الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شوقي بزيع : إذ يحيي عزيز نيسن , ويجهل أورهان باموك

منهل باريش

2007 / 7 / 29
الادب والفن



لا يستطيع متابع أن يخفي صدمته جراء ما كتبه الشاعر اللبناني شوقي بزيع (باموك بين روايتين . الحياة 7تشرين الثاني 2006.) انظر الرابط
http://www.daralhayat.com/culture/11-2006/Item-20061106-beba11f2-c0a8-10ed-01a4-77df63a4dd2a/story.html
اقترف بزيع أخطاء كبيرة, لا تليق بشاعر بمثل قامته , ذو الثقافة الفرانكفونية والأنغلوفونية (والعربية أيضا) و الذكاء الحاد .
فبزيع لا يعلم أن الكاتب التركي الساخر عزيز نيسن رحل عام 1997 دون أي يحظى بنوبل , ولا نعتقد انه كان ينتظرها أساسا ً ونستغرب قوله:>.

نسأل بزيع عن البورصة التي يقصدها . هل هنالك بورصة !أم مجرد تكهنات إعلامية وإعلامية فقط . وهل من بورصة تحيي رجلا ًميتا ً منذ أحد عشر عاما ً, ولا نعلم كيف يرشح بزيع شخصا ًلنوبل , لايتمكن من تتبع أخباره .

الجائزة كانت في جل نتائجها مفاجئة, فقد نالها من لا يستحقها , الترينيدادي الأصل , بريطاني الجنسية ف.س نايبول . والهنغاري كرتيس امرة؛ الذي لا يعرفه حتى أبناء جادته في هنغاريا. والنمساوية الفريدا يليلنيك ؛ المعروفة بمواقفها الأخلاقية من احتلال العراق , وكانت قد كتبت مسرحية تعرض فيها تعذيب السجناء في العراق . وعرفت بموقفها من اليمين المتطرف في أوربا وفي النمسا تحديدا ً وعدائها لهيج هايدر ذو الميول النازية . وهناك من ينتظر الجائزة منذ سنين طويلة ,مثل , فيليب روث وميلان كونديرا وإسماعيل كادريه وياشار كمال وادونيس (رغم اعتقادي بان محمود درويش وأمين معلوف يستحقانها أكثر من أدونيس ). وهناك من لم يفعل أكثر من ابتسامة حين سمع خبر فوزه بها كما فعل جون ماكسويل كوتزي . وهناك من انتزعها بحسن الصنعة من أعضاء الأكاديمية السويدية . مثل , ماركييز. غونتر غراس . هارلودبنتر > في المسرح الإنكليزي على مدى نصف الفرن الآفل . كما وصفه رئيس الأكاديمية السويدية . وهناك من تأخرت عنه زمناً طويلا ً <<نجيب محفوظ>>.

ونتعجب من قلة اطلاع بزيع على الأدب التركي الحديث . كأنه لا يقرأ حتى صفحة (آفاق ) التي يكتب فيها . فالناقد والكاتب نزار آغري , لا يتوانى عن الكتابة عن الأدب التركي بشكل عام. والرواية بشكل خاص ,بل انه كتب مقالات عدة عن باموك نفسه وعن ترشح باموك لنوبل منذ العام الفائت عندما نالها بنتر . وللتذكير ؟ يومها لم يكن بنتر على " بورصة " نوبل مطلقا . حينه, كان باموك أهمهم على الإطلاق ,باموك الذي اتهم بالطعن بالهوية التركية وجرح الشعور القومي , وتحقير هيبة الجيش والدولة . اثر موقفه الصريح من إبادة الأرمن على يد الإمبراطورية العثمانية مطلع القرن الماضي . و باموك ليس أول كاتب مغضوب عليه حتى نقول أن الجائزة كانت سياسية بل سبقه الكثيرون ؛ ياشار كمال, و ياغمر درلي ,وآيبك كليسلار . وتبعتهم الروائية الشابة أليف شفق التي مايزال سؤال الهوية همها الأول ومحور أعمالها كأورهان تماما ً.( راجع : قراءة في أعمال الكاتبة المضطهدة. نزار آغري , الحياة , 1تشرين الأول2006).

يخطئ بزيع حين يقول:( لم يكن الكاتب التركي أورهان باموك، قبل حصوله على جائزة نوبل 2006 للآداب، مقروءاً بما فيه الكفاية في العالم العربي ), فقد ترجمت أعمال باموك كلها إلى العربي , بل نجزم أن روايته الأولى ( جودت بيك وأولاده) ترجمت إلى العربية كأول لغة تنقل إليها الرواية بعد لغتها الأم . وآخر كتبه ( اسطنبول , الذكريات والمدينة )ترجم في أيار 2006 وصدر في سلسلة أفاق ثقافية التي تصدرها وزارة الثقافة السورية ,ونقله المترجم الرفيع عبد القادر عبد اللي بعد نقله "اسمي أحمر "و" ثلج"و" الحياة الجديدة " .
إن جزم بزيع ينم عن قلة دراية بالأدب التركي .فمن لم يقرأ باموك حتى نيله نوبل , هو شخص بالتأكيد لا يقرأ الأدب التركي ! بل يجهله.

إن فوز باموك الشاب (54عاما) يحيلنا إلى أمرين :
أولهما : أن ننظر بتساو ٍ إلى آداب بلدان الأطراف مع آداب المركز الأورو- أميركي.
وثانيهما : أن نهتم بما ينقل من ترجمات بلدان الأطراف تلك, ليس بحثا ًعمن يفوز بنوبل ولكن بحثا ً عن أدب جيد , ذا قيمة فنية وجمالية متميزة .
موقف باموك شجاع من قضية الإبادة التي تعرضت لها أقليات السلطنة العثمانية ,من أرمن ( أكثر من مليون ) وأكراد (نحو 30الف). إنها مسئولية أخلاقية , قبلها موقف سياسي لكاتب مبدع كأورهان, و لا قيمة أن يبشر أحد كتابنا العرب باندثارنا . فما قيمة منحه نوبل إن كانت أمته ستندثر .

منهل باريش
كاتب وصعلوك سوري
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة TheStage عن -مختار المخاتير- الممثل ايلي صنيفر الجمعة 8


.. الزعيم عادل إمام: لا يجب أن ينفصل الممثل عن مشاكل المجتمع و




.. الوحيد اللى مثل مع أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان.. مفاجآت في ح


.. لقاء مع الناقد السينمائي الكويتي عبد الستار ناجي حول الدورة




.. هشام حداد يستفز وسام صباغ.. وهل يسبق السوري اللبناني في التم