الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عادي جداً أن تكذب طالما الهدف هو الدفاع عن اسرائيل

محمد حاج صالح

2007 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


مقابلة مع المفكر نورمان فنكيلستين
ترجمها عن النرويجية: محمد حاج صالح

نشرت الصحيفة النرويجية السياسية والثقافية واسعة الانتشار مورغن بلادا في 1/7/2007 مقابلة مع المختص في علم الدول المفكر اليهودي الأصل نورمان فنكيلستين. واختارت عنواناً استفهامياً ساخراً للمقابلة: "مع حقّ للكذب؟"
وروست المقابلة بالتالي: "يرى العالم في شؤوون الدول والمفكر نورمان فنكيلستين أنه عادي جداً أن يكون هناك فساداً أكاديمياً طالما أن الهدف هو الدفاع عن دولة إسرائيل"



نصّ المقابلة


- لماذا كتبت كتابك الموسوم"في مصلحة إسرائيل I Israel interesse" الذي ينتقد التزييف التاريخي وسوء استخدام مفهوم اللاسامية؟

- أردت أن أوثق أن هناك إجماعٌ بين المؤرخين ومنظمات حقوق الإنسان حول وحشية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وخرقه للقانون الدولي. والمشكلة أن البعض يشوّه ويسيئ استخدام هذا التاريخ ويتهم كل من ينتقد اسرائيل باللاسامية. مثل هذا التصرف يختطف الاهتمام بعيداً عن الحل الواقعي للصراع القائم بين اسرائيل وفلسطين.

- لماذا تنشأ ضجة كلما أصدرت كتاباً؟ وهل ترتاح للعب دور المستفِزّ؟

- تتناول المحاججة في كتبي شخصيات معروفة وذات شعبية كاسحة في الولايات المتحدة مثل دانييل غولدهاجن وإليا ويسل. وعندما يهاجم المرء شخصيات كهذه يصبح تجنب شيء من الضجة غير ممكن.

- أنت لا تتردّد في أن تقسو، ففي كتابك (في مصلحة إسرائيل) تدين ما أورده آلان ديرزهويتز الأستاذ في جامعة هرفارد في كتابه "The case for Israel" بأنه "الخدعة الأكاديمية الأكثر جلاء من كل ما نشر حول الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني". ألا تعتقد أن ضآلة التقارب بينكما غير مناسبة للنقاش الأكاديمي؟

- أبداً، فمحامي دار النشر راجع كتابي عدة مرات ورأى أن كل مافيه سليم من الناحية القانونية. وطبعاً هدد "ديرزهويتز" مرات بأنه سيرفع قضية، لكنه لم يفعل لأنه يعلم أنه سيخسر. بالنسبة لي، وعندما أضع في اعتباري الاحتلال الإسرائيلي القاسي لفلسطين، فإنني أحس أن الأمر يدعوني لشيء من المقاربة الأخلاقية.

- بعض المثقفين النروجيين لم يتحمّسوا لعملك. فمثلاً، وصف "ترون برغ إيركسون" كتابك حول صناعة الهولوكوست بالشرّير. كما رفض رئيس المركز النرويجي للهولوكوست " أود- بيورن فورا" أن يلتقيك في حوار لأنه لايأخذ بحثك على محمل الجدية.

- لقد قال "راوول هيلبرغ" عن بحثي بأنه نجاح منقطع النظير. وهو الرجل الرائد العارف بشؤون الهولوكوست. الشئ نفسه كرره الأساتذة المتقدمون في جامعات إكسفورد، وهارفارد، وبيركلي. لذلك لا أفهم مطلقاً ما هي المشاكل الأكاديمية التي يرون أنني أكابد.

- في كتابيك "صناعة الهولوكوست" و "في مصلحة اسرائيل I Israels interesse" يبرز لديك ميل إلى منح أعداءك أقوى الدوافع الممكنة للهجوم. حيث أنك تكشف في الكتابين استغلال منظمات يهودية للهولوكوست للحصول على تعويضات دسمة، وتكشف أيضاً ما ينفذه أكاديميون يهود من خطة إفساد أكاديمي ليعطوا طابعاً أخلاقياً لعجلة المساعدات لدولة اسرائيل. هل الوضع بهذا السوء فعلاً؟

- من نقطة معينة يمكن للبعض أن ينطلق بدوافع خيرة، ويمكن للبعض الآخر ومن النقطة نفسها أن ينطلق بدوافع شريرة. أنا أعتقد أنهم لا يهتمون حقيقة لا بإسرائيل ولا بالهولوكوست. لو أنهم يهتمون لإسرائيل لحاولوا إيجاد حل سلمي معقول.

