الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يُشتم هذا الكاتب مثلاً ؟هل عاد خلف بن أمين؟

ميثم محمد علي موسى

2007 / 7 / 28
كتابات ساخرة


ظواهر غريبة/
أن لم تتح لك الفرصة في الكتابة أو لم تتوفر على الموهبة ، فما عليك سوى ان تلجأ الى الكتابة اما بأسم مستعار أو أن توعز لشخص ما بالكتابة نيابة عنك ، لتبحث عن كاتب او صحفي لتضيف اليه أسوء الصفات ، و أوسخ التهم والتقولات ، للنيل منه ومن مواقفه التي لاتعجبك ( وما أكثر مالايعجبنا هذه الايام وألازمنة !) ، وكأن الاختلاف في الموقف الفكري ووجهات النظر ، لايمكن ان يمر سوى عبر بوتقة الشتيمة والسب. ومحسود الكاتب المشتوم لو كان بعيداً عن أيادي هؤلاء الشتامة ، وإلا لحُلِل دمه وحلت عليه اللعنة، و (لٌعن سلف سلفاه) !
الظاهرة الاخرى ، هي مس الاعراض وهتك الشرف والنيل من سمعة الآخرين ممن لاتروق افكارهم ومواقفهم حشد من الناس ، وكأن العراق اليوم لاهم آخر فيه ، وكأن هذا العراق لا تجتاحه كل يوم موجات من العنف الارهابي الوهابي ، والمليشايوي المتبرقع ( بالصدر) و( المهدي) أوبغيرهما ، والمخلوط بقدرة قادر أحد ببقايا أيتام مجرم العصر صدام وبعث الموت والدمار.. وهلمجرا !
الظاهرة الثالثة ، هي نشر الوثائق والصور والادلة الملفقة للاساءة الى هذا او ذاك ، او للاساءة الى هذه الجهة اوتلك بغية خلط الحابل بالنابل و دفع القارئ الى البلبلة والشك (حتى بنفسه)!
الظاهرة الاخرى هي الاشارة الى العيوب (الخَلقية) او البيولوجية و ألامراض التي يعاني منها كاتب ما ، وكأننا جميعاً معصومين من الاصابة بالعيوب والامراض ، وكأن المرض والنقص الخَلقي سبة . بل الادهي ان رجلاً لاينسى ان يكتب كلمة دكتور و بروفسور امام اسمه اينما حل وبمناسبة او بدون مناسبة
يفلت من عقال الادب ويشتم كاتباً آخرفيسميه ( بالاعور ) او ( الاعرج) مثلاً.. وويح لمن يكتب خطأً لغوياً واحداً ، اذ قد تناله شتائم ليس لها جذور في رحم لغة او تربية وخلق..
لا أدعي بأني أول من يكتب عن هذه الظواهر التافهة ، ومن المؤسف أن يجر كاتب اوصحفي عنوة الى جدل ، لايخدم سوى تلك النفوس المريضة التي تدفع بأتجاه كهذا ، ولغايات لايعلمها الا الله .. أفليس الاجدر ان تُكرس تلك ألاقلام الجميلة على أختلاف وجهات نظرها ألى الكتابة عن محنة العراق والعراقيين؟ أفليس الاجدر ان تترك لهذه الاقلام حرية التحول ألى سهام تقلق البعثيين والارهاب وأعداء العراق وبقايا ( نفايا صدام) وتفضح كل متستر بأسم دين أو حزب أو رمز ديني يعيث في العراق نهباً وقتلاً وسبياً !!
هؤلاء الذين لايملكون الموهبة أو لايملكون ألقلم الجذاب ، لديهم أسلحة أخرى خبيثة هدفها ادامة وتدوير عجلة الموت و التخلف في العراق لاغير ، هدفها تعميق الطائفية مرة بهذه الحجة ومرة بتلك.. وويح لمن يقف علناً ضد الطائفية !!
كلما قرأت ، على صفحات الانترنت (خريط) البعض والاساليب الواضحة التي تدفع الى التصادم تملكتني الرغبة في أن يظل الطائر الجميل ( الكاتب) محلقاً دون ان يعير انتباهاً لمثل هذا السخافات ، فهناك دائماً قارئ فطن .
يذكرني بروز البعض في العراق على الساحة السياسية ، بعد ان كان الرعب يقتلهم زمن الطاغية ، وكانوا في جحورهم يومها كأهل الكهف ، وصاروا اليوم ( اللاعب الاول ) كمقتدى الصدر ، يذكّرني بعناترة الكتابة و الانترنت الجدد . ليس استهانة باقلام شابة وجديدة جميلة لم يتح لها زمن الدكتاتور بالتفتح ، بل الاشارة الى ظاهرة خلف بن أمين ! وخلف بن أمين شخصية كتب عنها د.علي الوردي رحمه الله في احدى مؤلفاته ، يقول* ((الواقع ان شخصية خلف بن أمين تمثل نموذجاً لعدد من العراقيين في العهد العثماني ، ولايزال لها نظائر في أيامنا هذه بيد أنها في تضاؤل وتقلص على أي حال )) ولو كان د.علي الوردي اليوم حياً وابحر في عالم الانترنت لأضاف انها في تزايد مستمر !!
*((عاش خلف بن أمين في بغداد في أواخر العهد العثماني ولايزال أهل بغداد يتناقلون نوادره ويتفكهون بها ، وخلاصة أمره أنه كان قميئاً جباناً وليس لديه من المؤهلات ما يجعله شقياً مشهوراً لكنه كان يطمح أن يكون شقياً يشار أليه بالبنان ، فكان يملك مسدسين كبيرين يشدهما الى جنبيه ، ليتباهى بهما أنما هو لايستعملهما الاّ حين يطمئن من زوال الخطر ، فأذا سمع في محلته أثناء الليل صراخاً يدل على وجود لص فيها ، ظل هو في بيته لايحرك ساكناً، حتى اذا هرب اللص أو ألقي ألقبض عليه خرج هو من بيته وقد شهر المسدسين بكلتا يديه يطلق منهما الرصاص ويصرخ : اين هو ؟ دلوني عليه !
وكانت أحاديثه مع الناس لاتخلو من قصص القتل والسلب والسطو على البيوت و" البسط " وهو يعزو الكثير منها الى نفسه طبعاً ، واذا وقعت حادثة قتل أو سرقة كبيرة ذهب الى " القلّغ" – أي مركز الشرطة – يسأل الناس هل ورد اسمه بين المتهمين ، ومن هنا جاء المثل البغدادي " ماجابوا اسم خالكم" ؟!.
وكثيراً ماكان يحشر نفسه بين المتهمين أو يعمد الى الاعتراف أمام الحاكم بجريمة لم يقترفها بغية دخول السجن ، ولكن الحاكم كان معانداً له فكان يطلق سراحه في كل قضية ، ويخرج من المحكمة متألماً يذم الحاكم ويعتبره ظالماً لأنه يطلق سراح " المجرمين" ويحكم على " الابرياء".
يمكن القول ان معظم الناس كانوا مثل خلف بن أمين يحبون التفاخر المصطنع بالشقاوة ، وانما اشتهر ابن امين وحده بهذا لانه أفرط في تفاخره حتى صار أضحوكة الناس . إن الكثيرين في الواقع يملكون في أعماق قلوبهم مثل تلك النزعة في التفاخر المصطنع غير انهم يتكتمون فيها ويدارونها مخافة أن يضحك عليهم الناس ، ولو كُشف الغطاء عن أعماق قلوبهم لرأينا فيهم كثيراً من طراز خلف بن أمين))
رحم الله الوردي ، لو انه عاصرنا لما تردد في تسمية كتبة (خريط) الانترنت ب( المتخولفين) ! جلهم يمتلك التبجح ، ويرفع عقيرته لان ((دار السيد مأمونه)) لمن يذكرهذا ! أما (خلف) السياسة والفكر فلا يقل عن ذلك انتشاراً ، بعد ان اختفى الدكتاتور ، فصار مفكراً من أول طراز أو ثورياً وقائداً للناس حتى من خدم النظام البعثي اوكان مستفيداً منه على حساب الاخرين ، او من كان قابعاً تحت عباءة وعمامة !
ما أكثر خلف في الكتابة .
ماأكثر خلف في السياسة .
فهل من يجيرنا من ( خلفات) بن امين اليوم؟

--------------------------------------------------------------------------
* كتاب د.علي الوردي (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث) الجزء الاول ص 25-26

د. ميثم محمد علي موسى










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي