الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة تبرير الجريمة آفة اخطر من الجريمة

كريم عبد مطلك

2007 / 7 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


لا زال كابوس القتل والاقتتال مخيما على الشارع العراقي على الرغم من مرور عدة اشهر على خطة الحكومة الأمنية فمفخخات الإرهاب وأحزمته الناسفة ما برحت تحصد المئات من الأرواح البريئة كل يوم لتستمر شلالات الدم بالجريان صابغة كل ارض العراق ، وإذا ما سلمنا بان هذه الأفعال الإجرامية أنما توجهها وتغذيها جهات خارجية وجدت لها حواضن داخلية باعت أنفسها وضمائرها بثمن بخس لتخون وطنها وشعبها وتنفذ مخططات وأجندة مخابرات إقليمية ودولية تحت دعاوى وفتاوى شيوخ الكفر والتكفير ، هذه القوى التي لا تريد لهذا البلد وشعبه الخير والاستقرار ، نقول إذا ما سلمنا بذلك فلا بد لنا أن نقف أمام عمليات الاغتيال والتصفية الجسدية ومسلسل الجثث المجهولة الهوية الذي ما انفك يفتك بالعراقيين يوميا تحت مسميات شتى كالعنف الطائفي وتصفية الحسابات وصراع الكراسي ولعبة لي الأذرع وأعمال الخطف والتسليب وغيرها ، كل هذا يجري بأيد عراقية لسفك دم عراقي دون وازع ديني أو حس وطني أو رادع اجتماعي أو مانع أخلاقي، وهذا كتاب الله يقول : ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ) ، وهذا الحديث النبوي الشريف يقول : ( لهدم الكعبة سبعين مرة أهون عند الله من قتل مسلم ) ، وإذا كان عجيبا أن يقتل الجار جاره والصديق صديقه والقريب قريبه ويقتل العراقي عراقيا آخر هو أخيه وابن وطنه بدل أن يجعله سندا له وذخرا فالأعجب أن الناس استمرءوا حالات القتل هذه واخذوا يبررون للقاتل فعلته ويجدون له أسبابا وأعذارا شتى لم يكن هو يفكر فيها عند أقدامه على فعل الجريمة فإذا ما قتل شخص ما وتساءل البعض عن أسباب قتله انبرى له من يقدم الأسباب الجاهزة فهذا شيعي وذاك سني والأخر شرطي وذلك في الحرس الوطني وغيره صحفي وتلك مذيعة وهذا مدير عام والأخر يعمل في الدائرة الفلانية وكأن هؤلاء يستحقون القتل ولم يكونوا أناسا شرفاء يخدمون وطنهم ويأكلون رغيفهم بعرق الجبين لا بالسلب والنهب والسرقات والسحت الحرام كما يفعل قاتليهم من عتاة المجرمين ومصاصي الدماء ، أما التهمة التي بات إطلاقها جزافا وبكل سهولة فهي أن المقتول كان جاسوسا وهم لا يعرفون على من تجسس ولمصلحة من لكنهم اتهموه رجما بالغيب وتبريرا للجريمة حيث لم يجدوا سببا آخر، أن ظاهرة تبرير فعل الجريمة وإيجاد الأسباب والمبررات لمرتكبيها لآفة اجتماعية خطيرة وانحدار أخلاقي وهي جديرة بالوقوف ازائها واتخاذ كل ما من شأنه الحد منها وهنا تبرز مسؤولية رجال الدين وأجهزة الأعلام ومنظمات المجتمع المدني خصوصا التي تعني بالقطاع الشبابي لتأخذ دورها في التثقيف والتنوير والتبصير والحث ليس فقط على الأخبار عن الفاعلين بل التصدي لهم بالقوة خصوصا وان اغلب الجرائم تحدث جهارا نهارا وأمام أعين الكثيرين ، كما ان لشيوخ العشائر دورا في هذه المرحلة وجب عليهم ممارسته في إعلان براءتهم من المجرمين والحث على عدم التستر على أفعالهم وفضحها فضلا عن أن الحكومة مطالبة ومن خلال وزارة الشباب والرياضة بتفعيل دور المنتديات الشبابية والإكثار منها من اجل احتواء هذه الشريحة المهمة وتوجيهها الوجهة السليمة صونا لهم من الانحراف وهناك مقولة رائعة طالما رددها الاجتماعيون وعلماء النفس وهي (افتح ناديا تغلق سجنا ) كما وجب على الحكومة أيجاد فرص عمل للشباب العاطلين لتحصينهم من أن يقعوا فريسة سهلة بأيدي الجهات المعادية تحت تأثير العوز والمغريات المادية ، أن الجميع مطالبون اليوم بالعمل على أنصاف الضحية وتعرية الجناة وفضح أفعالهم الدنيئة والوقوف بوجههم بقوة وحزم وملاحقتهم اجتماعيا قبل ملاحقة السلطات الأمنية لهم وقبل أن تلتهم هذه الآفة نسيج المجتمع بأكمله فالذي يحاول أيجاد الأسباب والمبررات للقاتل أنما يحفر قبره بيده فهو مقتول أيضا وهناك من يبرر لقاتله ويخلق الأعذار، وعليه وجب على العراقيين بكل مسمياتهم أن ينبذوا ثقافة العنف ويحطموا حاجز الخوف الذي ضربته هذه الوحوش البشرية المتعطشة للدماء وان يتسلحوا بالشجاعة والجرأة في قول الحق وردع الخارجين عن كل القيم بكل الوسائل والطرق وآخر صيحتنا أن (اصحوا يا عراقيين) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا