الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمن الاجتماعي والأمن الاقتصادي للفلسطينيين

عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)

2007 / 7 / 23
القضية الفلسطينية


العديد من الفلسطينيين في غزة أعربوا عن ارتياحهم المتواضع لما ساد من هدوء على صعيد الانفلات الأمني الذي استشرى في المجتمع الغزي قبل انقلاب حماس على السلطة الفلسطينية وأجهزتها ، وبات المواطن ينعم بهدوء لم يعهده من قبل عدا عن حالات خطف واعتقال تتحمل مسئوليتها أجهزة حماس التي استولت على السلطة في غزة ، كان آخرها مقتل المواطن وليد أبو ضلفة في أثناء التحقيق معه ، كما ذكر في وسائل الإعلام ومنظمات حقوقية في غزة ؟ وإذا كان الناطق الإعلامي للقوة التنفيذية قد نفى أن يكون لقوته أي علاقة بالحادث وأن القوة تحقق في ملابساته ؟ إذن ، لماذا تستخدم قوته وقوة القسام اللثام والقناع في أثناء مهماتهم باعتقال الناس واختطافهم ؟؟ خاصة أن قيادة حماس أعلنت عن عفو عام لكل من كان له علاقة بفتح وأجهزتها ، أو ما سموه بالتيار الانقلابي ؟؟ أو الإعلام شيء وما يدور على أرض الواقع شيء آخر ؟! إذا كانت نوايا حماس صادقة فعليها أن تعلن وبشكل واضح لا لبس فيه أنها ترفض وتمنع أي شخص أو جهة تستخدم اللثام والقناع بأي شكل من الأشكال حتى يتسنى للمواطنين وللقوة التي تسيطر على غزة من التعامل مع تلك الأمور المشبوهة والتي قد تكون مسائل وحسابات شخصية لأفراد في قوة حماس وعناصرها ؟؟ أما إذا كان هذا هو المقصود فسوف ينفضح أمام شعبنا الذي سوف ينتهز أي فرصة قادمة للمحاسبة ..؟ إضافة لذلك فالهدوء لن يستمر طويلا إذا بقيت الأمور على ما هي عليه من إدارة الشئون العامة لحياة الناس في غزة خاصة فيما يتعلق بأمور الدوائر الرسمية والقضاء ، ففي أول امتحان حدث من ازدواجية السلطة حينما قررت وزارة الطوارئ إلغاء الإجازة الأسبوعية المكملة يوم الخميس واستبداله بيوم السبت من كل أسبوع فأحدث بلبلة للمواطنين والموظفين وصدامات بين القوة التنفيذية والموظفين الذين التزموا بقرار حكومة الطوارئ .. كان على حماس أن لا تستخدم القوة مع موظفين ليس لهم علاقة بالخلافات السياسية .. لأن ذلك أفضى إلى عمل لأربعة أيام فقط للكثير من المؤسسات العامة وهذا انعكس سلبا على حياة المواطنين ، ومن المظاهر السيئة التي نفذتها القوة التنفيذية في التعامل مع فرض النظام في الأسواق العامة خاصة الشعبية منها والتي تعمها الفوضى لوجود الكثير من بسطات الباعة الذين وجدوا في بسطاتهم الغير منظمة مصدرا قليلا للرزق حيث سدت كل الطرق في وجوههم ، إذ استخدم هؤلاء القوة والرصاص واستخدام العصي في قمع هؤلاء الباعة المساكين .. وهذا ليس معناه أننا لا نريد النظام والأمن للجميع ، بقدر ما هو احتجاجا على الطريقة الغير إنسانية وغير قانونية في التعامل مع البشر ؟ ( من المعروف أنه لا يوجد أي نوع من العمل في قطاع غزة إذ كان آخرها وقف وتجميد كل أعمال المقاولات الإنشائية بما فيها ما تنفذها وكالة الغوث الدولية وغيرها من المنظمات نظرا لعدم دخول الأسمنت ومواد البناء الأخرى لقطاع غزة ) .
قبل استلامي للراتب الأخير لم يكن في بيتي حفنة دقيق واحدة ، والكل يعرف أن الدقيق يعتبر المئونة الأساسية لأي أسرة في غزة حتى تستطيع الاستمرار في الحياة ، وقبل الراتب لم يكن بمقدوري شراء الدقيق فكانت أم العيال تتدبر هذا الأمر مرة بالإعارة من الجيران ومرة أخرى بشراء الخبز الجاهز .. استلمت الراتب وانفرجت أساريري فذهبت لشراء شوال من الدقيق وإذ بسعره ارتفع 30 % عن السعر قبل استيلاء حماس على السلطة ، وكانت حماس قد حذرت التجار من ذلك إلا أن تحذيراتهم ذهبت مع الرياح ولم يعد أحد يهتم في الأمر .. اضطررت لشراء الدقيق بدون الدخول في مشاغل لست مستعدا لها ؟؟ لكني لم استطع السكوت عن هذا الاستغلال الفاحش ، فذهبت لمركز الشرطة الذي أصبحت تديره قوة حماس وقدمت شكوى طالبت فيها بتوفير الطحين بالسعر القديم .. الشخص الأمين والمؤمن الذي قبل مني الشكوى ، قال لي : إن هؤلاء التجار يستحقون الموت ! فهمت حينها أن لا شيء سيتغير وأنه لا يمكنهم ضبط الأسعار ولا إدارة الحياة الاقتصادية بشكل يريح الناس ولو مؤقتا .. يبدو أنهم خططوا للهجوم العسكري فقط !، ولم يخططوا كيف سيديرون عجلة الاقتصاد وتوفير الأمن الاقتصادي للناس ، وأنهم وكلوا ذلك لقدرة الخالق .. وتواطئوا مع فئة التجار لأهداف مشتركة هم وحدهم يعرفونها ..؟ وللناس الاتكال على الله والثقة العمياء براياتهم الخضراء ..! هل يقول لي أحد منهم أي دين وأي حكم يسمح للتاجر بالاستغلال الفاحش في هذا الظرف لتزيد ثروته بثلاثين في المائة خلال أسبوع واحد فقط وربما أكثر من ذلك عدا عن الربح السابق ..؟ الأكثر ارتفاعا للأسعار والأسرع انقراضا كانت السجائر إذ ارتفعت أسعارها لأكثر من مائة في المائة ؟؟
قضية أخرى لا يجوز القفز عنها وهي كما باشرت بها وزارة العمل في غزة بصرف مائة دولار لكل عاطل عن العمل ، وحسب تصريح وزير العمل الحمساوي أن وزارته فحصت ملفات لثلاثمائة ألف عامل مسجلين في وزارته بغزة وأصدرت شيكات بمائة دولار لعشرين ألفا فقط ، وهم الأفقر من بين هؤلاء حسب قول الوزير(صحيفة الأيام 21 / 7 / 2007 ) ولا نعرف إن كان سيصرف للباقين في دفعات أم لا .؟ لا أحد متفائل بأنه سيصرف لباقي العمال ، لأن غالبتهم تقول : أنها صرفت لحسابات سياسية وإعلامية فقط ؟!
إذا كانت قيادة حماس لم تأخذ بالحسبان توفير الأمن الاقتصادي ، والأمن الاجتماعي للجميع وبشكل عادل فستكون مخطئة ومخطئة جدا ، وإن كان شعب غزة قد خاف عن التعبير لما حدث وبات ينتظر حلولا لمشاكله الأمنية والاجتماعية والاقتصادية أولا ؛ فإن هذا الخوف لن يستمر طويلا وسيعاقبها في أول فرصة قادمة ، كما عاقب من قبلها لنفس الأسباب ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة