الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب القسم لرئيس وعد بعد تسليم البلاد الا بعد الخراب

بافي رامان

2007 / 7 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ادى الرئيس بشار الاسد صباح يوم الثلاثاء 17/7/2007 ، القسم الدستوري لولاية كما سموها دستورية جديدة مدتها سبع سنوات ، في مستهل جلسة استثنائية دعا اليها محمود الابرش رئيس مجلس الشعب المعين من قبل الاجهزة الامنية ؟ و بعد دخوله الى قاعة مجلس الشعب و سمع الهتافات من المصفقيين و الانتهازيين الذين تم تعينهم قبل الانتخابات بمدة ، و كل الشعب السوري كانوا يعرفون اسم البرلمانيين لان الاجهزة الامنية تقوم بدراسة متانية و عميقة لاختيار اشخاص اكثر ولائا لعائلة الاسد و اكثر انتهازي و يعمل كل شي حسب ما يملي عليه المخابرات السورية ، و ان مجلس الشعب من اكبر مراكز الاتجار بالشعب السوري بشكل عام ، فقال الرئيس الاسد في بداية خطابه ، ان عهدي لكم ان ابقى و اظل عند خيار المواطنيين و الشعب ، (( و كأن الشعب لا يعلم اساليبهم القمعية و التسلطية )) و ان احمل المسؤولية الكبرى و ان أفي الشعب حبه و تأييده من اجل تحقيق تطلعاته . و ان أبادله بالارتقاء في تلك المكانة التي حملني انا و كانت مظاهر المحبة بمناسبة الاستفتاء التي تجلت في سورية ؟ و يمكن نسي او تناس انه لا يوجد مرشح اخر للرئاسة ؟ او ان الاجهزة الامنية هددوا كل شخص لا يحضر المسيرات و المظاهرات التي قامت بهذه المناسبة بالطرد و الفصل من العمل ؟ و من خلال خطابه استعرض منجزاته في الولاية الاولى ، ووعد انه سيعمل من اجل تطوير بعض القوانيين و الاصلاحات في عديد من المجالات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و القضائية ، و نوه الى العمل على (( اصدار قانون للاحزاب السياسية يعزز المشاركة السياسية و تشكيل مجلس الشورى بما يسهم في العملية الديمقراطية ، كما نعمل على اصدار قانون الادارة المحلية باتجاه اللامركزية لمشاركة المجتمع في اتخاذ القرار و يضمن فاعليتها . كما نعمل على ايجاد حل موضوعي لاحصاء 1962 – فيما يخص الاكراد – الذي حالت بعض الظروف دون اصداره ، و لكن يجب ان يكون حلا شاملا لهذا الموضوع ، و ان تكون اتفقنا انه القانون النهائي الوطني ، و اي محاولة بعده لآثارة الموضوع هي محاولة لهز الاستقرار الوطني . و لفت الى مقترح من وزارة الاعلام حول تعديل قانون الاعلام الحالي ، متابعا ، و لدينا شكاوي من الاعلاميين و غيرهم حول عدم رضاهم عن قانون الاعلام )) هذه بعض النقاط التي وردت في خطاب هذا الشبل من ذاك الاسد ؟
هل نستبشر خيرا نحن الشعب الكردي في سوريا عندما تكلم الرئيس عن وجود الاكراد في سوريا لاول مرة ؟ و لكن على ما يبدو ان السلطة الاستبدادية القمعية تعتبر فقط حل القضية الكردية في سوريا من خلال اعادة الجنسية الى المواطنيين الذين تم انتزاع الجنسية منهم عنوتا و تعسفا منذ اكثر من اربعة عقود ، على الرغم ان القانون الدولي و السوري يعطي الحق لكل شخص مقيم في سوريا اكثر من خمس سنوات حق الجنسية ؟ و ان الكلاب و الحيوانات في اوروبا لهم الهوية ؟ و لكن فان هذا النظام يستمر بذهنيتهم و عقليتهم القمعية و الاستبدادية التسلطية التي لا تعرف سوى لغة الامحاء و القتل و عدم الاعتراف بالآخر و حتى اقصاءه ، و ترى ان الشعب الكردي مجرد قطيع من الحيوانات المستوحشة و التي ينبغي القضاء عليها بعد ان يتم الاستفادة من ثرواتها و اراضيها و نفطها ، و حتى وصل الامر بدولة المخابرات و زبانيتهم التخلص من الشعوب المجاورة سواء كانت العراقية او اللبنانية او حتى الفلسطينية و التي اخذت من قضيتهم قميص عثمان للضغط على الشعب السوري بشكل عام و حركاتهم من ابسط الحقوق الانسانية ، لان في تخلص هذه الشعوب من العبودية و الديكتاتورية من خلال اشعاع نور الديمقراطية في هذه البلدان ستكون كارثية على النظام الاستبدادي . على الرغم ان تعداد الشعب الكردي في كردستان سوريا المحتل و المغتصب من قبل الحكام التي استولت على النظام في سوريا منذ اتفاقية سايكس – بيكو ، التي الحقت قسم من كردستان بالدولة السورية ، حوالي ثلاث ملايين نسمة حاليا ، اي انهم يشكلون تقريبا حوالي 17 0/0 من عدد سكان سوريا بشكل عام ( و لكن فان جميع الاحصائيات السكانية للشعب الكردي و حتى القوميات الاخرى و الاديان و المذاهب في دول الشرق الاوسط الاسلامية و العربية هي احصائيات تخمينية نظرا لعدم سماح الحكومات الديكتاتورية و العنصرية و الفاشية و الاستبدادية و الشمولية الدراسات )) ، و الاسم الرسمي و حسب دستور الانظمة الاستبدادية المتعاقبة على الحكم منذ الاستقلال و حتى الآن هو (( الجمهورية العربية السورية )) ، و ان اطلاق مثل هذه التسمية العنصرية على سوريا يراد منها الغاء الشعوب و القوميات الاخرى غير العربية المتعايشة في هذا البلد من كورد و ارمن و اشوريين و كلدانيين و الفينقيين و السريانيين ، و النظر الى هؤلاء من منطلق قومجي عنصري على اساس انهم جزء من القومية العربية ، على الرغم ان كل الدراسات التاريخية و من خلال آثار التاريخية تثبت ان سوريا لم تكن عربية و ان العرب الاصليين كانوا يعيشون في شبه الجزيرة العربية و امارة الحجاز و اليمن ، وان القومية العربية استفادت من الفتوحات الاسلامية ، وركبوا موجة الاسلام لتوسيع الامبراطورية العربية ، و هؤلاء استفادوا من ثقافة هؤلاء الشعوب من خلال توسيع فتوحات الاسلامية و يتناسى العروبيون و الشعوبيون ان الشعب الكردي و القوميات الاخرى مثل الاشوريين و السريانيين و الارمن الذين يعتنقون المسيحية تعيش على ارضها منذ بداية التاريخ الانساني و كل الدراسات التاريخية و الآثرية في جميع المناطق السورية تثبت ان هؤلاء الشعوب كانوا موجوديين على هذه الاراضي قبل مجيء الفتوحات الاسلامية ؟
و يمضي النظام الاستبدادي الحاكم قدما في استمكال وظيفة اسلافه القمعيين في رسم سياسة التمييز و العنصرية و ذلك بتهديد ما تبقى من اواصر و خيوط التي تربط مصائر العرب و الكرد و باقي مكونات الشعب السوري بعضها ببعض و جر البلاد و العباد الى دوامة الصراعات العنصرية و الطائفية و المذهبية و ذلك بعد التورط في الفتن الطائفية في الداخل و الجوار لاشغال المواطنيين في امور جانبية على حساب القضايا المصيرية من الديمقراطية و التغييرات الاصلاحية ؟ و ذلك عندما اصدرت توجيهات من القيادة القطرية لحزب البعث الى مديرية الزراعة و الاصلاح الزراعي باستثناف توزيع اراضي مزارع الدولة في ديريك (( المالكية المعربة )) على فلاحين عرب مستقدمين من الشدادة و بموجب ذلك صدر قرار الوزارة المذكورة رقم ( 1682 ) بتاريخ 3/2/2007 ، بهذا الخصوص و في 15/6/2007 ، ابرمت الوزارة عقودا مع 151 اسرة عربية من الشدادة لاستيطانها في قرى خراب رشك ، كري رش ، قديريك ، قزي رجب ، كركى ميرو التابعة لمنطقة ديريك ، كما تجري الاستعدادات لاستقدام ثمانمائة اسرة عربية اخرى الى منطقة سري كانية (( راس العين )) في المستقبل القريب . ففور استلاء حزب البعث بقيادة الجنرال حافظ الاسد على الحكم بدأ بالتصفيات في صفوف رفاقه البعثيين و حتى غير البعثيين الذين كانوا لهم دور في انجاح انقلابه الدموي على رقاب الشعب السوري من ناصريين ووحدويين و اشتراكيين ، و بعد ذلك بدأ هؤلاء الانقلابيين بالتصفيات لاسباب طائفية في صفوف سلطته القمعية ، فاستبعدت او صفيت العناصر غير العلوية او حتى فقط من الطائفة ، و من ثم حولوا سورية بكل ما فيها من بشر و خيرات و امكانيات و طاقات و افكار الى غابة مسجلة باسم حزب البعث العربي من خلال المادة الثامنة للدستور التي تنص على ان هذا الحزب قائد للدولة و المجتمع و من خلال الاحتكام الى قانون الطوارىء و الاحكام العرفية المعمولة بهما منذ اكثر من اربعين عاما . و لاسباب عنصرية و شوفينية و من خلال افكار محمد طلب هلال الفاشيستي لجوءوا الى سحب الجنسية السورية من المواطنيين الاكراد في محافظة الحسكة من خلال الاحصاء الاستثنائي و طبقوا قوانيين استثنائية جائرة بحق الشعب الكردي من الحزام العربي العنصري من خلال مصادرة اراضي الاكراد و توزيعها الى سكان العرب جلبوا من محافظتي حلب و الرقة و اسكانهم بشكل مستوطنات عربية في المناطق الكردية لتغيير ملامح الجيو سياسية لهذه المناطق و فصل كردستان سوريا عن كردستان تركيا على شريط الحدودي بعمق 10 كيلو متر . و ان يوم 24 حزيران ذكرى سيئة الصيت في تاريخ الشعب الكردي في سوريا بسبب تطبيق الحزام العربي ، و كانت علامة بارزة في تاريخ الظلم و الاستبداد و الاضطهاد الشوفيني العربي ضد الشعب الكردي . على الرغم انه منذ قيام الدولة السورية في القرن الماضي و من خلال اتفاقيات الدولية و ضم جزء من كردستان الى الاراضي السورية ، كان الشعب الكردي ضحية الايديولوجيات و السياسات العروبية الفاشية و العنصرية المتسلطة على رقاب الشعب السوري بشكل عام ، و التي توجت بالانقلاب العسكري الدموي المشؤوم الذي اوصل حزب البعث الى السلطة في العام 1963 ، فقد وجد هذا الحزب الدموي الانقلابي في الشعب السوري بشكل عام و الكردي بشكل خاص ضالته المنشودة لممارسة افكاره و طروحاته العنصرية على ارض الواقع عبر اضطهاد الشعب الكردي و انكار وجوه القومي و قمعه و نفي وجوده و تصور الشعب الكردي على اساس الطابور الخامس لقوى الاستعمار و الرجعية و الامبريالية ، و غير ذلك من اتهامات و ترهات يزين و يزخر بها القاموس البعثي ، و بذلك تم التعامل مع القضية الكردية العادلة وفق مقاربة امنية استخباراتية بحتة .و ان النظام السوري الاستبدادي يمارس الازدواجية في التعامل مع مواطنيها ، فهؤلاء الاستبدادييين يستنكرون ما يقوم به الاسرائيل من هدر لحقوق الشعب الفلسطيني و ينددون به كعمل غير انساني على الرغم اننا مع حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ، بينما الشعب الكردي في سورية الذي ينوف تعداد سكانه على ثلاث ملايين نسمة محرم من ابسط الحقوق القومية و الديمقراطية ، على الرغم ان هذا الشعب يناضل من اجل رفع الظلم القومي و الاضطهاد السياسي منذ اكثر من نصف القرن ، و من اجل الاعتراف الدستوري بوجوه القومي كثاني قومية في البلاد ، الا انه بالمقابل مارست و تمارس السلطات السورية سياسة عنصرية شوفينية منذ تشكيل الدولة السورية ، و لم تعر أية اهتمام لمطالب الشعب الكردي و لا الى اساليب نضاله الديمقراطي السلمي ، لا بل اشتد وتيرة تلك السياسة القائمة على نفي و انكار الوجود الكردي كشعب ، من قمع و ارهاب و ظلم و اضطهاد من قبل جميع الحكومات و السلطات المتعاقبة على سدت الحكم في البلاد . حيث تمثلت هذه السياسات الارهابية في تطبيق المشاريع العنصرية و الشوفينية اللانسانية من الاحصاء و الحزام ، ناهيك عن تنفيذ سياسة التعريب التي لم تتوقف يوما في عقول العنصريين و الشوفينيين حتى طال جميع نواحي الحياة في المجتمع الكردي من تغيير اسماء المدن و القرى و البلدات و المحلات من كردية الى عربية ، اضافة الى منع تسجيل الولادات الجديدة باسماء كردية الا بموافقة امنية استخباراتية ، و كذلك الحظر على اللغة و الثقافة الكرديين و ملاحقة النشطاء السياسيين و زجهم في غياهب السجون . و ان الحملة و الممارسات التعريبية الجديدة ايضا من قبل النظام الاستخباراتي السوري للمناطق الكردية ، تعتبر جزء من سياسة استخباراتية امنية منظمة ، تهدف لاثارة الضغائن و الاحقاد و العداوات بين الشعب الكردي و العربي ، من اجل تفتيت المجتمع السوري و تمزيقه ، بعد ان افلح هذا النظام الى حد ما ، في اتباع سياسة خارجية هدامة في كل من العراق و لبنان و فلسطين ، و الآن يتوجه نحو الداخل السوري بعد افرغ المجتمع السوري من كل القيم الاخلاقية و الثقافية ، و كل ذلك من اجل الحفاظ على الكرسي في قصر المهاجرين .
و كذلك من الاعمال الهدامة للمجتمع السوري التي قامت بها النظام الاستبدادي الاسدي ، قام بشن حملات العداء ضد التيارات الاسلامية من خلال حرب ابادة و اعدام عشرات الالاف من منتسبي و انصار و مؤيدي هذا التيار ، و سن قانون يحكم بالاعدام على كل منتسب الى جماعة الاخوان المسلمين حسب المادة 49 من الدستور . و تم اتباع سياسة الاستبداد و القمع و التعذيب بحق الاحرار و الوطنيين و الديمقراطيين و اصحاب الرأي ، و اغلب اصحاب الرأي معتقليين سياسيين في السجون و الزنزانات الاستخباراتية السورية . و بالمقابل حولوا سوريا الى مسرح للنظام الملالي في ايران من خلال ربط مصير سوريا بالاستراتيجية الفارسية – النووية – الايرانية في المنطقة ، و بذلك فان الايرانيين يصولون و يجولون حسب اهوائهم و مخططاتهم في المنطقة ، و يزرعون اسباب الفتنة الطائفية في البلد و يشترون ذمم الناس و خاصة الشباب من خلال استغلال اوضاعهم المعيشية الفقيرة نتيجة سياسات النظام القائم على السلب و النهب و الافقار المتعمد و بذلك تشييع المجتمع السوري من خلال الحسينيات و الحوزات العلمية ، فضلا عن تجنيس عشرات الآلاف من الايرانيين الفرس بالجنسية السورية في مسعى خطير الى تغيير التركيبة السكانية . و هذا ما اثبته الزيارة الثانية لاحمدي نجادي الى دمشق بعد خطاب القسم لرئيس الوريث و غير الشرعي بيومين ؟ و كانت هدف الزيارة اثبات ذلك الاستراتيجية في ظروف اقليمية و دولية بالغة الدقة و الاحساس و التعقيد و الفوضى ، و تناولت المحادثات الاوضاع في المنطقة و في المقدمة منها لبنان و فلسطين و ذلك من خلال اجتماع الارهابي نجادي مع كل من حسن نصرالله و خالد مشعل في دمشق ليثبت للعالم انه لا حل لاوضاع لبنان و فلسطين الا بموافقة النظام الملالي في ايران . و لاشك ان كلا الطرفين دمشق و طهران اعطيا الانطباع باهمية العلاقات الاستراتيجية بين النظامين و ليس البلدين ؟
ان النظام الاستبدادي المخابراتي السوري بدل اللجوء الى ايجاد سبل لحل مشاكله العديدة على الصعيد الداخلي من الفساد و الرشاوي و النهب و السلب و القمع و الظلم و الاضطهاد و زج اصحاب الرأي في غياهب السجون و الزنزانات من العرب و الكرد و باقي القوميات الاخرى ، قال الرئيس من خلال خطاب القسم ان اي طلب لهؤلاء الاحرار انما لزعزعة الوضع في سوريا ؟ و كأن اي مس بالسلطة و المطالبة بالديمقراطية انما هي انهاء البلاد ، لان الوطن و الوطنية في مفهومهم هي الحفاظ على هذه السلطة ؟ و بدل انقاذ عنقه من مقصلة (( المحكمة الدولية )) من خلال تقوية جبهته الداخلية من خلال فتح حوارات جدية و بناءة بين السلطة و ممثلي الشعب الحقيقيين من اجل اجراء التغييرات و الاصلاحات نحو الديمقراطية الحقيقية و الاعتراف بحق الاخريين في هذا الوطن و الاعتراف بحق الشعب الكردي كثاني قومية في البلاد و يعيش على ارضه التاريخية و الاقرار بحقه في تقرير مصيره من خلال دستور جديد يصاغ من قبل ممثلي الشعب الحقيقيين من خلال اجراء انتخابات حرة و نزيهة ، و ليس من قبل المصفقيين و الانتهازيين و الهياكل داخل ما يسمى بالمجلس الشعب ؟ و كل ذلك من اجل مواجهة التحديات الخارجية و تطوير المجتمع السوري نحو الديمقراطية و العيش الحر للمواطنيين و كذلك لتضميد الجراح الناجمة عن الحوادث التي حصلت في الثمانيات من القرن الماضي و كذلك الجراح التي نجمت عن الانتفاضة الكردية في عام 2004 ، و لكن بدل ذلك يزيد هذا النظام من قبضته الحديدية على رقاب الشعوب السورية من الفساد و الرشاوي و اطلاق ايدي المخابرات في طمس الصوت الحر ، و اعتقال واختطاف كل شخص لا يروق لهذا النظام ، و هذا واضح من خلال كلمات بشار الاسد عندما قال ان القضية الكردية هي مجرد اعادة الجنسية لبعض المواطنيين الذين انتزع منهم ظلما و تعسفا ، و بعد ذلك اي مطالبة للشعب الكردي بحقهم في العيش الحر و حقهم في حقوقهم القومية و الديمقراطية انما لزعزعة الوضع الامني في البلاد ، و كأن مشكلة الاكراد في سوريا فقط في اعادة الجنسية ؟ و بذلك اعطى اجهزته الاستخباراتية الضوء الاخضر من خلال وزارة الزراعة و الاصلاح الزراعي لتنفيذ المرحلة الجديدة من تطبيق (( الحزام العربي )) و ذلك من خلال انشاء مستوطنات عربية جديدة تضاف الى المستوطنات القديمة التي تفوق تعدادها اكثر من 40 مستوطنة في المناطق الكردية لعزل الكرد السوريين عن باقي اجزاء كردستان الشمالية و الشرقية ، على الرغم ان اصحاب المنطقة الحقيقين من الكرد يعانون من الفقر و الجوع و الحرمان و عدم التوظيف من القدم و لا يقل معاناتهم عن باقي الشعب السوري ، و لكن بعد الانتفاضة الكردية حرموا شباب و بنات الكرد من جميع الحقوق في التوظيف في وظائف الدولة بشكل متعمد عقوبة على مطالبتهم برفع الظلم عنهم ؟ على الرغم ان المناطق الكردية من اغنى مناطق السورية بالثروات البترولية و الزراعية و الحيوانية و حتى الثروات التاريخية و الطاقة البشرية .
