الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتمية الهجوم على غزة

عماد صلاح الدين

2007 / 7 / 24
القضية الفلسطينية


بالأمس ، وفي تصريح صحفي لنبيل عمرو المستشار الإعلامي للرئيس محمود عباس أدلى به للحياة اللندنية قال فيه " أن الوضع في غزة سيتغير لصالح السلطة الفلسطينية خلال أسبوع أو أسابيع أو ربما خلال الأشهر القليلة القادمة ، والانتخابات المبكرة ستجري " ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، كيف سيتغير الوضع في غزة لصالح السلطة الفلسطينية خلال المدة التي تحدث عنها عمرو؟ هل هو عن طريق العودة والقبول بالحوار مع حماس ؟ أم ماذا ؟ ، وكيف ستجرى الانتخابات المبكرة؟ بالتوافق السياسي ، أم بالقوة، أم بماذا؟ .

على ضوء المواقف السابقة للتيار المسيطر على حركة فتح والسلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية والتي كانت تتجلى وتتضح لتصب في خانة الأجندة الأمريكية والصهيونية ،وبالتحديد فيما يتعلق برؤية الحل لما يسمى بالدولتين بالاستناد إلى خارطة الطريق ورؤية بوش ، وهذه المواقف تم التمسك بها في مواجهة الراحل ياسر عرفات بعد كامب ديفيد الثانية ، ومع حماس بعد فوزها في الانتخابات الماضية فوزا كاسحا على عكس التوقعات المتوخاة في حينها ، فإننا نفهم من تصريحات نبيل عمرو هذه أن الوضع في غزة سيتغير أو بالأحرى سيتم العمل على محاولة تغييره لصالح السلطة والمقصود بالسلطة هنا هو الرئيس عباس ومجموعته من خلال القوة العسكرية الإسرائيلية عبر الاجتياح الشامل للقضاء على حكومة حماس وحركات المقاومة بمجملها وبالأخص منها كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس ، ويتزامن حديث عمرو هذا مع تسريبات إعلامية إسرائيلية تشير إلى أن الجهات السياسية والأمنية في إسرائيل ترى أن الظروف الإقليمية والدولية باتت مهيأة من اجل الانقضاض على قطاع غزة .

ومن هنا فان ذهاب الرئيس عباس والدائرة السياسية والأمنية التي تحيط به إلى ابعد الحدود في إعلان القطيعة نهائيا مع حماس ، وعدم القبول بالحوار إلا بشروط تعجيزية لا يمكن أن تقبل بها حماس ، بالإضافة إلى المراسيم الرئاسية المتتالية من اجل إخراج حماس من المشهد السياسي ولو نظريا ، رغم المخالفة الواضحة منها للقانون الأساسي وتعديلاته ، والتي كان آخرها جعل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية أدوات تنفيذية للسلطة وليس العكس بكونها المرجعية العليا لها ، وذلك من اجل حصول الرئيس عباس على التفويض بالدعوة للانتخابات المبكرة من خلال موافقة المجلس المركزي للمنظمة ، كل هذا وبالاستناد إلى الموقف المعروف من التيار المفروض على السلطة وحركة فتح بقبوله لمفهوم الدولة المؤقتة التي يعلن رفضها ظاهرا وهو مستمسك بها عملا وواقعا ، يشير إلى أن هناك توافقا أمريكيا وإسرائيليا وبتواطؤ الطرف الفلسطيني المتحالف معهما على اجتياح غزة والقضاء على قوة ووجود حماس فيها من اجل تحقيق تنفيذ خارطة الطريق المؤدية إلى الدولة المؤقتة المقطعة الأوصال، ولعل مراسيم الرئيس بنزع سلاح المقاومة في الضفة وإخراجه لكتائب القسام عن القانون واعتبارها ميليشيات مسلحة ،وما قابلها من موقف إسرائيلي مشيد ومرحب بها ترجم عمليا من خلال إفراج الحكومة الإسرائيلية عن بعض الأسرى والأموال المحجوزة لديها ، بالإضافة إلى إعلان أولمرت مؤخرا أمام تجمع للمستوطنين عن عزمه الانسحاب من بعض المناطق في الضفة الغربية المحتلة تأتي في سياق خطوات مخطط الدولة الكانتونية .

إذا، في ضوء المعطيات السابقة فان الهجوم على غزة ومحاولة اجتياحها بات امرا حتميا ، وربما سيقول كثيرون كيف يمكن للرئيس وحاشيته أن يقبلوا الدخول إلى غزة على ظهر دبابة إسرائيلية وبتأييد أمريكي ، وعلى أكوام من لحم ودماء أهل غزة ؟؟

والجواب على ذلك ، أن الذي انقلب على ولي نعمته الراحل عرفات ، وكان له ومجموعته الدور البارز في إنهائه سياسيا وماديا ، ورغم تكشف الكثير من الحقائق حول ذلك ، وان الذي دعم ولازال يدعم جهات أمنية في السلطة ثبتت عمالتها وارتباطها بالاحتلال ومصالحه من خلال كنز الوثائق والمستندات التي حصلت عليها حماس من جهاز المخابرات والوقائي في قطاع غزة ، وان الذي قال مؤخرا بان "قادة حماس حفروا قبورهم بأظافرهم "، يا ترى هل سنراه سيحسب حساب لأحد في تبرير اجتياح غزة وذبح أهلها على يد الصهاينة ؟؟بل إن كلامه الأخير هذا أمام المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية يأتي في سياق تبرير أي غزو إسرائيلي قادم لقطاع غزة ، إذا نجح مخطط اجتياح غزة -لا سمح الله -والذي ستدفع إليه إسرائيل ربما بعشرين ألف جندي وبدعم من الطائرات المقاتلة بالإضافة إلى الدبابات ، سيقول الرئيس عباس والحاشية: بان حماس تتحمل المسؤولية في كل ما حصل ، وان الذي يجري يأتي في سياق ابتعادها عن الشرعية الفلسطينية !، ونحن نطالب إسرائيل بالانسحاب وندعو القوات الدولية إلى القدوم إلى قطاع غزة من اجل إجراء انتخابات مبكرة " ،وربما هذا هو الذي يتحدث عنه نبيل عمرو ويمني نفسه بحدوثه خلال أسابيع أو أشهر قريبة .

أخيرا ، إن حتمية الهجوم على غزة أو محاولة اجتياحه ، تأتي في سياق الفلسفة الصهيونية والغربية الاستعمارية في منع أية قوة مقاومة من النمو والتطور في فلسطين ولو بأي ثمن ، ومهما تكن الظروف ، لان فلسطين هي بمثابة القلب بالنسبة للمشروع الاستعماري الغربي والأمريكي ، ولذلك نحن نرى أن غزة هي المستهدفة أولا قبل غيرها ، لكن هل سينجحون في ذلك ؟ ، لا أظن ذلك ، لان المقاومة في غزة ستلحق بهم خسائر كبيرة ، ربما توازي تلك الخسائر التي ألحقها بهم حزب الله في الصيف الماضي ، ثم إن المنطقة تتجه باتجاه مواجهة إقليمية ستصب في صالح حماس وفي صالح كل قوى المقاومة والممانعة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقعات بتسليم واشنطن قنابل نوعية للجيش الإسرائيلي قريبا


.. غالانت: لا نسعى إلى الحرب مع حزب الله لكننا مستعدون لخوضها




.. حشود في مسيرة شعبية بصنعاء للمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينية


.. فايز الدويري: الاحتلال فشل استخباراتيا على المستوى الاستراتي




.. ساري عرابي: رؤية سموتريتش هي نتاج مسار استيطاني طويل