الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوليو

محمود الزهيري

2007 / 7 / 24
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


لقد مللنا من هذا الأمل المفقود , والحلم اليائس من رحيل مبارك الأب من علي كرسي الحكم في مصر, ذلك الكرسي الذي أصبح يئن من وطأة جلوس مبارك الأب عليه , بل والرعب الكامن في قلوب ونفوس المصريين من إتمام العملية التوريثية لهذا الكرسي لمبارك الإبن , إستمراراً لمسلسل تدهور المجتمع المصري , وضياع معالم الدولة المصرية في عملية إستئثارية للحكم والسلطة عبر مايزيد عن ربع قرن من الزمان حفلت مصر خلاله بقدر كبير من الهزائم والنكبات علي كافة الأصعدة دون أن يترك الفساد أو الطغيان موضع قدم إلا وكان له فيه مكان ظاهر وبارز يتحدي من خلاله كل أبناء الوطن الخارجين من إطار سلطة الحزب الحاكم المختزل للدولة المصرية في شخص فرد واحد فقط ألا وهو مبارك الأب !!
فكانت الدولة هي الحزب , والحزب هو الدولة , وسواء بدأت المعادلة بالحزب الحاكم أو بالدولة المصرية , فالنتيجة واحدة وهي إستمرار مبارك الأب في الحكم والسلطة مروراً علي أشلاء الدولة المصرية المنهارة حتي يتمكن مبارك الإبن من الجلوس مكان مبارك الأب علي ذلك الكرسي المُستَأثَََر من أسرة آل مبارك .
وكأن ثورة يوليو ما قامت لإلغاء النظام الملكي الذي يؤمن بتوارث الحكم والسلطة , والإنتهاء من نظام ملكي وراثي , والإنتقال بالدولة المصرية إلي نظام جمهوري وراثي , ومع ذلك , لن نتاول في ذكري الثورة إجراء المقارنة بين زعيم الثورة وبين من تولوا أمور الحكم في مصر من بعده , لأن المقارنة فيها قدر كبير من الظلم و الشعور باليأس من أمل التغيير , ولن نقول أن جمال عبد الناصر كان نبياً مرسلاً , أو رسولاً ملهماً , ولن نضعه كما فعل اتباعه في موضع صنم , ولن نتمحك في إرتداء قميصه , ولن نقول أن الخونة والعملاء هم أنفسهم أدعياء الناصرية , ولن نقول أن من خذل جمال عبد الناصر هم من ادعوا محبته , ولن نقول أن من تنكب عن نهج الثورة هم من يدعوا أنفسهم ابناء الثورة و ولن نقول أن الخونة والعملاء هم من الناصريين أنفسهم , ولن نزعم بأن منهم الغالبية قرناء للغباء , والجهل , وحب الذات , والإفتداء بالمصلحة , فغالبيتهم خانوا الثورة , ومعظمهم خذلوا الزعيم حياً وأذلوه ميتاً , فمنهم من غش , ومنهم من خان , ومنهم من غدر , ومنهم من راهن بمصلحة الوطن علي مصلحته الشخصية , ولكن من أجل ماذا ؟!!
من أجل العديد من المصالح والخيابات , من أجل المناصب والحوافز والبدلات , من أجل الظهور علي صفحات الجرائد والمجلات , بل من أجل شهوة الظهور في الفضائيات والدفع بالدولارات , ومن أجل تعيين أبناء خونة الثورة في الصحافة القومية أو في الفضائيات !!
كم عدد الأحزاب التي تدعي الإشتراكية , وتتمسح بالثورية , وتنادي باالعدالة الأجتماعية , وتتشدق بفرضية إعادة توزيع الثروة القومية ؟!!
وعن رؤساء الأحزاب الذين يدعون محبتهم لناصر الثورة , وناصر الوطنية , وناصر القضايا القومية , أين هم رؤساء تلك الأحزاب الكرتونية الورقية والتي أصبحت لاتضاهي عشش الفراخ بعد أنفلونزا الطيور ؟
أين هم من الوطن وقضايا الوطن ؟
أين فعالياتهم ودورهم السياسي والإجتماعي ؟
إنها الصراعات علي الكراسي الورقية , من أجل أن يقال أن رئيس الحزب أدلي بتصريح للفضائيات أو تلي بيان في مؤتمر , او سافر إلي دولة من الدول التي كانت تمول الأحزاب قديماً , أو تم تعيينه في مجلس الشعب أو مجلس الشوري !!
إنهم زعماء من أجل مصالحهم الشخصية ومن أجل أسرهم وأقاربهم والمحيطين بهم من قُرب فقط , إنها الخيانات المتعددة والمتتالية ضد الوطن ومصالح الوطن المسلوب إرادته بفعل الصمت من أجل التصالح مع المصلحة الشخصية , فهذه هي إرادة الفعل لديهم فقط !!
ماذا تبقي من يوليو وأنتم جالسون حالمون علي كراسيكم , متحالفين مع سلطة الفساد التي أسكنت معكم داخل مقار أحزابكم , العسس والمخبرين وعملاء الأمن ؟!!
هل تبقي من ثروة الوطن شئ ؟!!
معذرة لكم : فأنتم حينما تتحدثون عن الوطن , تتحدثون كإمرأة فاجأها دم الحيض دون إستعداد لذلك !!
أنت رئيس حزب , وهذا , وذاك !!
علي من أنتم رؤساء يا مجموعة خونة , ياعملاء بالصمت !!
ماشاهدنا منكم أحداً في تظاهرة , ولم نراه في حلف ضد شيطان السلطة , لقد تم بيع الوطن , وأنتم تحلمون بمبادئ الثورة , وأنتم تنتشون بحلو الجمل والمصطلحات , ومع ذلك لاتخجلون من أنفسكم , ولم تسألوا أنفسكم كم هي ثروتكم ؟ وماهي وظائف ورواتب أبنائكم وأقاربكم , وتتركون أبناء الشعب الفقراء كعمال التراحيل تنادون عليهم بلا أجر , وتريدون السخرة لهم , وتتقربون أنتم للسلطة , وتبقوا الأحرار بالذل لأرباب السلطة , أما الفقراء فيتصدوا للسلطة , وتكون مصائرهم الحبس والسجن والتعذيب والإعتقال , وتراهنون علي بقائكم في كراسيكم بقضايا المسلوبة حقوقهم من المرضي والفقراء !
فأنتم من يصدق فيكم قول الشاعر :
وأضاف قميءٌ عفنٌ كان يقوّق بين القوم

وكنت تفرِّغ شحنتنا الثورية !

يا ابن الشُحَن السلبية !

بطاريّة حِزبك فارغة ماذا أعمل ؟

والتفت الآخر لفتة من فاجأه الحيض وقال :

تفاهمت مع السلطة تشتمها وتورطنا

إربأ أن تسمع واتعذ الله !!

وأعتقد أن الخيانات جميعها لاتعرف الله , وتتخاصم مع الوطن !!
فسلام علي يوليو لمن أراد أن يقول سلام , واللعنة عليكم ياجبناء !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ارتباك في فرنسا مع انطلاق الجولة الثانية للانتخابات.. واليسا


.. شرطة نيويورك تقمع بالضرب متظاهرين داعمين لغزة




.. الشرطة الإسرائيلية تستخدم مضخات الماء لتفريق متظاهرين طالبوا


.. بريطانيا.. الحكومة الجديدة تعقد أول اجتماع لها عقب الانتصار




.. اللغة والشعرعند هايدجر - د. دعاء خليل علي.