الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوالف لها طعم الحنظل

خليل الجنابي

2007 / 7 / 26
كتابات ساخرة



لجدتي رحمها الله إعتقادها اليقين بأن ( الصدك ) طعمه حلو , و ( الجذب ) طعمه حنظل !! وهي على هذا الأساس كانت تتذوق الكلمات وتلوكها مرات قبل أن تنطقها , وعندما تبتسم نعرف أن الأمر سليم , وحين تُعبس نعرف أن مرارة الكلام قد خنقتها . والآن كم من كلام معسول يُقال ,وكم من كلام منمق تنطق به الألسن يُباع ويُشترى بُغية تصديقه , ناهيكم عن الآمال الكبار التي تُبنى على هذه القواعد الرملية . فحين دخول القوات الأجنبية الى العراق عام 2003 , دخلت تحت شعار ( محررين لا فاتحين ) , فصدَّق من صدّق , وكذّب من كذّب , وراح يُراهن البعض على أن العراق سيسترد عافيته من الحكم الدكتاتوري البغيض الذي كان جاثماً على صدور العراقيين أربعة عقود عجاف بلياليها السوداء الكالحة , وراهنوا على أنه سيكون بمصاف الدول التي تنعم بألرخاء , وذلك لما يملكه من ثروات نفطيه ومخزون إحتياطي هائل يعادل مخزون ثاني أكبردولة نفطية في العالم , الى جانب أنه سيتنفس الصعداء , وسينعم بألهدوء والسكينة والسلام , وأن تكون الديمقراطية وحقوق الإنسان من الأهداف السامية التي سيحملها الإحتلال على دباباته وعرباته المجنزرة , وطائراته التي توجه نيرانها عن بُعد الى الأهداف المدنية , هذه الديمقراطية التي حُرمنا منها سنوات طوال راهن عليها من أصابه قُصر النظر , واليوم بعد أن إتضح كل شيء اُصيب الكثير منهم بألأحباط وبخيبة الأمل , فكل الوعود ذهبت أدراج الرياح , والشعارات الزائفة عن التحرير والديمقراطية والرخاء إنكشفت أهدافها المستورة , وبانت نواياها , وأصبح طعم التحرير كأنه العلقم لا يستطيع الإنسان أن يتجرعه , كأنه السُم الزعاف .
واليوم بعد أن كثر الجدل حول قانون ( النفط والغاز ) ولهاث الحكومة التي جاءت بألمحاصصة الطائفية تسعى بكل ما لها من نفوذ , لإن تمرر القانون في مجلس النواب , وذلك بعد أن ضغطت الحكومة الأمريكية وتدخل الرئيس ( بوش ) شخصياً من أجل تشريع هذا القانون الذي يعطي للشركات الأمريكية الحق في التصرف به لسنوات طويله تربو على 30 عاماً . وهنا نأتي الى ( زُبدة ) الحرب التي شُنت على العراق , فهي إذن ليست من أجل ( التحرير ) , وإنقاذ البلاد من الدكتاتورية , بل كانت من اجل ( النفط ) لاغير
إن ميزان القوى الذي كان في السابق , أيام وجود الإتحاد السوفيتي والمعسكر الإشتراكي , كانت الشعوب وقتها لها ( الظهير ) القوي الذي يصد عنها أطماع المستعمرين , فبعد قيام ثورة 14 تموز عام 1958 , وإسترجاع العراق 95% من أراضيه من هيمنة الشركات الأجنبية , وقف الإتحاد السوفيتي بكل ثقله من أجل حماية الثورة ومنجزاتها , ولكننا في المنطقة العربية كنا غير أوفياء لهذا الدعم وهذه المساندة , وأخذنا ننهش مع المستعمرين بهذا الصرح العظيم , ووضعناه بميزان واحد مع قِوى التسلط والنهب , حين هتفنا ( لا شرقية ولا غربية ) , وهي مرارة اُخرى ليست في الفم وحده , بل في البلعوم والأحشاء . فالإنتكاسة التي حلّت بقوى الخير كان أثرها بالغاً على الشعوب , فلا حقوق مهضومة تسترجع , ولا أراضي سليبة تُحرر , ولا أحد يقف مع تطلعات الشعوب التواقة للحرية والإنعتاق , وبناء دولها المستقلة , والحفاظ على ثرواتها الوطنية .
هكذا أصبح الأمر , سطوة وجبروت القطب الواحد وهيمنته على مصائر الشعوب مطبقين بذلك ما تمليه عليهم مصالحهم الأنانية الجشعة طبقاً للقول , تريد أرنب خُذ أرنب , تريد غزال خُذ أرنب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف