الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة موجهة إلى جلالة الملك محمد السادس

مليكة طيطان

2007 / 7 / 22
حقوق الانسان



في البدء بكل تأكيد مثل هذه الرسالة ستثير استغراب الطبقة المعنية أساسا والأمر يتعلق بجند النضال الحقوقي المستميت من أجل رفع غشاوة التيه عن ملف مازال رهين محبس التضليل ...ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في المغرب ...بكل تأكيد الاستغراب سيغلف عقول كل الفئات القارئة للمشهد العام المغربي برمته أفقيا وعموديا
مازال المغرب والمغاربة يعيشون إرهاصات وداع الشخص الذي اختزل فيه الماضي المعلوم ...نعم صبت الارادة الأولى أيضا على اختزال الشخص في أيقونة رمز يمتص غضب المعنيين بالأمر
دائما في البدء لسنا من دعاة المثالية السلبية التي تعترض مسيرة التطور والارتقاء ..نحن البسطاء ولدنا وحكمة التسامح والتصالح تنفرد بأغلب جينات الوجدان من أجل بناء وعي جديد يمنح للانسان إنسانيته
كلام أوجهه لرئيس الدولة وملك البلاد أنا المواطنة المتواضعة في أفقها وطموحها الشخصي والتي بلغت من العمر عتيا جعل منها شاهدة على تواتر الأحداث ...أنا المتواضعة التي لم تسع سقيفة حزب أو نقابة أو جمعية قامتها التي تولدت من نضال فطري ساذج غلف الوجدان وكانت حينها علاقتنا بالرموز علاقة الشيخ بالمريد ...لكن الآن وحينما نبحث عن حقيقة الأشياء أبدا لا تجد حيز وقوف في طابور اللاهتين نحو الجاه والسلطة والمال
جند النضال دفاعا عن رأي أي أصحاب منهج في الحياة سواء كان الحلم بثورة أو انقلاب ...جند الاحتجاج أيضا سواء كان اجتماعيا أو قوميا أو ماشابه ذلك ...نعم أدوا ثمن الاستثناء ...أيضا نجهر بأن الدولة بدورها كانت تشكو سقم المؤسسات المشلولة حيث ستختلط الأمر ولم نعد نميز فيها بين هذا كان وهذا لم يكن ...نعم طويت الصفحة وتم الانطلاق نحو المستقبل حيث المسافة تستوعب الجميع
تهنا في إرادتك ا لمميزة التي رسمت من خلالها مسافة للتسامح والود و تغطي الجميع ، لكن معذرة إن أشرت إلى بقايا نتوءات أخاف أن تعترض المسار ... أشواك حادة في المؤسسات سواء كانت أحزابا أو جمعيات أو هيئات ..ولأن الساكن في أوصالي الذي ولد عندي رغبة مخاطبتك يتمثل في حكاية لجنة تسمى لجنة المتابعة القاضية بتتبع ملفات وقضية الماضي كما تناولته هيئة الانصاف والمصالحة ...ولأن الأمور لم تتضح في حينها من البدء إلى الختم ...أقول وبما أن هذه اللجنة هي ما تبقى من هيئة الانصاف والمصالحة بعد ختم أشغالها ، ولأن الارادة الملكية تحضر وبالحاح في كل خطوة وأولها هو إمكانية تضميض الجراح وجبر الخواطر حيث تربع على سدة الاهتمام جبر الضرر بالرعاية الطبية وما يتعلق بالأمر
لم أكلف نفسي عناء قراء ة سفر تكوين الهيئة المسمى التقرير الختامي وما تبغي في كل مناولة بالذات وفي مقدتها العلاج .ولأن ضغط المرض علي استفحل ولم أعد أملك أمامه ولو قيد أنملة في التركيز ...مرض ابتليت به ولم يكن على بال ، إنه الزائر الثقيل الذي جثم على مسمعي يسمى بطنين الأذن ذلك العرض المرضي الذي يصيب العصب الثامن الخاص بالسمع ولأنني خبرت جمعا من الأطباء هنا بمراكش والنتيجة لا شيء ،ولأن الأمر كذلك ا شرأب عنقي إلى هناك حيث الخبرة والتميز وحيث المساعدة التي سأستفيد منها بقوة الفعل لا بقوة الهبة والريع ...نعم بقوة الفعل كمناضلة مارست ما يمليه وتفتيه الضوابط الدولية والمحلية ولأنني أديت ضريبة نضال في أحقر سجون العالم وفي أحلك زمن مسخت في إنسانية الانسان ، ونستفسر فلسفة النوع فعندها الخبر اليقين عن النضال المؤنث وعن الانتهاكات المؤنثة ... ليس بالأمر الهين أنأصغي وأتقبل كلام مناضل مشهور وعضو في هيئة الانصاف والمصالحة حينما علم خبر رغبتي في الاستفادة من الخذمات العلاجية بالمستشفى الجامعي الذي صارت بحديثه الركبان مستشفى الشيخ زايد بن سلطان ، و الذي دخل على الخط في تقديم العون وتصحيح المعوج في الأبدان ...خاطبني متهكما هذا المناضل المعروف وهل أنت ضحية حتى ترغبين فيما ترغبين ؟؟ مناضل وكأن لسان حاله يقول النضال وما ترتب عن النضال الآن من انفراج هو لنا لا لغيرنا ...وكأن رغبته أيضا تقول الملك لنا لا لغيرنا فلا تستغربي إن تواترنا أمام جلالته فرادى وجماعات
