الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا المنتخب الوطني الرمز ...

علاء الزيدي

2007 / 7 / 27
عالم الرياضة


النفس البشرية مجبولة على البحث عن رمز للتوحـُّد والتمحور حوله ، بخاصةٍ في أوقات التشتت وعهود التمزق . ربما امتددت بهذا التوصيف حتى إلى " الأمم " الأخرى من المخلوقات وماجرؤ أحد على لومي . ألا أرى – مثلاً – الطيور الطايرة ليلا ً ونهارا ً ، أسرابا ً أسرابا ً ، وراء " رمز " ، لايعدو أن يكون في أحيان كثيرة طيرا ً هرما ً خائر القوى يكاد يهوي إلى الأرض في أية لحظة من فرط شيخوخته ، لكنه ... حكيم ، يعرف مسارات الفضاء ومسالك الهواء ومكامن الأعداء وفخاخ الغرماء ؟ لعل ّ " رمز " تلك الطيور الطايرة ليس أفضلها فعلا ً وقوة ، وأجملها شكلا ً وصورة ، لكنه أفضل " من " نجح في إقناعها بأن تتحلـّق حوله وتحلـّق وراءه و" تقتفي " خطاه ، من خلال استبطانه لعوامل الرمزية كلـّها أو ، في الأقل ، جلـّها .
حاولوا ، في العهود الغابرة ، أن يخلقوا للعراق رموزا ً ، تهاوى كبيرها إثر أول ضربة معول . قد تكون تلك الرموز ، وخصوصا ً ربـّها الأعلى ، أفلحت في " صهر " العراق والعراقيين وحوّلتهم جميعا ً إلى كل ٍّ موحـّد متكوّر وقابع في جوف بوتقة كبيرة من الخوف والجوع ونقص في الأموال والثمرات ، أمدا ً بعيدا ً وطويلا ً في حساب الزمن ، لكن تلك الرمزية الزائفة تلاشت وتبخـّرت أو بالأخرى تسللت إلى جحر جرذ قميء ، عند أول اختبار جاد . حاولوا ، قبل ذلك أيضا ً ، أن يصنعوا لنا رموزا ً متنوعة ، لكي نجتمع فيها وتجتمع فينا . فيوما ً يلبسوننا " سدارة " المرحوم توّا ً الملك الأفغاني السابق ظاهر شاه ، وآخر يطلقون فوق رؤوسنا صقر بني أيوب ، نجثو أمامه ونركع ونسجد أحيانا ً هاتفين لمجد وسؤدد لم يكونا من حصتنا ولم يـُسجـَّلا لحسابنا يوماً . ... وآخر ...
في عهد التشرذم الراهن تطيّـفت الرموز وتأقلمت ، ولم يعد ممكنا ً الاجتماع على شيء . من هذه النقطة بالتحديد بدأت الرمزية الطبيعية بالتشكـُّل المحمود . فقد سئمنا الدموع والتقتيل ورصاص الموت وكلمات الحقّ تعالى حين يـُراد ُ بها باطل ( كأن يرشق غربان الموت القادمون من وراء الحدود جثامين مغدورينا في أحد الأفلام التي يضعونها على موقع لهم وهم يهلـّلون ويكبـّرون ويغنـّون حامدين الله على ماأولاهم من الذ ِّبح العظيم عوضا ً عن بهيمة الأنعام ) ... إي والله ... مللنا كلمات الحق ّ تعالى وهي يـُعبـَث بها وحقّ علينا جميعا ً أن ننادي بفصل شامل للسياسة عن الدين تعيد لهذا الأخير روحانيته وبهاءه وألقه ورونقه وصفاءه . قلت : بدأت الرمزية التلقائية ، وهذا أوانها .
هذا أوان المنتخب الوطني العراقي الرمز ، جامع العراقيين على المحبة والمودّة بعد قطيعة اصطنعها الغرباء ، ومستدرِّ دموع الفرح من عيوننا التي كاد الحزن العميق والطويل على قوافل ضحايانا أن يجفـّف ماءها ، ومعيد البسمة إلى وجوه أطفالنا وشبـّاننا وكهولنا وشيوخنا بعد طول غياب وشحوب .
هذا أوان الفريق العراقي الرمز ؛ نغمره بالورد والودّ فاز أو لم يفز ، وقد فاز بالفعل في " مباراة " الصبر والتصميم والإرادة والتوحيد التي تتضاءل أمامها أية مباراة ولعبة مهما كانت تفاصيلها ، رغم كل ّ آلامه وجراحه وغربته .
هذا أوانك أيها العزيز ، فقدنا إلى المزيد من لملمة الشتات ...













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر ترفض التنسيق مع إسرائيل بشأن معبر رفح| #الظهيرة


.. وزارة الرياضة تفتح تحقيقا في حادثة حجب العلم التونسي في دورة




.. القاهرة ترفض التنسيق مع إسرائيل بشأن إدخال المساعدات بسبب ال


.. الا?مم المتحدة: نتعهد بالتنسيق مع جميع الا?طراف لا?يجاد حل س




.. مصر ترفض التنسيق مع إسرائيل بشأن المساعدات لغزة