ان الايحاءات الايجابية التي اطلقها ما عرف بخطاب القسم للرئيس الوريث و غير الشرعي و من ثم تحسس السوريين هوامش لحرية التعبير و الرأي الآخر (( التي افتقدها الشعب بشكل تام لعقود طويلة )) لم تكن و لن تكون الا توظيفا واعيا و مقصودا لشرعية الوعود ، و هو قال بنفس : ان الشعب يقول اني اوعد و لكن لا انفذ ؟ و كذلك وعد في ولايته الاولى بذلك و لكن مصير ربيع دمشق مازال الملاحقات الامنية و الاستمرار في اعتقال الاخريين في زنزانات استخباراته و خير دليل على ذلك وجود العالم و الدكتور الاقتصادي عارف دليلة في غياب السجون مجرد انهم طالبوا بحرية الرأي ، و كذلك في هذه الاونة فان سوريا تشهد تراجعا واضحا في حرية التعبير و في حرية استخدام الانترنيت على الرغم ان الرئيس الحالي بشار الاسد كان رئيس هيئة المعلوماتية في سوريا قبل استلائه على السلطة بطرق غير شرعية و بقي متمسكا بهذا الزمام ، و لكن فان هذا النظام راى في الانترنيت منبر حر لكشف ممارساته القمعية و العنصرية و الفاشية و الشوفينية لاصحاب الرأي . فقد استمر في حجب المواقع و التضيق على المستخدمين فقد تم حجب العديد من المواقع القديمة و الجديدة من صحف و مواقع اخبارية و ثقافية و دينية (( اسلامية )) . كل ذلك من اجل استغلال هذه الوعود لترسيخ وجود السلطة الجديدة العائلية و على قاعدتها القديمة من الفساد و السلب و النهب و الظلم و الاضطهاد و القمع و الترهيب و الترغيب .
يقف المرء محتارا و مذهلا امام المشهد السوري المتمثل بالطريق الذي اختاره النظام الحاكم لنفسه بتوجيه دفة السفينة و البلاد التي تحمل على متنها كل مقدرات الشعب السوري ووطنه المهدد بالانفجار بأية لحظة بسبب الالغام الخطيرة التي تسير عليها هذه السفينة التي يقودها ربان متهور ؟ في السابق و خلال المرحلة السابقة فان النظام السوري كان يمتلك العديد من الاوراق مكنته من فرض نفسه و ان يكون لاعبا اقليميا و دوليا مهما يحسب له الحساب ، فلقد استطاع الرئيس حافظ الاسد عبر سنوات حكمه الثلاثين الفائته توظيف و استثمار هذه الاوراق جيدا و بمهارة فائقة ، ساعده في ذلك ظروف اقليمية و دولية مواتية من خلال التوازنات الدولية و ظروف الحرب الباردة و التحالف الاستراتيجي مع الاتحاد السوفيتي ، و لكن ورث الاسد الابن تلك الاوراق في ظل ظروف و مناخ دولي مختلف و متغير عما ساد فترة الاسد الاب ، فهل استطاع بشار الاسد اللعب على تلك الاوراق ام لعبت به ؟ هل استطاع استثمارها بنفس مهارة ابيه في ظل التغيرات الداخلية و الاقليمية و الدولية المليئة بالالغام و المتفجرات ؟ و لكن يبدو ان هدف النظام السوري في سوريا و المنطقة و العالم هو الحفاظ على طاقمه الديكتاتوري الاستبدادي و يمكن ان يعمل اي شيء او يتنازل ان اي قيم اخلاقية و قد يتنازل عن هضبة الجولان لاسرائيل كما تنازل عن لواء اسكندرون لتركيا مجرد يخدم مصلحته القمعية و يحافظ على مكاسبه التسلطية من النهب و السلب و امتلاك البلد باهله . و اعتبار سوريا مجرد مملكة لهم و لزمرتهم القمعية و كل من يبدي الرأي او يطالب بحقه في الحياة و العيش فهو عدوهم الاول و التهمة جاهزة (( خطر على امن الدولة )) لان الدولة في مفهومهم هي السلطو القمعية و الوطن هو الحفاظ على اجهزتهم الامنية ، لان ثقافة الاسد الارهابي تكمن من خلال السلطة الاستبدادية و هو رب الاعلى و قائد للدولة و المجتمع الى الابد ؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عراك داخل قاعة البرلمان الإيطالي


.. تصاعد حاد للقصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل




.. المستشفى العائم الإماراتي في العريش يستقبل مزيدا من الجرحى م


.. بعد رد حماس.. ما مصير الصفقة المقترحة لوقف الحرب على غزة؟




.. -عمرها 130 عامًا-.. احتفاء بمعمرة جزائرية كأكبر الحجاج سنا ف