آمل أن نقتنع جمعا بأن الجور وتلاعب ازدواجية المعايير أسباب كافية للجهر بحقيقة الأشياء ...أتركوني واسمحوا لي أن أجهر بملء في بما تعرضت له من ظلم عمق ألمي العضوي الذي طال لكي يستفيق الحيز النفسي ...أتركوني أقدم شكوى لملك البلاد ورئيس الدولة الذي هو على القوم الحقوقي يعول في بناء دولة التسامح والسلم والوئام
ما معنى اللحظة التي تشعر فيها بالاحباط ؟؟ معناها حينما يعبث بمشاعرك ورغبتك في العلاج شخص عادي لا أعلم بمن يكون وماذا كان ..اسمه مصدق عبد الحق وبمعية موظفة عادية اسمها مباركة بدوري لا أدري من كانت وماذا صارت الآن ...معناها أن يذهبا بك هاذين الشخصين إلى البحر ويرجعانك عطشانا
كعادتي وكما دأبت جرئتي تقدمت باقتراحي القاضي بانتزاع حق لي بقوة ما حصل من تعايش مفاده يختزل في الاستمتاع بلذة التسامح أسمى قيمة إنسانية كما تعلمون ...كانت الفرصة سانحة هذه المرة وبعد ملحمةمكر مفر كما قالها الشاعر بين مراكش والرباط ...كانت الفرصة سانحة وحضوري توقيع وثيقة الوئام بين الدولة ممثلة في رئيس حكومتكم وبين من هم من المفروض الناطق الرسمي لضحايا البعد الزمني المعلوم ...وجدت الفرصة سانحة لكي أخبر بأنه ثمة موعد ضرب لي مع الطبيب المختص ...هكذا في الغذ أكون في ضيافة مواعيد عرقوب ، لا أنا باللبن ولا بثمن اللبن ، أشد الرحال إلى مراكش حيث مسؤولية ابني الوحيد مع العلم أنني أنا أيضا وحيدته ...أختصر الأمر في التواصل عبر الهاتف ..للأسف ولا من مجيب ، تركت في صحراء الصمت والنسيان بعد أن مدتني تلك المباركة برزمانة التحاليل والأشعة ، صرفت عليها الكثير و تتركها في يدي وتخبرني الكاتبة على الله الاتكال ومستشفى الشيخ زايد في عطلة طويلة الأمد ...تشفعت لبعض من رفاق الأمس النافذين يتدخلون مرة أخرى والنتيجة لك أيتها البئيسة النسيان وعدم الاكتراث ...فكرت مليا في الأمر ..صعب التواصل مع رئيس المجلس الجديد ..والذي هو على كل حال لم تتح له بعد الفرصة الزمنية المواتية لفهم تدابير ما تبقى من القوم الحقوقي المكلف بتدبير ملف الماضي الموشوم
ولأنه بقي في داخلي شيء من فسحة الأمل في تشريح مرضي بالمستشفى المذكور قررت أن أرفع هذا النداء إلى جلالتكم لعل فهم ما حصل ويحصل من تجاوزات تعبر عن ممارسة سادية اتجاه الضحايا ، هذه المرة ليست من طرف من دأبنا على اتهامه وباستمرار بل هي من صميم اهتمام إخوة كانوا في درب النضال ...والاعتبار الثاني يا صاحب الجلالة هي إخباركم عن الحالات المسكوت عنها وهي بدورها ارتكنت للصمت بل والخروج من اللعبة ...نعم ياصاحب الجلالة سوف لن أتطرق إلى حالات لا تملك ولا ثمن علبة أسبرين ...سوف لن أتحدث عمن بقي من الضحايا في نقطة ولا الضالين ..كيف يمكن لنا أن نستوعب بأن بعض ( ضحايا الأمس )بدأوا في نعيم و ثراء يتبخترون و يترفهون والبعض الآخر لا يملك ولا خبز يومه و بمعية الأبناء ..أن تكون حالة المناضل عبد اللطيف زريكم - الذي مر من نفس تجربتهم - تدمي القلوب قتلك هي المفارقة الغريبة التي نبحث لها عن عنوان
لم أرتكب جرما وأنا أخاطب رئيس الدولة وملك البلاد ، ولأنني أنتمي إلى منطق الوطن أكثر من انتمائي إلى فكر أو حزب أو عشيرة حتى هاأنذا أجهر بخصوصيتي ممثلة في بسط ما أعانيه من ضغط وآلام مرضي ليس من باب أنني محتاجة مادية فلله الحمد والشكر على نعمته ، لكن الاكراه الذي استفزني هو سلوك قوم الحداثة والتنوير وما شابه هذه الأوصاف ...مكرهة لا بطلة في هذا الموقف الذي رأيت فيه أن صاحب الجلالة يرعى ويتتبع عن كتب تدبير هذا الملف الانساني ...عزمت أن أنقل الشكوى لك مباشرة وحكمتكم كافية إلى تحديدالمسؤوليات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية