الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السرد في صاحب الاسمال

مثنى كاظم صادق

2007 / 7 / 29
الادب والفن


لماذا اراك حزينا وانت بعز الصبا ياكلام (الأديب فوزي كريم)
من الاهمية بمكان ان نعرف ان مهمة الناقد ليس مدح النص او ذمه فقط كما المعهود قديما وقبل عقود مضت لكن مهمة اخرى تضاف الى ذلك هي استبطان وتحليل النص ومعرفة البناء وسبر اغوار خلقه ان صح التعبير واستخراج مواده الاولية التي صنع منها ولايمكن ــ حسب مااعتقد ــ الولوج الى أي نص من دون الدخول الى العنوان والوقوف عنده لأنه ـــ أي العنوان ــ يشكل عتبة النص بل البوابة التي من خلالها يمكن الدخول الى باحة النص والجلوس فيه نحن امام قصة فيها نوع من الغرابة او بمعنى ادق غير تقليدية كباقي القصص القصيرة وهي قصة (صاحب الاسمال)للقاص العراقي جوزيف حنا يشوع والمنشورة في الحوار المتمدن العدد 1967 بتاريخ(5 تموز2007) بالنسبة لعنوان القصة المذكور انفا فهو عنوان متلفع بدلالات وايحاءات عديدة منها واهمها ان صاحب الاسمال ظهر فقيرا باسماله وانتهى غنيا باسماله ايضا !! كما سياتي فهو عنوان موفق لهذه القصة واخال القاص قد اختار هذا العنوان للخروج من سجن التقليدية للعنوانات المنتشرة للقصص القصيرة اذا ماعلمنا ان العنوان للنص القصصي او الروائي يتم من خلال اليات ثلاث هي : 1 قد يكون العنوان مما يرد في النص من جملة او كلمة كما في هذه القصة 2 قد يكون العنوان مستوحى من مضمون النص 3 قد يكون العنوان لاعلاقة له بالنص بصورة ظاهرية او مضمونية وهو اصعب انواع العناوين . إن لكل نص سردي يقف على ثلاثة محاور : الأول : الشخصية ولقد تجلى في النص شخصيتان رئيسيتان محوريتان الاولى صاحب الاسمال الذي جاء (من عمق الصحراء) فهو اذن بدوي يتسم بالقسوة والخشونة في كل شيء وكذلك بالحيلة لما تتسم به بيئته من العمل الدؤوب للبقاء على قيد الحياة وصاحب الجنائن كما سأسميه وهو الحاكم الناعم الطيب الساذج الذي تنطلي عليه حيل ومكر صاحب الاسمال . من المتعارف عليه ان معظم القصص القصيرة تبدأ بجملة فعلية يصنعها فعل ماض او مضارع لما تتسم به الجملة الفعلية من تحريك وتدفق حركي للنص لكن الملاحظ في هذه القصة انها تبدا بجملة اسمية ( من عمق الصحراء) وللجملة الاسمية هذه فعلت فعلها في النص لأنها اتسمت بالثبات والاستقرار وعدم التغير سيما انها اعطت ايحائا خفيا بنهاية القصة واستقرار الحال على حال واحد مستقر النهاية كما يوحي قفل القصة او نهايتها كما سياتي لقد اعتمد كاتب النص على جدلية ثنائية بين شخصيتين متضادتين في كل شيء سيما اذا علمنا ان النص القصصي شهد ببراعة ظاهرة موت المؤلف وهو مصطلح نقدي يقصد به ان النص القصصي كتب بضمير الغائب ولذلك لاتجد في النص ضمير المتكلم او المخاطب وذلك بجعل النص او بطلي القصة يتحركون لوحدهم دون تدخل المؤلف او المنتج !!! اما في بقية معظم القصص القصيرة فنجد ان القاص من النوع العليم الذي يتكلم بضمير المتكلم او المخاطب ان القاص في صاحب الاسمال قد جعل الذوات حرة