الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أدريس أفندى ينقذ بوابة معبد الكرنك

عبد المنعم عبد العظيم

2007 / 7 / 28
الادب والفن


هذا الفنان والمعمارى والمستشرق الفرنسى "بريس دافين " من أولئك الذين بهرتهم مصر وعانقوا ثراها وسجدوا فى محراب تراثها الخالد وعاش تحت صفاء سمائها ينتقل بين ربوعها من أقصاها الى أدناها يرسم ويدرس ويسجل انطباعاته ويندمج مع الحياة بين دروبها وامتزج مع المصريون يحاكيهم زيا ويتقن لغتهم حتى اشتهر باسم إدريس افندى 0
لقد كتب إدريس افندى مجلدات ضخمة عن الحضارة المصرية القديمة تضمنت البومات لروائع الفن الفرعونى والإسلام ومذكرات نابضة عن الحياة والأحداث والناس لم يرى النور منها سوى شذرات 0
ولقد عاش إدريس افندى فى الأقصر خمس سنوات (1838-1843 )دارسا وباحثا وعاش بمنزل على ضفاف النيل مبنى من الطوب اللبن على أنقاض قصر امونوبوليس أقامه البحارة الفرنسيون الذين شاركوا فى نقل مسلة رمسيس الثانى من خدرها الامن بمعبد الأقصر لتقف شامخة فى ميدان الكونكورد بباريس عاصمة فرنسا اشتهر ببيت فرنسا0
لقد أثمرت إقامة إدريس افتدى بالأقصر اكتشافه لاثنتى عشر غرفة فى معبد خونسو وعثوره على البردية الهيراطيقية التى اشتهرت فى علم البرديات باسمه ( بردية بريس دافين)0
وكان لإدريس افندى فضلا لاينكر فى الدفاع عن أثار مصر وحمايتها من النهب والتخريب حتى اقنع الباشا محمد على فاصدر أول فرمان يمنع التصرف فى الآثار والذى صاغه رائد التنوير الشيخ رفاعة رافع الطهطاوى وكانت الآثار أيامها نهبا لكل منتهب وفى دوامة الجهل تحولت المعابد التليدة والأعمدة الشامخة الى محاجر تنقل أحجارها الضخمة لبناء معامل السكر والبارود ومشروعات الباشا حتى أن معبدين من أهم معابد مصر معبد تحتمس الثالث ومعبد زيوس ببوابة المجانين بارمنت فككا تماما لبناء معمل السكر وكانوا أحيانا يستخدمون الديناميت فى تفكيك هذه الأحجار 0
كانت السلطات تساهم فى هذا التخريب ألاثم إذ فرض الباشا على فلاحى مصر توريد قنطار من الأحجار على كل فدان مزروع لبناء مشروعاته وكان رجال الإدارة يسوقون الفلاحين الى المعابد للحصول على هذه الأحجار المشذبة الصالحة للبناء والأقرب منالا من بطن الجبال 0
وكان التراث لايمثل بالنسبة لهؤلاء الأتراك سوى بقايا أصنام وثنية كافرة يجب أن تندثر 0
ولعل الصداقة التى ربطت بين إدريس افندى وصديق الباشا محمد على ورفيق سلاحه ماهو بك الذى قدم الى الأقصر للإشراف على نقل القمح وبناء معبد للبارود فى الكرنك استطاعت أن تجذب اهتمام هذا التركى الى معالم التراث المصرى والحضارة الفرعونية وبدأ فى استيعاب القيمة التاريخية لهذه الآثار الخالدة 0
ولما اصدر محمد على باشا أوامره بتفكيك بوابات معبد الكرنك لاستخدام أحجارها فى منشات معمل البارود بالكرنك استطاع إدريس افندى ان يقنع صديقه ماهو بك بان يحفظ لمصر هذا الأثر الغالى واستجاب البك لرجائه وأنقذ معبد الكرنك من تحطيم وشيك وحفظ للحضارة الإنسانية هذا الصرح التليد 0
ورغم هذا الانجاز الكبير الذى حققه إدريس افندى للحفاظ على هذا الأثر العظيم لم يتورع عن نقل غرفة الملوك التى أقامها تحتمس الثالث بمعبد أمون بالكرنك هدية لبلاده لتحفظ بمتحف اللوفر بباريس 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في


.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد




.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض