الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شجون عابرة

ناظم الديراوي
(Nazim Al-Deirawy)

2007 / 7 / 29
الادب والفن



ترى ما الذي أقوله وأنا المتيم بديوان العرب،بعدما تغاضيت عن جهل الأغرار،وبعدما لم يَعُد في القوس مَنزع،وبعد أن غمرت الجمع بالصبر اللامُنتهي والعزم اللامنقطع في مزج الثلج بالنار دون الزمهرير والقار،سوى إعادة تسجيل قول الشاعر العباس بن الأحنف؛شاكياً بلوعة المُحبِّ قعود وتقاعس من جلسوا على الجرف(يراقبون)عبث الأمواج في صواري الربّان الشهم:
أشكو الذين أذاقوني مودتهم حتى إذا أيقظوني بالهوى رَقدوا
واستنهضوني فلما قمتُ منتصبا بثقل ما حمَّلوني منهم قعدوا
لا أروم هجاء بني جلدتي،كهجاء الأخطلِ لقوم جرير بلغة الحُطيئة ما ألحنَ فيها ولا أخطلَ،وحسبي مُرددها؛بعدما جللَّ المطرُ أعواد الخزامى؛
قومٌ إذا إستنبحَ الأضيافُ كلبهم قالوا لامهم بولي على النار
ولا أنا بزافر هموم الحَمداني،بعد أن نُفرت-في فودي غربانها ببزاتها-ولا(مثقل رضوى في بعض ما أنا حاملُ)ولا أحسب،يا أبن قومي،أن أجني من الشوك العنبَ،رغم تحول من ادعى(في العلم معرفة)من ناقد حاقد إلى باحث فاقد!فبات فظاً غليظ القلب مُغبراً كدراً..
لا ريبَ في أن روح العَربِ ذاتُ عزة ومنعة،كيف لا وقد التقطنا-من أجل الأغيار الكستناء من النار!لا أنوي الإفراط في الوصف ولا التفريط بِكَ،لأن ادعاء(السوقة)في الوقوف بوجه(...)كجدارة البرغوث في الوقوف ضِدَّ الفيل.لأنهم-وما أرذلهم-عند الجَدِ يمسون أذلاء صاغرين تغمرهم الشهوات وتأسرهم كؤوس الشراب.!أَ تُرى تناسوا أن(الإنسانَ عَبدُ الإحسانِ)أم تريدهم-يا ابن الأولين-(يأكلون تمرنا ويعصون أمرنا)..!
أنا أدركُ أن خمرتهم تُثيرٌ حابلهم على نابلهم فيصيرون(بقبقة في زقزقة).أقسم أنك مؤمن،والمؤمن بِشرهُ في وجههِ وحزنه في قلبه،وأجزم في نُبلِ أصلك وامتداد وصلك وتصاعد فصلك...
لِمَ لا نسترجع قولَ الحنيفِ؛الجزعُ في المصيبةِ مَصيبة أُخرى...
وما دُمنا نحسب بعضهم كالجراد لا يُبقي ولا يذر،ومادام دواءُ الدهرِ الصبرَ عليهِ،ومادُمنا نعملُ(لا لثاغية ولا لراغية).!أقولُ للروحِ؛هدئي من روعك ولا تُطيعي جزعك.وأيضاً؛ما ابعد ما فات وما أقربَ ما هو آتٍ...أما كان عليهم أن يدركوا(إذا سلموا من الأسدِ فلا يطمعوا في صيده)حتى لا يسبقَ السيفُ العذلَ).
لا تؤاخذني يا ابن الأكارم(من كُلِ بادٍ و حاضرِ)إن زجرتهم وكبحت سفه بعضهم،فأصبتُ شَراً مستطيراٍ و؛
لا ترجع الأنفسُ عن غَيها ما لم يَكُن منها لها زاجرُ
أَ و لستَ عليماً أن ما يَجمعنا و إياهم هو(ما يجمعُ بين الأروى والنُعام)!
أَما و قد بلّلَ ندى الروحِ فورةَ الغضبِ،وصفا الجوُّ ولامس النسيمُ الباردُ شِعابَ القلبِ،فلم يَعُد أمامي سوى أن أتغاضى عن جهل الجاحدين و استساغت مُلهاة الجسّاسين،إذا مالت الخمرةُ برؤوسهم الخاوية من الفكر،و عزائي أنهم عند الصحوة يبصبصون نحوي،عندها أُناشد الروحَ متوسلاً ألا تقطع رحمها مُذكرها بأحب الأقوال إليَّ؛عفا الله عما سلف.وقول الشاعر الحكيم البُحتري؛
وما كان لي ذَنبٌ فأخشى جزاءَهُ وعفوك مرجوّ وإن كان لي ذَنبُ
وما دمتُ مُشرفاً على الختام حسبي أن أُذكرك؛أن الشعر العامي العراقي قد(قددني)بقيمه ومُثُله حتى بتُّ أَسير ديوانه الذي يهزجُ أَباءً وشهامةً،ولعل بعض أبياته تحرسُ الروحَ من الزللِ،في زمنٍ أمسى فيه الأَنجاسُ أَقيالَ بني يعرب وكنعان.!والبيتُ-الحرزُ الذي أحملهُ معي حيثما غُربتُ هو؛
خَل نفسك بعز دوم بالك تذله ولا تطلب الحاجات إلا من أهله
وكذلك؛
الدهر لو وازاك ها بالك تصيح حط الرمح بجلاك واصبر لما تطيح
أخيراً اعلم يا حبيبَ الروحِ أنكَ كُنت ولازلت وستبقى في أعلى المراتب من قلبي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان


.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير




.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام


.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي




.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية