الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اول فرحة منذ سقوط الصنم

عزيز الدفاعي

2007 / 7 / 26
عالم الرياضة


نقبلكم... يا أسود الرافدين ..الف الف مرة
لا بل نقبل تراب الارض تحت اقدامكم في ذلك المضمار البعيد عنا الاف الاميال بقدر زخات المطر الذي هطل عليكم ..,وامسح دموع الفرح الغامر بردائكم الابيض يامن انتزعتم زغروده عرس المظلومين من قلوب صدئت من احزانها وجراحها واوجاعها واشعلتم النار في مواقدها التي انطفأت منذ اربع ونيف عجاف, واهديتم نصركم لشعبكم الذي اعتاد على آن يسرق المتجبرون والطغاة حتى نصره الرياضي الذي صنعه بكفاحه على مدى عقود خلت .

نقبلكم... يا أسود الرافدين يا من كنتم لنا قلبا تصارعت نبضاته حتى كاد آن يقفز من بين اضلعنا او يتوقف نبضه مع ركلات الجزاء المصيرية ونحن نهتف لكم في ارجاء الارض الاربعة متناسين سنوات عمرنا وشيخوختنا فقفزنا مع صغارنا وصفقنا معهم وزغردنا مع نسائنا حين انتزعتم هذا النصر فخرجنا نرش شوارع الغربة بحلوى الفرح العراقي الذي كدنا آن ننساه متناسيين جلباب السواد الذي التصق باجسادنا حزنا على من سقطوا غدرا وظلما وغيلة ولم يشهدوا مثل هذا النصر الرياضي الاسطوري الذي عبرتم به بوابات التحدي السبعة وفككتم طلاسمها بعد ثلاثة عقود من الاحباط.. ولكن هل يتراجع ورثة كلكامش وحملة الاساطير واول ابجدية للطين ؟

نقبلكم... يا اسود الرافدين الف الف مرة يا من اختزلتم العالم والاحلام والهموم هذا اليوم في مجرد ملعب رياضي وكان هلال سمائه كرة معلقة بين الارض والسماء واعصابنا المنهكة .
نقبلكم ...جميعا يا من لعبتم بقلب وارادة وضمير واحد كم تمنيناه لنخبنا السياسية وكان الوطن من خلفكم من زاخو حتى ام قصر مثلما كان العراق امام اعينكم فمنحكم نخله وترابه ومساجده وحسينياته وكنائسه ومتاحفه واسفلته ومسلاته دعائه ونخوته ودموعه وشهقته .

نقبلكم... ونقبل تراب الارض الموحلة تحت اقدامكم وكل حبة مطر سقطت على اجسادكم وانتم تعدون كفيلق من الفرسان صوب نصر وطن باكمله ما اعتاد الا على الاوجاع والنكسات وانهار الدماء والمؤامرات ونعيق الغربان الطائفية ....فتحية لنصر صنعتموه وعمدتموه بحبكم لهذا الشعب الذي راهنوا على ذبحه وتمزيق خارطته وراهنا على آن ارادته ومجرد نصر في ملعب رياضي دولي قادر على آن ينفض كل ركام المتفجرات وازاحة كل الاحقاد والضغائن ويغسلها دفعة واحدة كأن شيء لم يكن ,يا من منحتم الذين اصروا على حب الحياة بصدق وعفوية فرصة لاثبات قناعاتهم فشل فيها كل سماسرة السياسة والشعارات وأعدتم لنا فرحة افتقدناها منذ ظهيرة سقوط الصنم في ساحة الفردوس اعادت الى ام الاحزان والصابرين بغداد الحزينة ابتسامتها الجميلة المحببة الى قلوبنا جميعا .

نقبلكم... لان ماصنعتموه في هذه البطولة كان اشبه بالمعجزة وكنتم المنتخب الوحيد الذي لم تنثر عليه ملايين الدولارات مثل باقي المنتخبات فلم تنتظروا عطاء من احد بل لعبتم املا بالفوز باكبر رصيد في هذه الدنيا الا وهو حب 27 مليون عراقي تناسوا كل اوهام المحاصصة وقيح الطائفية واحتضنوا بعضهم بعضا بصدق وابتهلوا الى الله لكي ينتصر ابنائهم فاستعادت كل المراقد المدمرة من سامراء الى باب الشيخ منائرها وقبابها وكان الجميع معكم بدعاء واحد ولغة واحدة وهتاف واحد سمعته الدنيا كلها دون آن يدرك الكثيرين حقيقة مايجري على مسرح السياسة العراقية ولماذا يختلف تماما عما يحدث في الملاعب الرياضية في الغربة .وكيف يمكن آن نحقق نصرا كبيرا يجمع عليه كل العراقيين دون رصاص او سيارات مفخخة او احزمة ناسفة وبدون انسحاب من الحكومة والبرلمان او تعليق العضوية فيهما !!!!

نقبلكم...الف الف مرة يا من رفعتم راية المظلومين والمغيبين والمهجرين الذين نسوا احزانهم وخرجوا يهتفون للوطن ولكم كأنهم عادوا الى مدنهم ومنازلهم وذويهم وأسترجعوا من رحلوا او غيبوا تحت الارض او تباعدوا عن احبائهم وذويهم يا من اخرجتم الوطن كله من حداده وسرادق احزانه وقهوته المرة فاعدتم الضوء المقطوع الى كل اسلاك الكهرباء الوطنية وامطرتم السماء بردا ورفعتم منسوب المياه في دجلة والفرات في موسم الصيهود وازلتم كل الحواجز الكونكريتية واسكتم البنادق وأعدتم لحمة الجسور بين الكرخ والرصافة وجعلتم كهرمانه ترقص فوق جرارها التي طفحت بالماء العذب والعسل وكان الوطن كله (منطقة خضراء)تنعم بالبرد والسلام بفضل النصر الذي انتزعتموه من اشداق منافسيكم الشرسين .

فسلام عليكم يا اسود الرافدين ولكل من شاركنا لهفتنا وقلقنا واحتراقنا من اصدقائنا واحبائنا الذين كانوا بقلوبهم وضمائرهم معنا دوما طوال تلك المبارات واحتضنونا وجعا وفرحا ومخاضا صعبا وولادة تعسرت وفرحوا وهزجوا معنا للعراق المظلوم يقف كل الشرفاء والاحرار مع شعبه الجريح والشامخ كالطود القادر على صناعة النصر رغم نزيفه .

نقبلكم...يا ابناء العراقيات اللواتي يلدن الابطال من اصلاب الرجال في كل الميادين, يا من اصبحتم شمعة في عرس عراقي سيستمر حتى مطلع الفجر وسيبقى في ذاكرتنا ما حيينا ...فسلاما على العراق الذي يحق له هذا اليوم آن يذوق طعم الفرح بفضل اسود الرافدين وبأنتظار النصر الكبير في بطولة اسيا بأذن الله والعودة بكأسها الذهبي لتكون بداية لفرح عراقي غامر لازلنا نحلم به منذ ولادتنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفصل الدراسي الأول يستمر 14 أسبوع.. وانطلاق ماراثون طلاب ال


.. أماكن للمراهنات على الكلاب?? حاجات عرفناها لأول مرة من أبطال




.. لماذا عوقب فريق برشلونة بالحرمان من جماهيره في أول مباراة خا


.. الزمالك يهزم الأهلي بضربات الترجيح ويتوج ببطولة السوبر الأفر




.. السجن والمنع من دخول الملاعب لمشجع وجه إهانات عنصرية للاعب ر