الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رساله إلي الرفيق عبد الرحيم ملوح

سامي الاخرس

2007 / 7 / 29
القضية الفلسطينية


رفيقنا النائب العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، دعني أخاطبك بقلب فلسطيني يستصرخ الألم بأعماقه ، ويستوحي من جرحه النازف آلام ما وصلنا إليه من تشرذم وتقزيم لكل ما هو وطني ، كلمات تخط من حرقة وغيظ على وطن تتلاطمه مؤامرة التقسيم والمتاجرة بمشروعه الكفاحي ، وطن تحول لوسيلة تحقيق أطماع فئوية حزبية ضيقة لم نعهدها سوي بعصر بارونات السياسة وأمراء الحرب ، وقضية وطنية تحولت لقطعة علكة تمضغ بين فكي من أصبح يجد بالمؤتمرات الصحفية وسيلة قيادية مزركشة ليفرض نفسه قائداً ومتحدثاً باسم شعبنا ، ومصير شعب يتلاعب به وبمقوماته الوطنية لإرضاء السيد والمولي.
أخاطبك اليوم ليس من موقع حزبي ، أو انتماء سياسي ، وإنما من موقع الانتماء الوطني ، انتماء الابن لوطنه ، والمواطن لتاريخه وأرضه ، الانتماء لفلسطين أولاً وأخيراً .. وبصفتكم قائداً تاريخياً مشهود له بوطنيته وموقعه كنائب للأمين العام للجبهة الشعبية ، أخاطبكم وأدعوكم .
إن ما تشهده فلسطين بمعترك التشرذم الذي فرض عليها ، وانهيار حلم الدولة ، وتعرض المشروع الوطني لهزة وضربة عنيفة مما حدث في غزة هاشم ، يتطلب منا التعالي والتسامي عن الجراح ، والحزبية المقيتة ، والانطلاق من أجل فلسطين الوطن والهوية والانتماء ، انطلاقة صادقة تبدأ من فلسطين وتنتهي بفلسطين ، فلسطين الحلم الذي وجدنا أنفسنا نحتضنه ونسير به ، فلسطين بشعبها وليس بأحزابها .. فشعبنا أصبح يبحث عن أبنائه المخلصون الشرفاء ، يستنجد بهم لينتشلوه من هذا العار الذي لحق به وبقضيته من مراهقي السياسة ، ومتعهدي المصالح ، ومقاولي المشروع التصفوي .
الرفيق ... عبد الرحيم ملوح
إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عندما إنطلقت لتحلق بالسرب الثائر ، وتنضم لمسيرة الأحرار وضعت نصب عينيها تحرير فلسطين ، واستطاعت أن تسجل بدم شهداءها ، وجراح أبطالها معلماً ثورياً في رحلة النضال ، ورسمت بأحرف من نور على صفحات التاريخ اسم الوطن ، وراية فلسطين ، إرث وطني يشهد له بالتضحية والمصداقية جسد بدماء الوديع ، وغسان ، وأبو علي مصطفى ، ومحمد الأسود ، وباسل الكبيسي ، وشادية أبو غزالة وآلاف الشهداء والجرحى والأسرى.
ولا زالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تتمسك بموافقها الوطنية الصادقة التي لم تتنازل عنها أو تساوم عليها رغم كل الظروف والضغوط ومحاولات التصفية التي تعرضت لها الجبهة الشعبية ، ورغم ذلك تثبت بموقفها الوطني واصطفت بجانب جماهير شعبنا رغم حالة التراجع الحزبي والسياسي التي شهدته الجبهة الشعبية في السنوات الأخيرة ، ورفضت الإنزلاق للفتنة رغم اعتقال أمينها العام ومقاتليها قتلة زئيفي بسجن أريحا ، وتمسكت بخيار الوحدة الوطنية وعدم حرف البندقية عن أهدافها ومشروعيتها .
اليوم تتطلع جماهير شعبنا صوبكم وتستصرخ فيكم حب الوطن بأن تضطلعوا بمهامكم الوطنية ، وحماية المنجزات الوطنية وقدسية دماء الشهداء ، والعمل بنفس المواطن الصالح في ظل تقاسم الموروث بين الورثة الأقوياء ، موروثاً يستغل من هذا وذاك ...
إن جماهير شعبنا تعول عليكم بالنهوض وإعادة البوصلة لمكانها الطبيعي ، النهوض بواجبكم الوطن الصادق ، ولن تغفر لكم أي تهاون في هذه المرحلة الحرجة والخطيرة ، وهي تعول عليكم الكثير الكثير .
فإن كانت حريتك جاءت بأصعب المراحل وأخطرها فإن هذا يؤكد أن المرحلة تحتاج الرجال والقادة الوطنيين ، وها هي المرحلة تستقبلكم سواء وطنياً أو حزبياً لإعادة الأمور لنصابها وطريقها .
ندرك أن المهمة صعبة وصعبة سواء وطنياً أو حزبياً ولكن باستنهاض العزائم وتحرير النفس من مصالحها ستجد هناك شعب يسير معك من أجل فلسطين .
الرفيق عبد الرحيم ملوح ...
إن كان الوطن بأمسّ الحاجة إليك ، فإن الجبهة الشعبية تحتاج رجالها وكادرها لتعود قوية ثائرة متينة ، تساهم في عملية التحرير الوطني ، وتحقيق طموحات وآمال شعبنا .
فعذراً كان لابد من كلمة من فلسطيني يستغيث بكل الشرفاء من أمته وشعبه ، يستصرخ كل أبناء فلسطين من عاشوا القيد والمعركة ... ونأمل لكم السداد ولفلسطين الحرية
سامي الأخرس
28/7/2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوراق الجوافة..كيف تحضر مشروبًا مثاليًا لمحاربة السعال والته


.. دراسة: مكملات الميلاتونين قد تمنع الإصابة بحالة الضمور البقع




.. في اليوم الـ275.. مقتل 20 فلسطينيا بغارات على غزة| #الظهيرة


.. ترقب داخل فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية للانتخابات التشريعية




.. اقتراح التهدئة.. تنازلات من حركة حماس وضغوط على بنيامين نتني