الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوما .... كانت مواقف الحزب الشيوعي بوصلة للوطنيين العراقيين !؟

ثامر قلو

2007 / 7 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



قبل الخوض في شؤون هذا المقال لابد من القول أن الضرورة تحتم التعرض لسياسات ومواقف الحزب الشيوعي بالنقد الموضوعي ، حرصا على ادامة مسيرة هذا الحزب وتقويم مواقفه وبلورتها لخدمة مصالح الشعب العراقي الذي كافح مئات الالوف من العراقيين في هذه المسيرة منذ التأسيس في ثلاثينات القرن الماضي ، فقد تأسس الحزب حينها لضرورتين موضوعيتين لا تنفصلان ، وهما تحرير الطبقة العاملة العراقية من الاستغلال الطبقي عبر تطوير طبيعة الحياة الاجتماعية والقانونية في المجتمع العراقي ، من جانب، والسعي الحميم لتحرير العراق من الاتفاقيات الاستعمارية التي كانت تكبل الوطن العراقي ومستقبله لصالح الشركات الاستعمارية والسيطرة على موارده وتسخيرها لخدمة أبناء الشعب العراقي في جانبه الآخر .

قدم الحزب الشيوعي العراقي على امتداد مسيرته الطويلة الوف الشهداء للحفاظ على اهدافه وتطلعاته السياسية والاقتصادية واستقلاله الفكري رغم قساوة الظروف المحيطة بتأريخ هذا الحزب العريق منذ التأسيس وحتى هذه الايام ، فقاوم قادته الكبار وأعضاء قيادته الصغار شتى أنواع الضغوطات الترهيبية والترغيبية دون كلل ، فكان لهم الحفاظ على الصورة الناصعة للحزب الشيوعي العراقي في أذهان الجماهير الوطنية والتقدمية العراقية ، هذه الجماهير التي شكلت مواقف وطروحات الحزب الشيوعي العراقي من مختلف القضايا الشائكة في الساحة العراقية والدولية نبراسا لهم للثقة المفرطة في قدرة التحليل السياسي والاقتصادي الماركسي على انتاج المواقف الموضوعية والمنطقية الذي نجح قادة الحزب الاولون في السير على هداه .

بعد السقوط المدوي للدكتاتورية ، صار التخبط والتردد عنوانا لتحركات قادة الحزب ، فمرة يتوهمون أبوة للعراقيين دون أن يعترف بابوتهم أحدا ، واخرى صغارا ويافعين دون أن يعترف ببنوتهم أيضا احدا ! لا ينطوي القول السالف على أي فلسفة ، وقد لا ينطلي افقه ومدياته وتفسيراته على الضالعين في دهاليز الساحة السياسية والفكرية العراقية ، وقد بلغ التردد والخشية والتوجس من اشهار المواقف حدا غير مألوف في سياسة الحزب الشيوعي العراقي ، للدرجة التي تخلف عن أقرانه وخصومه السياسيين من الاسلاميين والليبراليين ، فقد أصبحت قدرات الشيوعيين العراقيين وتكتيكاتهم واستراتيجياتهم حول مختلف القضايا ، أو للوصول الى الجماهير وكسب ودهم مثار ضعف كبير على الصعيد الفردي أو الحزبي دون أن يكون للموارد والامكانيات الفنية الاخرى مردود أساسيا في الامر .

تلكأ قادة الحزب في اتخاذ المواقف الناجعة وفي أوقاتها المناسبة يتواصل ولن يكون آخرها أبدا الموقف من قانون النفط ، فهل يعقل أن يتجاهل عن عمد قادة الحزب أمر عظيم وجلل مثل قانون النفط والغاز الذي كاد أن يفجر الساحة السياسية العراقية عبر كل الاتجاهات ، فما موقف الحزب الشيوعي العراقي من قانون النفط ؟؟
الحزب الشيوعي العراقي الذي بنى وقاره التأريخي لمقارعته الاستعمار وشركاته الاحتكارية يفتقر حتى هذه اللحظة لاشهار مواقفة وسياساته حول القانون المذكور ، سوى ما أطلقة السيد حميد موسى السكرتير العام للحزب قبل أيام لاحدى الصحف ، وقد نشره الناطق باسم الحزب بعد التنقيح والتصرف امعانا منهم بانه يفي المرام ، لكن كلمات السيد حميد مسى وتصريحاته حول القانون أبرزت للعيان مدى افتقار قيادة الحزب لتقويم القضايا الشائكة في الوضع العراقي السياسي !
قال موسى معللا عدم صياغة موقف واضح للحزب من مستجدات القانون المذكور ، بعدم تلقي الحزب لمسودة القانون ، فانهم في حال ترقب لاستلامها لكي يتسنى للقيادة صياغة موقف جلي من الامر!
أشهر عدة يطرح هذا القانون في أروقة الحكومة والشارع ومنتديات الانترنت وتعلك به الصحافة والمحطات التلفزيزنية ، ومسودة القانون منشورة في العديد من المواقع ، فكيف يتجاهل قادة الحزب هذا الامر العظيم الذي يمس ثروات أبناء الشعب العراقي ومستقبل أجيالهم ، كيف يفوت الحزب مثل هذه الفرض الناتجة من ادانه القانون المذكور ورفضه للتقرب من الجماهير الشعبية وتحفيز ثوريتهم كما صار في الوثبات الاربعينية وغيرها المئات عبر مسيرة الحزب التأريخية ؟
يعلل السيد موسى التلكأ في صياغة الموقف من القانون المزعوم ، بعدم تلقي الحزب مسودة القانون من الحكومة ، فماذا يفعل السيد وزير الحزب التكنولوجي في كابينة الحكومة المجيدة اذا؟! فلا يعقل أن يوقع المالكي مسودة القانون المذكور دون البحث ودراسة آفاق القانون المذكور مع أعضاء وزارته ؟
الامران سيان ، والتبرير ينطوي على وهن كبير ، فالقانون اقره الوزراء ، وما شهادة وزير التخطيط بالانسحاب من الحكومة حالما يمرر القانون الا تأكيدا على مناقشته في أروقة الحكومة ، ثم أما كان من الوزير التكنولوجي سرق مسودة يتيمة وتقديمها لقيادة الحزب ، تذكيرا أو تخليدا جديدا لمآثر الشيوعيين في العهود السابقة الذين كانوا يجازفون بحياتهم لمد الحزب بالوثائق المسروقة والمستنسخة من أرشيفات الحكومات الدكتاتورية ؟
وزير لا يحل ولا يربط في أي حكومة ما قيمته ، ثم أن تردد الحزب في صياغة موقف واضح من القانون له خلفياته ومدياته، لكن الاهم أن نتساءل، متى فضل قادة الحزب الشيوعي العراقي مصالح الاخرين على مصالح الحزب والوطن ومستقبلهما؟! الخشية هي ألا يتحول نائبي الحزب في البرلمان الى عرابين لتمرير قانون النفط الجديد الذي تكافح الادارة الامريكية وشركاتهم الاحتكارية من أجل تمريره ، فيعيدون للذاكرة مرة اخرى قانون الطائفية المقيت .

ثامر قلو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير


.. مصادر طبية: مقتل 66 وإصابة 138 آخرين في غزة خلال الساعات الـ




.. السلطات الروسية تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة | #


.. مراسلنا: غارات جوية إسرائيلية على بلدتي مارون الراس وطيرحرفا




.. جهود دولية وإقليمية حثيثة لوقف إطلاق النار في غزة | #رادار