الحركة والذات بتعريفها النقدي هنا هي ايقونة لوجود كينونة مستقلة للشخص الذي كان أو يكون أو سيكون في النص لكنني لم المح ملامح شكلية واضحة للشخصيتين المحوريتين لاسيما الوجوه مثلا واغلب الظن كي لاتتحدد الصور والاقنعة وهذا يعطي ان هنالك متشابهات لهما في امكنة وازمنة اخرى فضلا عن تضادية جدلية بين صاحب الاسمال المحتال اللعوب الماكر الطموح الذي كسب ود صاحب الجنائن بالمرواغة والكذب وبين صاحب الجنائن الوديع الساذج الكريم أي ذات شريرة وذات خيرة وهنا تكمن الديلاكتيكية في الحياة
الثاني : الزمن ربما تكون الرواية والقصة القصيرة اكثر الاجناس الادبية مرتبطة بالزمن نظرا لأعتماد النص السردي عليه ويمكن ان نلاحظ الزمن في النص هنا من خلال الايقاع الرباعي لجملة ( ولم يمض شهر وبضعة أيام ) والتي تكررت بعينها اربع مرات وشكل الكلام بينها تحولات خطيرة في مسيرة القصة او حياة صاحب الاسمال والتي دفعت القصة والحدث الى النهاية بتوفيق جميل ورائع ناهيك عن ان القصة تنتهي بعبارة زمنية ( لم يسعف العم سام من تضرروا بسببه حتى اليوم ) وتدل هذه العبارة النهائية على استمرارية الضرر ودوامه لرشف جرعة ياس وحزن في نهاية القصة بهذه العبارة مشكلة بذلك صيغة او حدثا قد تم وانتهى ولن يتغير ابدا ولن نستطيع الفكاك منه والانفلات من بوتقته الضيقة المميتة !! ثالثا : المكان يكمن المكان في القصة ببيئتين متضادتين ايضا بكل شيء وهما ( الصحراء / الجنائن المعلقة ) فهما يندسان بنعومة واضحة من خلال الجمل فالمكان منشطر ايضا لقسمين كما الشخصيتين الذين انتجهما المكانان الا ان المكانين قد شهدا تبادلا واضحا من خلال تبادل ابناءهما واقصد صاحب الاسمال وصاحب الجنائن عندما تبادلا الامكنة تبدلت الامكنة بدورها !! وهذا مما يمكن ان اسميه الانزياحات .
الازاحات : النص مفعم بماهو اسطوري وميثولوجي وشخصيات من الذاكرة الطفولية وهي نتاجات معرفية اسهمت الذاكرة التسجيلية مع الذاكرة الانتقائية في انتقائها وتناولتها بصورة جيدة اذ ان عملية النقلة المفاجئة والمدهشة للنص من خلال عبارة ( ونجحت لعبة البلي شتيشن )جعل للنص مذاقا تكنولونصي ( المصطلح من اختراعي ) جعل القصة تثمربالدهشة المفرطة عند المتلقي عند هذا الانتقال المثمر ان هذا النوع من التثمير التقني والرمزي والرياضي والتاريخي والاسطوري المترابط بروعة متقنة وعجيبة جعل القصة لها مذاق خاص ربما من يقراها يجد فيها نوع من الهلوسة الصوفية المنتجة للوصول الى النرفانا ( التجلي او التنور) بغية الوصول الى بانوراما جميلة وفق القاص في نسجها وربطها ببعض بالرغم من تنافرها الموضوعي عند سلخها من القصة ولذلك شكلت بمجموعها شفرات مفتوحة السعة يشترك فيها الواقعي بالميثولوجي عن طريق ذاكرة مزدوجة بالوعي الكامل والمخيلة الواسعة والذان لهام علاقة بالوجودي والكوني القصة جاءت خالية من الحوارات بين أي من شخصياتها لكن القاص ركز على الافعال لهذه الشخصيات وماآلت اليه من جراء هذه الافعال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي