الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالقون بين الحرية الفكرية والفبركات الإعلامية

أحمد زكارنه

2007 / 7 / 23
الصحافة والاعلام


لست أدري عن أي تضامن أعلن بعض الكتاب والمثقفين للوقوف الى جانب الدكتور ابراهيم حمامي في الدعوة المقدمة ضده من قبل النائب محمد دحلان أمام القضاء البريطاني..ونحن هنا لا ندافع عن النائب دحلان ولكننا نتسأل بصوت مرتفع لماذا كل هذا الضجيج للوقوف إلى جانب شخص أخذ على عاتقه توزيع شهادات الخيانة لمن يكره ومنح صكوك الغفران لمن يرغب؟؟ فالكاتب الذي لا أعلم بالضبط في أي تخصص حصل على شهادة الدكتوراه، أشك عظيم الشك انه يجد وقتا للعمل في مجال اختصاصه.. فالسيد حمامي يكتب المقال والبحث بشكل شبه يومي ويذيع نشرة صوتية ترسل عبر الايميل.. والسؤال متى يقوم بجمع المعلومه ويسجلها ويكتبها ويرسلها إلى المواقع الالكترونية وهل يتبقى لديه وقت للعمل في مجال تخصصه؟؟ سؤال ربما يقرأه البعض على هامش قضية المقال، إلا أنني أجزم انها في صلب القضية، فالدكتور حمامي بهذا النهج المبرمج اعتقد أنه لا يستطيع العيش الكريم في بلد مثل لندن إلا إذا كانت هناك جهات داعمة لهذا المجهود الخارق، ما يعني أن هناك أهدافا ومصالح اقتصادية من وراء التهجم على قيادات السلطة سواء بزعامة الراحل " ياسر عرفات " أو برئاسة الرئيس محمود عباس.
وحتى لا يتهمني البعض بمحاولة التشكيك في رسالة السيد حمامي بالقول إنني أتجنى عليه..وبعيداً عن تفصيلات حيوية هي بالأساس مجموع يصب باتجاه الكل وليس الجزء..نناقش هنا الاسلوب الذي ينتهجه وهو الذي لم يتوانى لحظة واحدة عن استغلال هوايته في الكتابة للتشهير والتشكيك في عباد الله يمينا ويساراً بلا مواربة شتماً وقذفا دون اية علاقة بآداب وأصول الكتابة.. فلنلقي نظرة سريعة على بعض مفرداته..إذ أن المتتبع لكتابات حمامي يجده يصف في بعضها رموز السلطة منذ اليوم الاول بلقب " أبوات أوسلو "، وفي بعضها الاخر تراه ينعت الرئيس عباس " بقائد مجموعة الكواهين " ورجاله بلقب "الفاشيون" واصفا اياهم ب " هؤلاء النكرات" ويوغل الكاتب الفذ في أكثر من مقال لينعت عناصر الأجهزة الامنية " بقوات لحد "..والسؤال أتعد تلك المفردات من آداب الكتابة بلغة القرآن الذي نهى عن كل قذف وذم ؟؟ وهل يعد ما يكتب في هكذا سياق فكراً جديرا بالاحترام؟؟
فلا أحد داخل الوطن أو خارجه مع تكميم الافواه بفرضية أن الدعاوي القضائية في حالات التشهير والسب والقذف تعد تكميما للأفواه..وإن كان الامر كذلك فلماذا لم يطلعنا حمامي عن رأيه في اغتيال الشاعر الفلسطيني " نصر أبو شاور" الذي اغتيل على أيدي مليشيات التنفيذية او عن تخوين شاعرنا الكبير " محمود درويش" جراء إلقائه قصيدة، أو عن حالات الدق بالمسامير أو بتر الاطراف للقتلى أو سحل المعارضين ؟؟؟. وحينما حاول مؤخرا الظهور كمحايد على غير عادته اشار إلى عدد من حوادث القتل الذي يعترف هو انها ارتكبت على يد القسام بالقول " جل من لا يخطيء " ، والسؤال الكبير هنا لماذا حينما تكون حماس هي المدانة يعلق على جرائم القتل " بجل من لا يخطئ " ، فيما توصف عمليات الاعتقال والتحقيق بواسطة الاجهزة الامنية الشرعية بانها جريمة بحق السماء، وهل بات حمامي يرى أن السلطة أصبحت شرعية بمجرد دخول حماس تحت سقف اوسلوا ؟؟ وهو الذي اشبعها نقدا وطعنا واصفا إياها " بالسلطة الخائنة" كونها اقيمت تحت نير الاحتلال.
إن الاختلاف السياسي امر مشروع وطنيا ومعمول به داخليا، وليس ادل على ذلك إلا حال النقد الشديد الذي تتعرض له مؤسسة السلطة جراء خطأ هنا أو هناك.. أو ما تتعرض له قوى العمل الوطني بما فيها فتح أو غيرها في سياق نبذ التعصب أو العنف أو المغالاة الحزبية، ولكننا يوما لم نقرأ كاتبا محترما يشتم أو يقذف أو يخون هذا أو ذاك لمجرد الاختلاف السياسي، خاصة أن تلك الادوات تدل عن ضعف صاحبها كون الكتابة بها تعد من اسهل وأبسط اشكال الممارسات الفكرية.
نعم نقول لا للإرهاب الفكري، ولكننا أيضا نقول الف لا للتشهير بقضيتنا الوطنية ، فما يمارسه السيد حمامي وبعض أصدقائه لا يخرج من عباءة الطعن في جسد قضيتنا الام عبر استجلاب التهم وتبادل القذف والشتم في وصلات الردح الفضائي أو الالكتروني من وراء اقنعة مستعاره عيونها لا ترى شيئا من جرائم الاحتلال.
فيا ايها العالقون بين الحرية الفكرية والفبركات الإعلامية.. يا من تشرعون الممارسات الخاطئة وتشجعونها عبر هكذا تضامن عوضا عن ممارسة النقد البناء .. حري بكم أن تتساءلوا أي علاقة تلك التي تربط مدينة الضباب بحجب الرؤية السليمة أمام بصيرة السيد حمامي؟؟ خاصة وأنه يفاخر بوجوده في بلد جلب الويلات لشعبنا حينما منح اليهود ما لا تملك يمينة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر