الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين كنت ضدي

رحاب الهندي

2007 / 7 / 24
العلاقات الجنسية والاسرية


نظرت لوجهها في المرآة وهي تعدل زينتها قبل أن تخرج الى زفة العرس.
لكنها فجأة إكتشفت ان وجهها ليس وجهها، وأن عقلها ليس عقلها، إقتربت من المرآة دققت النظر.. تربع في ذهنها سؤال طالما كانت تهرب منه.
ما الذي فعلتيه بنفسك؟
حاولت ان تهرب من السؤال لكنه لاحقها، فوجدت نفسها تهمس اني سأتزوج، ما الضير في ذلك؟ وأكمل السؤال حواره: لكنك كنت دوما ضد هكذا زيجات كنت تحاربينها بشدة. كيف تفعلين شيئا كنت تعتبرينه ضد تفكيرك ومنهجك في الحياة؟.

جلست وهي تفكر، طلبت فنجان قهوة وسيجارة ما أثار ضحك من معها، عروس وتريدين الآن سيجارة. وحين أحضروا لها ما أرادت، طلبت ان تختلي بذاتها، أقفلت الباب، ووقفت أمام النافذة تنظر الى السماء البعيدة، ومع تطاير دخان سيجارتها أحست بأن شيئا ما في داخلها يطير، همست لنفسها بإستغراب، هل أتراجع الآن، طبعا لا يمكن إني العروس، أني الآن زوجته، لا يمكن بالطبع ان أتراجع، لقد أحببته بعمق وضعيته في المرة الأولى وحين عدنا كان أرق وأروع، كيف أحارب حبي الذي تمنيته، ولماذا الآن أفكر.. لقد إتخذت قراري بكل عقلانية بالقبول بالزواج منه وأنا أعرف أني الزوجة الثانية في حياته، هي خطفته مني ولست أنا حين تزوجته.. يا إلهي ما الذي دهاني الآن؟!، لكن السؤال ضحك بسخرية منها وتابع قوله: لكنك كنت تحاربين الزواج الثاني، ما يخصك حلال وما يخص الناس حرام!
توترت أعصابها، لجأت الى حبوب مسكنة، وهي ترتجف عادت الى المرآة همست، لم أكن أتخيل يوما ما ان أمنح جسدي لرجل غيره.. منذ أحببته قررت أن يكون زوجي في يوم من الأيام، لا يهم ان كنت الأولى او الثانية او حتى الثالثة لا يهم، إنني أحبه!
صرخ السؤال ضاحكا: الحب إذن يفعل المعجزات ويغير المبادئ والأفكار وبدلا من ان تكوني في صف الضد أصبحت من أنصار المع. دارت حول نفسها وهي تحاول كتم غضبها، ما الذي تقوله (مع وضد وهذا الكلام الذي بلا معنى) لكن السؤال كان أكثر مشاكسة وهو يضحك. أنت تهربين من نفسك.. تحاربين الآن مبادئك وأفكارك، وتقدمين صورة سلبية لكل أقوالك وكتاباتك وحتى شعاراتك هل أقرأ لك؟ بعض محاضراتك، كل هذا من أجل مصلحتك، هزّت رأسها وهي تقول: لا من أجل الحب.
وكان السؤال هذه المرة واضحا وصافعا: كيف تقبلين ان تكوني الزوجة الثانية لرجل له زوجة وأولاد، وتسهمين بهدم بيت، كيف تقبلين بنصف رجل! أليس هذا كلامك الزواج للمرة الثانية معناه نصف حياة ونصف رجل!!
همست بضعف إني أحبه، حكاية حبنا منذ عشر سنوات لكن الفراق ضيع خطواتنا، عاش حياته وتزوج وبقيت في إنتظاره حتى إذا رأيته ورآني شعرنا ان حبنا أقوى من الفراق فقررنا الزواج. هذه حكايتي بإختصار.
دقّ على الباب عليها ان تستعد لزفة العرس، فتحت الباب، نظرت الى شقيقتها وإبتسمت، إنزعجت شقيقتها متساءلة، ما بك أرى ملامح دموع في عينيك، ما الذي جرى وضحكت قائلة: هل ستغيرين رأيك هذه المرة أيضا؟.
رفعت رأسها وهي تسمع صوت عريسها متساءلا: لقد تأخرنا يا عزيزتي، نظرت إليه تأبطت ذراعيه، وسارت في طريق الزفة والنسوة من حولها يزغردن..
وحين همس لها: إشتقت إليك كثيرا..
ضحكت قائلة: وأنا كذلك..
وأعادت لنفسها همسة... الآن أشعر بسعادة كبيرة حتى لو كنت ضدي!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتابع النساء في ألمانيا كأس أمم أوروبا؟


.. يغيب عنهم الفرح ويحاصرهم الحزن أطفال غزة في العيد




.. هروب طبيب بعد وفاة امرأة أجرى لها عملية شفط للدهون في العراق


.. ولاء عودة عملت بشغف وعزيمة لإقامة زاويتها التي تضم المشغولات




.. حنرجعها معرضاً متنوعاً يدعم الفلسطينيات في غزة