- كتب أحد نقادك: "ستبحث عبثاً هنا عن قرائن في السياق، أو توازن، أو شرف كلمة، أو تقييماً نقدياً لكلا الجانبين في قضية الصراع المعقدة هذه". وعندما يقرأ المرء كتابك يرى أنك تستخدم غالباً تقنيات صحافية حديثة. فهل الرضا الذي تحصل عليه من إغضاب الآخرين كبيراً إلى الحد الذي يمكن أن يؤثر في توازنك الأكاديمي في الكتابة؟

- إذا كنت تفكر باتهامي بمثل هذا، فغليك أن تكون دقيقاً أكثر مما أنت هنا. ما الخطأ الذي ارتكبته؟ حقيقة لم أختر واعياً تلك المصادر المتطرفة. إذا ما كنت تريد اتهامي بتحريف الوقائع، فما عليك إلا اتهام "Human Rights Watch" و "Amnesty International" لأنهما فعلا الشيء ذاته. فقد تحقق خبراء المنظمتين من كل صفحة في الكتاب، ولم يجدوا سوى ما يوافقون عليه.

- إذن أنت تعتقد أن النقد ضد أعمالك ما هو إلا ذراعٌ في حملة سلبية حيث يكون كل نقد يطال اسرائيل موصوماً بمعاداةالسامية. أليس كذلك؟

- معك كل الحق في هذا. انظرْ فقط ما الذي حصل لـجيمي كارتر بعدما أصدر كتابه الأخير. على الرغم من أنه من أكثر الرؤساء الأمركيين احتراماً، ولأنه انتقد اسرائيل في الكتاب الأخير، فإن كل شيء انقلب إلى الارتياب به، وبأنه معاد للسامية وداعم للإرهاب.

- ماهو الاتهام الموجه لعملك والذي تعتبره أنت الأشدّ ضلالة؟

- وصف كهذا (الأكثر ضلالة ووحشية) ينطبق تماماً على " آلان ديرسهويتز" الذي اتهم أمّي بأنها عميلة للنازية ( بقيت والدة فنكيلستين على قيد الحياة على الرغم من أنها عايشت العذاب في معسكرين نازيين)

- ما رأيك حقيقة في دولة اسرائيل؟

- لدي الكثير من الأراء حول العديد من المسائل، لكنها ليست بالأهمية التي تؤهلها لأن تكون للعموم. أنا لست سلطة أخلاقية كنيلسون مانديلا أو كالمهاتما غاندي. فعملي ينحصر في أن أجري أبحاثاً تقدم الحقيقة.

- نجا والداك من الهولوكوست. فما هي الوسيلة الفضلى التي تجعلنا نعتني بالذاكرة حول ما حصل؟

- في اليابان وفي كل سنة يحتفل اليابانيون بطريقة ملفتة بذكرى هيروشيما وناغازاكي. احتفال قيّم ومعقلن، حيث يطلق الناس الحمام، ويرسلون في النهر القوارب الورقية. في الولايات المتحدة يحدث العكس، حيث يستخدم الهولوكوست من أجل صنع شرعية مزيفة للحرب غير المشروعة على العراق وإيران، ومن أجل نزع شرعية المعارضين السياسيين.

- لكن للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يقول إن الهولوكوست مجرد زيف؟

- نعم، إنه يتلفظ بكثير من الغباوات، ومع ذلك فإنه ليس هتلر.

- ماذا كنت ستفعل بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني فيما لو أنك صرت رئيساً للولايات المتحدة لمدة أسبوع واحد؟

- ماكنت لآتي بشيء جديد. لفعلت ما طلبه المجتمع الدولي منذ أكثر من ثلاثين عاماً. نحن نحتاج الحلّ القاضي بإنشاء دولتين ضمن حدود الـ1967.

- بالمناسبة كيف هي الحال مع المهنة الأكاديمية؟ "ديرسهويتز" يتهمك بأنك زيف أكاديمي. فهل موقعك في أستاذية الشرف في مأزق؟

- أنا متورّط في صراع مع الجامعة التي أعمل فيها حول حجم الترفيعة التي سأحصل عليها، وهذا الصراع يعيقني من أن ألتزم في مشروع جديد.

- هل السبب اعتراض أكاديمي أم سياسي؟

- ليس هناك أدنى شك في أن هذا يتعلق بالسياسية أكثر منه بمقدرتي الأكاديمية.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة مؤثرة تتهافت عليها شركات صناعة السيارات العالمية | عالم


.. عريس جزائري يثير الجدل على مواقع التواصل بعد إهداء زوجته -نج




.. أفوا هيرش لشبكتنا: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الج


.. مصدر لسكاي نيوز عربية: قبول اتفاق غزة -بات وشيكا-




.. قصف إسرائيلي استهدف ساحة بلدة ميس الجبل وبلدة عيترون جنوبي ل