الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخلطة السحرية للقنوات الفضائية

أمنية طلعت

2007 / 7 / 24
الصحافة والاعلام


لا أفرق في مقالي هذا بين القنوات الفضائية الكبيرة التي رسخت أقدامها منذ زمن على الساحة الإعلامية، وبين القنوات الفضائية الصغيرة الأخرى التي تحاول الحصول ولو على قطعة صغيرة من الكعكة الفضائية. كل القنوات الفضائية الآن بلا استثناء تقدم خلطة إعلامية متضاربة في محتواها القيمي للمشاهد العربي المسكين، الذي لم يعد يعرف إلى أي الاتجاهات القيمية في الحياة ينتمي؟
ولنأخذ مثالا قناة فضائية من أقدم الفضائيات العربية وأشهرها وإن كانت تتشابه وباقي القنوات الأخرى ربما تتميز بصورة شاشتها المتطورة، هذه القناة تقدم جرعات برامجية توجه الناس نحو الدين واللجوء إلى الله تعالى والالتزام بتعاليم الرسول ووجوب الحجاب على المرأة والصلاة في وقتها .... ألخ. في نفس الوقت تقدم برامج أخرى لتفسير الأحلام والضرب في أمور الغيب التي هي بيد الله تعالى وحده، وهنا يقع المشاهد بين أن يكون مسلما كما تقول البرامج الدينية التي تحث على الابتعاد عن الرجم بالغيب وبين أن يؤمن بقراءته من خلال تفسير حلم، هذا غير الأحاديث المغلوطة التي يتم ترويجها والترسيخ لها رغم أنها ضعيفة وغير مسندة ولا تدعو إلا لانهزام المسلم واستسلامه وتهاونه في أمور دنياه في انتظار الجنة التي سيحصل فيها على كل شئ.
على الجانب الآخر نجد برامج تتحدث عن الفقر والفقراء والأطفال اليتامى والنساء المغلوبات على أمرهن، لنتحول فجأة إلى برامج عن قصور المشاهير وسياراتهن وبرامج عن الأزياء الأوروبية التي لا تنتمي إلى ثقافتنا بأي حال من الأحوال ولا تتفق مع الحجاب الذي يروجون له، هذا غير المجوهرات باهظة الثمن والمنتجعات التي لا يستطيع ثلاثة أرباع شعوبنا العربية أن يراها حتى من الخارج.
برامج أخرى تتحدث عن الأكل الصحي والنظام الغذائي الذي يطيل العمر بينما تأتي برامج تقدم وصفات طبخ لا تهدف إلا إلى زيادة الكوليسترول في الدم وتفجر الأجساد العربية بما لذ وطاب. الرائع فعلا هو برامج مسابقات المواهب العربية، لا في العلم أو الأدب أو الفنون الراقية وإنما في الغناء فقط وكأننا لا ينقصنا مطربين على الساحة الفنية العربية، أنا لست ضد الفن بل أدعو إلى إثرائه ودعمه ولكن أقصد بالفن، الفن الراقي والحقيقي الذي يطور ثقافتنا الفنية العربية لا يأخذها ويهبط بها بسرعة الضوء إلى أسفل سافلين. هذه النوعية من البرامج التي تحولت إلى سباق محموم بين القنوات والذي يتم اسناد تقديمها غالبا إلى مذيعة بلاستيكية، لا يوجد فيها شيئ واحد طبيعي بل كلها من رأسها وحتى إخمص قدميها تم تعديلها عند ميكانيكي التجميل، لتخرج لنا بجرعة غير محتملة من الغنج والدلال المصطنع، لا ينتمي للغنج والدلال الذي نقله لنا شعراء العرب الفطاحل الذين أسهبوا في وصف دلال وخفر وحياء المرأة العربية الوقورة في عظمة وجاذبية.
لا أدري على أي أساس تضع القنوات الفضائية العربية خريطتها البرامجية؟ ومن أين أتى هذا التضارب الرهيب في محتوى البرامج ورسالتها الاعلامية؟ هل يمكن أن نقول أن الجمهور يريد ذلك؟ لا أظن بل أنا متأكدة أن الجمهور العربي سأم من هذه الازدواجية المزعجة وبدأ يبحث عن بديل في القنوات الغربية.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا