الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمير والحلم

عبد المنعم عبد العظيم

2007 / 7 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


كانت رحلة صيد مضنية فى وادى الغزلان أرهقت الأمير الشاب وعندما توسطت الشمس كبد السماء ولفح وهجها وجهه سارع الأمير بحصانه الأسود الى تلك الصخرة التى تبدو كراس تمثال ضخم يستظل تحتها من لفحة الهجير وهناك أخذته سنة من النوم ومابين اليقظة والنوم سمع اله الشمس يناديه :
" أنا والدك حور ام أخت ان الرمال تكاد تخنقنى ولا استطيع التنفس و فاذا أزلت هذه الرمال التى تكتم انفاسى فستصبح ملكا على مصر العليا والسفلى وتلبس تاج الوجهين "
أفاق الأمير والحلم مازال يسيطر على مشاعره فتوجه من فوره الى منف وقابل الكاهن الأكبر لمعبد الشمس وحكى له حكاية الحلم فقال له الكاهن إن "حور ام أخت " العظيم اختارك لتكون ملكا على مصر وهذه رغبته وأمنيته ولابد أن تنفذ مشيئته وسوف تذهب وتجلس على عرش البلاد فى طيبة وأضاف الكاهن الأكبر لابد أن تنفذ ما قاله لك الإله اجمع رجالك وجنودك واذهب الى ردستاو " منطقة الأهرامات" وارفع الرمال من فوق عنق الإله وأحفظ التمثال واكتب لوحة من الجرانيت تحكى هذه القصة للاجيال القادمة 0
وازال الأمير الرمال التى غطت وجه اله وتمثاله العظيم وأقام حوله سورا يحميه من الرمال والرياح ليظل شاهدا يتحدى الزمن
انه تمثال ابو الهول العظيم كما سماه العرب أو بوحول كما سماه مصممه مهندس الملك خفرع الذى حول صخرة ضخمة أمام هرم مليكه الهرم الثانى من أهرامات الجيزة الى هذا الأثر الرائع الخالد العظيم المتفرد بكل المقاييس يحمل وجهه صورة الملك خفرع ويبلغ طوله سبعة وخمسون مترا وارتفاعه عن الأرض عشرون مترا
انه حور ام أخت كما سماه ملوك الفراعنة وتعنى حورس فى الأفق
أو سفنكس كما سماه اليونانيون نسبة الى الحيوان الذى قابل اوديب صاحب العقدة المشهورة فى الأسطورة 0
أو حورون كما اسماه الكنعانيون رمز القوة والخلود الأمين على أسوار وأسرار مصر الخالدة 0
وتحققت النبوءة ويصبح الأمير ملكا على مصر ويعتلى عرش طيبة باسم تحتمس الرابع واشتهر فى التاريخ انه أول من دون المعاهدات الدبلوماسية مع الدول المجاورة 0
وكان التنبؤ عن طريق الأحلام شائعا فى مصر القديمة وكان المصريون القدماء يترددون على المعابد طلبا للاستشارة والتنبؤ عن طريق الأحلام فيما يخص حياتهم النفسية وأمالهم المستقبلية ومشاكلهم العاطفية والأسرية ومتاعبهم الصحية وكانت وسيلتهم النوم فى المعبد بغية الحلم وكان بكل معبد عدد من الكهنة المرتلين مهمتهم تفسير أحلام الحالمين ووصف الدواء للمرضى منهم وتخصص هؤلاء أيضا فى العلاج العضوى وامتازوا فى علاج الحالات النفسية 0
وانتقل التنبؤ عن طريق الأحلام من مصر الى اليونان ثم انتقل الى المعابد اليهودية ثم الأديرة والكنائس المسيحية وظلت الفكرة فى وجدان الشعب المصرى الذى ظل يتلمس العلاج عن طريق الأحلام بالتردد على الأضرحة والأديرة والكنائس ولدى مشايخ الطرق الصوفية ويعولون كثيرا على القوى الروحية المعجزة حتى صارت هذه المزارات أشهر وأكثر رواجا من أشهر الأطباء والمستشفيات وظهرت علوم حديثة تهتم بالأحلام وتفسيرها أشهرها نظريات فرويد فى تفسير الأحلام وتفسير الأحلام لابن سيرين
ولم يكن حلم تحتمس الرابع أشهر الأحلام فى تاريخ البشرية فقد سبقه حلم سيدنا إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه إسماعيل ا1ذى فداه سبحانه يكبش ظل ذبحه أهم مراسم العبادة فى عيد الأضحى المبارك وكذلك حلم فرعون بالبقرات السبع السمان اللائى يأكلن سبع بقرات عجاف الذى فسره يوسف الصديق عليه السلام من سجنه فأصبح بفضله أمينا على خزائن الأرض 0










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج