الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرسالة التاسعة من فوق الانقاض

صباح سعيد الزبيدي

2007 / 7 / 22
حقوق الانسان



في ظل إرث تاريخي مثقل بالقهر والاستبداد والتخلف والحروب عمقته ممارسات النظام العراقي السابق مع الشعب العراقي بأطيافه المختلفة، يصبح من غير المنطقي اليوم القول بأن الشعب العراقي سيرى النور قريبا في نهاية النفق المظلم الذي طمس عيونهم طيلة أكثر من ثلاثة عقود.

هذا واوجد الغزو والاحتلال الأجنبي للعراق كوارث وتداعيات سياسية واقتصادية واجتماعية وإنسانية معقدة ومتداخلة وساعد على زرع بذور التفرقة باشكالها المختلفة وحققت المخططات التي جاءت بها امريكا والصهيونية ما حققته بالتفرقة الطائفية في العراق التي جاءت على الاخضر واليابس وتلك الدماء التي تراق والارواح التي تزهق .. فالشعب العراقي كله مستهدف وبكل مكوناته واقوامه واديانه وحضاراته ..

نعم ياصديقي .. الكل مستهدفون من قتل وتشريد لتبقى الساحة فارغة الا من النفط.

وجاء الإنحطاط الأخلاقي والفكري الذي يمارس في الفضائيات بإسم الاعلام ودور هذه الفضائيات الخبيث في التشويه والعمالة وإشغال المواطن العراقي عن بؤرة المعركة الحقيقية وهي فشل أمريكا في العراق وبداية النهاية فخسارة وهزيمة أمريكا شبح وكابوس يقض مضجع الساسة الأمريكان وتاتي هذه الفضائيات الخبيثة كقنابل موقوتة ومتفجرات مسمومة تساهم في شحن المواقف الطائفية بين العراقيين ورسم صورة مشوشة وغير واقعية عن الواقع العراقي لكي يبقى المحتل جاثما على صدور العراقيين ولفترة اطول.

لقد ذكرت لي أن بلدنا كان مهدا لأبينا أبراهيم عليه السلام؛ أبو الأنبياء .. خليل الله .. نعم ياصديقي فجميع الاديان السماوية ترجع إلى ابراهيم عليه السلام.. ولذلك لم يكن البعد الديني محورا أساسيا في بناء المجتمع العراقي والتفاعل بين أبنائه اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، ولم يكن الدين محورا للاندماج والتكامل لقد أدى تداخل الأجناس والأعراق وتزاوجها على مدى زمني طويل إلى ميوعة عرقية لا يمكن معها الفصل العرقي الدقيق ولكن ممارسات الانظمة السابقة و تدخل القوى الاجنبية بصوره المختلفة بدأ الدين ينقلب إلى دينية أيديولوجية تنفي الآخر، وتنعزل عنه بصورة أو بأخرى.

فوجود مجموعة من دين معين في داخل مجتمع من دين آخر لا يمثل تهديدا لتكامل المجتمع في ذاته.

وكذلك وكما هو معروف ان الانسان لم يختار دينه اومذهبه ، بل ولد في اسرة تدين بدين او مذهب فانتقل له هذا الدين اوالمذهب بالوراثة.

إن التعدد الديني والفكري بين العراقيين امرا طبيعيا في مصدره، ووظيفي في غايته؛ لذلك فان الانقسامات المذهبية والفكرية لا تقضي على الوحدة، ولا تؤدي إلى التمزق أو التشرذم في ذاتها، وما لم تكن هناك مؤثرات خارجية تعجل بالتمزق أو تسرع به.

لانه ومنذ فجر البشرية وكما هو معروف انه لايمكن أن يجتمع البشر على فكرة واحدة بصورة مطلقة.

اذن فالإختلافات الطائفية أمر طبيعي وهي لا تخيف ذوي الأفق الواسع والنظرة الشاملة. المهم أن لا تكون هناك عنصرية وتعصب اعمى وحقد اسود وكراهية او محاولة هداية الناس ونقلهم من دين لاخر كما أن تشريع الانتقام وتقديسه بزعم أخذ ثأر من مذهب معين او طائفة معينة هو قمة التخلف والهمجية.

فاية اديان هذه والتي يتحدثون عنها حيث الدماء الطاهرة تسفك بفتاوى الظلم والظلام والعدوان ، اية مذاهب تلك التي يؤمنون بها حيث عشرات القتلى ومئات الجرحى وانهار الدماء والدموع تسيل على ارض العراق يوميا وبلا رحمة ، انها اديان الموت والخراب والدمار ومذاهب التفرقة والحقد والكراهية واحتقار الآخرين.

لان المتسيّسين بقناع التزمت المذهبي والتّعجرف الديني انما يزرعون فلسفة سوداء خالية من قيم التسامح الديني وإحترام الأديان المتنوعة وتهدف إلى شق الصف وتحطيم الإتساق الإجتماعي والتناغم الديني الذي ميّز تاريخ المجتمع العراقي منذ أقدم العصور ، انهم ينشدون التفرقة والكراهية.

لقد لعبت عملية اقحام الدين في السياسة اليوم لعبتها الخبيثة وباعدت بين من كان يعتقد أنهم أخيرا سوف يتلاقون ، وفي وقت نحن فيه بأمس الحاجة إلى من يحاول أن يطفئ تلك النار الملتهبة التي نخشى ان تأتي على العراقيين كلهم.

لذا يتطلب الامر عزل الدين عن السياسة واحترام كل الأديان والطوائف الأخرى وليسود الوعي بدلا من العواطف لانه حتما هو الطريق الوحيد لانهاء الاحتقانات وازالة الكراهية لكي نعيد للعراق وحدته وكرامته وازدهاره.



اخوك في الغربة القسرية ومنافي العذاب والالم

صـــــــباح ســـــــــعيد الزبيــــــــدي

بلغراد – صربيا

13/07/2007

[email protected]


* عزيزي القارئ الكريم يرجى التفضل بالاطلاع على الرابط التالي :

http://sabahalzubeidi.friendsofdemocracy.net/default.asp?item=266718
***************************








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية