوب العالم وتركيعه وكذلك افقار شعب العراق وجعله يعيش حاله مستديمه من الفقر والحرمان الا ان الحكومه ومن خلفها قوات الاحتلال لا تعير اذانا صاغيه وتمضي قدما في اقراره من قبل البرلمان الذي يشبه هو الاخر برلمان صدام والبعثيين ومهمتهم الاساسيه هي التصفيق والبصم بالعشره على اي قانون يراد تمريره والا لماذا قادتهم امريكا له وهي تعلم جيدا ان نصفهم لا يعلموا شيئا عن القوانين ولا يملكوا من الشهادات ما تؤهلهم للجلوس على تلك الكراسي ,ان وحدة العمال في المواقف لا تقود الى انزال الرعب في المحتل وحكومته فحسب بل وفي قلوب الارهابيين الذين راحوا يعبثوا بالعراق وشعبه ايضا من خلال التفجيرات التي تطال حياة اغلب العمال والفلاحين وباقي الفئات التي عجزت عن تفسير الموت المصدر لها من جنود الظلام المختفين وراء عباءة الدين وكذلك من قبل شركات الحمايه الخاصه المسؤوله عن نصف عدد المفخخات في الشوارع العراقيه,ان المطالبه بتغيير الحكومه وبسحب قوات الاحتلال من العراق هو الذي يضمن فعلا صناعة نفط وطنيه تعطي العمال حقوقهم الكامله وتجعلهم في منأى عن مناورات وزير النفط وعمار الحكيم المسؤولين عن نهب النفط وتهريبه وتجميع الاموال في ايران واماكن اخرى من العالم في الوقت الذي يتضور الشعب فقرا وجوعا..
واذا ما استمر الاضراب فترة اطول فأنه بلا شك سيقضي على الفاسدين من الذين لا يرغبون في رؤية العامل العراقي سيدا في بلاده سيقضي على الشهرستاني وامثاله من الذين جاؤوا ليطمروا طموحات الشعب واحلامه في حياة حرة كريمه بعد ان عانوا طويلا ربما يكون هؤلاء قدر الشعب والتحدي الذي لا بد من مواجهته حتى يغدوا العراق فعلا وطنا للطيبين والشرفاء لا وطنا للمرتشين والعملاء الذين رفعوا شعار الاسلام في احزابهم ليخدعوا الشعب كما فعل الدعوة والحكيم والاسلامي العراقي والصدريين وغيرهم من الزمر التي ملئت الساحه العراقيه باسماء لا حصر لها حتى اصبح من الصعب علينا التمييز بينهم ,لذلك لا نستغرب عندما يكون العلم الصدامي المسمى براية الله واكبر خلف هؤلاء المسؤولين لانهم يقولوا للعالم باسره نحن مثل صدام واوسخ منه ان اردتم لذلك هذه الرايه تمثلهم فعلا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبوت يقفز من فوق السلم بسبب عدد ساعات العمل في في كوريا


.. طلاب كلية لندن للاقتصاد يعتصمون لمقاطعة الشركات الإسرائيلية




.. الوزيرة هالة السعيد: 80% من القوى العاملة في مصر بيشغلها الق


.. رسالة تحذير وراء إضراب الأطباء قبل أيام من الانتخابات البريط




.. لماذا ترتفع معدلات البطالة في صفوف الشباب؟