الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلها تهون الا الضحك على الذقون!!!

كوهر يوحنان عوديش

2007 / 7 / 28
كتابات ساخرة


من مهازل التاريخ ومفارقات زمن العهر ان يصبح العراقيون ( اصحاب اقدم الحضارات ) مشردين ومنبوذين ينامون على الارصفة وينتظرون صفوفا مثل الاغنام امام مباني ومقرات الامم المتحدة لاجراء مقابلات عقيمة للحصول على لجوء في ابعد البلدان والقارات واقصاها ( حتى المريخ اصبح احد الكواكب المرشحة لاسكان العراقيين وتأهيلهم !! )،فالعراقي الذي كان معززا مكرما يقدر ويحترم في كل مكان يحل فيه بفضل الجواز ( العراقي ) الذي كان يحمله اصبح اليوم ( بفضل السياسة العوجاء التي اتبعها المتعاقبين على الحكم في البلد ) اصبح يخجل من ذكر اسم بلده الذي صار مركزا لتفريخ الارهابيين والقتلة واللصوص، واقفلت بوجهه ابواب المطارات واصبح يعاشر الموت ويعيشه بين الغربة وجحيم الداخل الذي يفوق كل تصور.
العراق هذا البلد الذي ظل مستقرا نسبيا لعقود طويلة بعيدا عن المشاكل الدينية والطائفية اصبح الان بلدا تمزقه حرب طائفية، وتسيطر على اموره الحياتية والسياسية والاقتصادية عصابات مجرمة تلهو بعذاب العامة من الشعب وتلعب بمصيره وتضحك على ذقون رجاله ( الناجين من حروب صدام واحكامه الهمجية سابقا، والسالمين من حقد الارهابيين وخناجر ابناء الله وجيشه وعساكره الذين يذبحون الانسان والانسانية باسمه ).
منذ سقوط النظام السابق ( وفي ظل حكومتنا الديمقراطية المنتفخة والمتفسخة عفوا المنتخبة ) تحول العراق الى بلد القتل والنهب والسلب والاغتصاب والاعتداء على شرف المواطنين واملاكهم، والانكى من كل هذا هو ان كل جرائم القتل والنهب والاغتصاب وغيرها من الاعمال التي يندى لها الجبين تسجل ضد مجهول !!!!! حتى الجرائم التي تحصل في وضح النهار وامام انظار اجهزة الجيش والامن والشرطة، ومنها التي تحدث في الدوائر الحكومية المحمية والمحروسة !!، فالقائم بها مجهول الهوية وليس له أي علاقة بالاحزاب الدينية وميليشياتها واجهزتها القمعية المنتشرة في البلد ( والويل لمن يتحدى او يتكلم ).
الغريب والمدهش في الوضع العراقي ان مسؤوليه لا يزالون يصرحون باشياء بعيدة عن الواقع ( هل هو حظ العراقيين ان يتبوأ القيادة رجال انتهازيون دائما ؟؟ ) وكأنهم جاهلون لابسط قواعد الفيزياء وهي ان الزيت يطفو على السطح دائما !!! فالوضع المتردي الذي يعيشه المواطن العادي لا يحتاج الى تصريحات تفاؤلية او اجتماعات صحفية ليثبتوا للعالم عكس ذلك، انفجارات على مدار الساعة وجثث مشوهة الملامح، اغتصابات، اختطاف وغيرها من الاعمال اليومية واكثرها خطورة القتل على الهوية !!!!!
قبل مدة خرج رئيس وزراء العراق ليبشرنا بأن الذي يحدث لا يمكن تصنيفه ب ( حرب اهلية ) !!!! يا للروعة كل الذي حدث ويحدث من قتل على الاسامي وتفجير للمراقد وتهجير للعوائل من مناطق سكناهم بهدف تغيير الكثافة السكانية ونقاط التفتيش ( او بالاحرى نقاط الانتقاء وترشيح الافراد للقتل الفوري معتمدين على الاسامي !!! ) التي تقيمها عصابات تابعة الى الطائفتين من السنة والشيعة يقول رئيس وزرائنا ان الذي يحدث ليس حرب اهلية !!!! بالله عليكم ايها السادة اذا لم تكن هذه حرب اهلية فماذا تسمونها ؟؟؟؟ مزحة ام نكتة ثقيلة ام العاب نارية يطلقها اطفال العراق مبتهجين محتفلين بيوم الطفل العالمي ؟؟؟؟
ترحيل قسري، اختطاف، اغتيال العلماء والاطباء واساتذة الجامعات، قتل عشوائي، تفجير الكنائس والجوامع ......... الخ والقائمة تطول وتطول، كل هذا يحدث في العراق ( بلد الفوضى ) وتنقله الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى بكل وضوح لشعوب الارض قاطبة، كل هذا ورئيس وزرائنا يقول :- اطمئنوا ليست حربا اهلية !!!!!!
وفي تصريح اخر يؤكد رئيس وزرائنا الموقر ان ( عناصر تنظيم القاعدة بدأوا يهربون الى الدول المجاورة بفضل خطة فرض القانون التي وصفها – بالناجحة في تحقيق اهدافها – ربما يكون السيد رئيس الوزراء يقصد بهؤلاء الارهابيين العراقيين الابرياء الهاربين من هذا الجحيم والمقيمين في سوريا والاردن وغيرها من بقاع الارض بحثا عن ملاذ امن )، كل العراقيين ( ما عدا بعض المسؤولين ورجال الدين المستفيدين من هذا الوضع ) يتمنون ان يسود السلام بلدهم ويسافروا من البصرة الى حاج عمران آمنين على حياتهم، ويستقر هذا الوطن المبتلى بالحروب, لكن كيف السبيل الى ذلك ؟؟؟؟ سؤال موجه الى السيد رئيس وزرائنا المحترم.
لا شك ان هروب عناصر تنظيم القاعدة من العراق، بفضل خطة فرض القانون، شيء يبعث على الامل والتفاؤل، لكن كل هذه الفوضى ليست من صنع عناصر القاعدة ( اذا كان الامر كذلك فهذا يعني ان العراق كله يتبع ويؤيد هذا التنظيم )، فماذا نقول عن جيش المهدي وفيلق بدر والحرس الثوري الايراني وانصار الاسلام وجيش الله ...... الخ ( هذا اذا استثنينا حراس وعصابات المسؤولين الذين يتصرفون على هواهم ويعيثون في الوطن الفساد والخراب )، النهب والسلب وانعدام النظام حول العراق الى بؤرة لتفقيس اعتى انواع المجرمين ( على سبيل المثال لا الحصر وزير ثقافتكم المحترم الذي كان اماما لجامع وتحول بقدرة قادر الى وزير !!! وزير يقود عصابة اغتيالات، وليس أي وزير كان بل وزير الثقافة بالتحديد !!!! )، سيدي الرئيس ربما نسيت ان هذا السرطان الذي يسري في جسد العراق سببه لم يكن جرثومة غريبة وطارئة دخلت فجأة، بل كان ورماً وفكراًً ظلامياً يعشعش في عقول وزرائكم ورجالكم وعصاباتكم واتباعكم العميان.
وشكراً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر