الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يجب حجب بعض مواقع الإنترنيت بسبب الجرائم الجنسية؟

خالد ديمال

2007 / 7 / 22
الصحافة والاعلام


توجهت انتقادات شتى لشبكات الإنترنيت، وظهرت أصوات تطالب بضرورة حماية القاصرين ، ففي بريطانيا ، تفجرت فضيحة شواذ جنسيون يبحثون عن أطفال من خلال هذه الشبكات ، وكثير من المراقبين اعتبروها ممارسات إجرامية ، وأشاروا إلى تحول الإنترنيت من فضاء ثقافي إلى ساحة لنشر الإنحراف، واقترحوا ضرورة فرض الرقابة ، وإما العمل على منع هذه الشبكات.
هل ممكن منع الإنترنيت ؟..
هناك من يرى أن منع الإنترنيت لا يمكن ، نفس الشيء بالنسبة للعلاج ، فهو غير ممكن ، والإمكانية الوحيدة هي مساعدتهم نفسيا، فالإنترنيت يجلب كثيرا أولئك الذين يميلون إلى الأطفال ، ويمكن تصنيفهم في خانة الفضوليين الذين تعودوا على مشاهدة مثل هذه الصور ، ولهذا السبب يصبح مشكلا نفسيا بسبب هذا التعود ، ويقترحون محاربته بطريقة أخرى.
الإعتداء على الأطفال : مرض أم جريمة؟..
من خلال المعاينة الأولى على الإنترنيت ، تبين أنه بيئة غير آ منة ، بينما الإدمان بلغ مستوى تجاوز كل تصور، تحول فيه الإستدراج والتحرش الجنسي والتغرير إلى وسيلة للإعتداء على الأطفال ، وهي جريمة بامتياز. وهذا ما دفع اللجان الأوروبية المسئولة على المعلوماتية إلى إقامة سجل يضم جرائم النيت، ويصنفها ، ومنها التحرش الجنسي، ووقفوا على مسألة التغرير، وخلصوا إلى منطقين:
- المنزوي: وهو عبارة عن خلوة تسمح للطفل بالدخول إلى عالم لا يعرفه.
- الجماعي: حيث تقوم فئة بتشجيع آخرين على ولوج شبكات التغرير بالقاصرين من ذوي التعود.
وبحسب علماء النفس، فهو أسلوب يساهم في تفشي ظاهرة الإنتحار بسبب الإحباطات المتولدة على هذا النوع من الممارسات التي قد تترك نوعا من التركيز على الجاني لدى الطفل الضحية.
وبحسب دراسة مهمة ، ف66 بالمائة من الأطفال المتعاطين للأنترنيت لا يعرفون مع من يتحدثون ، يدخلون متاهات الشذوذ، وبيع الأطفال (جزر إندونيسيا مثلا). لكن هناك من يعتبر أنه رغم ما يوجه لشبكة الإنترنيت من انتقادات، فإنه يعتبر ثمرة التكنولوجيا ، وقد أفاد كثيرا من الدول والمؤسسات ، وكذلك يؤكدون على ضرورة الإستعمال، لكن دون أن يؤدي ذلك إلى الإنحراف.
الإنترنيت يساعد ذوي الميل لاغتصاب الأطفال.
هناك من يرى أن الشذوذ الذي يقوم به هؤلاء الكبار تجاه الأطفال ليس مرضا، ولكن من الممكن تصنيفهم بكونهم ذوو ميل ، والإنترنيت يساعدهم على تحقيق هذا الميل ، وبالتالي تسهيل اغتصاب الأطفال. بل إنه يتجاوز الإنترنيت ليطال المسابح أيضا، حيث يتواجد المجرمون الذين يقومون باستدراج الأطفال.
وهؤلاء ليست لديهم مشكلة مع ضميرهم، بل إنهم يشعرون بأنهم يمارسون سلوكا عاديا. لكن مهتمين آخرين بالموضوع يستحضرون إمكانية إدراج هذا السلوك في خانة المرض النفسي، خاصة الحالات العصابية ، وغير ذلك، فهو يدرجه في خانة الجريمة المنظمة، حيث يعمد هؤلاء إلى تحريك خاصية الإحتواء ، وهو يتفشى في عالم افتراضي، لا يمكن التصدي فيه لحالة بحالة، فالظاهرة تتفشى بشكل جماعي ، وهكذا يطرحون التساؤل:" كيف ننتقل من حالة مرضية محدودة ومعروفة (- أ- مثلا- أو – ب- )، إلى تشخيص حالة كونية منتقلة في فضاء جغرافي رحب؟"..
في معرض الإجابة عن هذا التساؤل ، هناك من يرى أن الإشكال ولو توسع جغرافيا فلا يمكن حصره في الحالة الفردية، ولو بالمعاينة ، فهو يتجاوزها ، الموضوع فقط خاضع للإستهلاك ، ومبالغ فيه ، وما يؤشر على حدته هو الفردانية والإنزواء التي ييسرها الإنترنيت . إن الإهتمام هنا، بحسب خبراء ، هو التركيز على أشياء وهمية وعبثية مرتبطة بزخم الإنترنيت، خاصة وأن محركات البحث محتكرة من طرف أمريكا، وتستأثر بها لوحدها، وهي تمرر ما تريد، وما تراه مناسبا من دون قيود ولو كان على حساب التوازن النفسي للأطفال.
هكذا تحولت ملايين من المواقع الإلكترونية واجهة لصناعة البحث عن الشذوذ، بل ونشره أيضا، بل بات عنوانا للإستدراج ، وهو ما أصبح يستدعي ، بحسب هؤلاء الخبراء ، ضرورة تشكيل لجنة أخلاقيات، وإعادة النظر، فإذا كانت هناك مواقع تمنعها الأنظمة الديكتاتورية لحجب الوعي، فلماذا لا تقوم بإغلاق مواقع تفسد أخلاقيات الأطفال؟..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