الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بنى المكان والزمن الاستعادي

امجد نجم الزيدي

2007 / 7 / 30
الادب والفن


المكان كحيز وجودي ، متشكل وصفي او احتوائي للفعل الحركي يدخل ضمن بنى النص القصصي ، بعلاقة تفاعل،باعطاءه الهوية الوجودية او الزمنية على اعتبار ان الاثر التاريخي يختلف ببناه الصورية / المكانية من زمن الى اخر، اذ ان المكان يحمل بين طياتة خزينا دلاليا يرفد النص بدلالة افقية ترمي ظلالها على الثيمة القصصية ، محيلة النص بدلالة المكان الى بنية اخرى ، قد تكون وجودية محاطة بالابعاد الفزيائية الثابتة ، او انتقالية تعويضية بالاتكاء على الجانب النفسي/ الوجودي ، او استعادية كاثر تاريخي كما اسلفنا ، تعطي النص قواما اشكاليا يرقى الى تنظيم الشبكة العلاقاتية للنص بكافة بناه، والمتن القرائي الذي يجترحه المتلقي او يقترحه 0
ولنأخذ المكان كبنية انتقالية بين مكانين موضوعي كاثر ثابت واخر مستحدث مغاير ، يحاول تشكيل بنية دلالية تعويضية ، ومثال على ذلك نص ( بئر الابار) للقاص احمد خلف والذي حاول الى تشكيل بنيتين( موضوعية وانتقالية ) مررتا عبر زمنية استعادية / عشرة قرون مضت على ماحدث في تلك القرية / اكدتها الهوامش التي وضعها الناص استكمالا للبناء الشكلي / ساسميها قرية لان الحفريات والدساتير والوثائق التي استخرجت منها واشارت الى موقعها لم تحدد بصورة حاسمة طبيعة تكوينها / وهذه الزمنية ربطت بخيط دقيق بين البنيتين المكانيتين ، اذ قاد التدرج الزمني البنية الموضوعية الى الانتقال الى البنية الاخرى ( التعويضية ) ،/ تناقصت مياه النهر الوحيد في القرية / ، لذلك فالثيمة القصصية تعتمد على الانتقال مابين البنيتين بآلية تعويضية تفسرها البنية الاولى على اعتبار انها قادت الى تشكيل الاخرى / لم يكن امامنا الا دعوة جميع الناس لحفر الابار / وهذه البنية التعويضية ، هي بحثية استكشافية /تعالوا هنا قريبا مني اسمع صوت مياه يضج تحت قبضة يدي /، او هروبية/ هاربين من طغيان الفاقة والجوع /، تحاول اعادة الموازنة النفسية / الوجودية ، بين الاولى التي خلقت النقص / تاكد لنا ضياع الفرصة في انقاذ اهالينا من الجوع والضما المر/ والاخرى التي حاولت التخفيف منه / هبط الجميع / ، / كل عائلة استقرت في بئرها الخاص / ،/أبصرت القرية كلها تنحدر نحو آبارها/،/ بدأت الحياة تدافع عن نفسها في الأقبية والدهاليز وفي قاع الآبار /، غير أن هذه البنية التعويضية التي حاولت الموازنة بين الموضوعية كموجه قرائي اولي وبين بنيتها التي اجترحت خطا نفسيا وجوديا كان من الممكن لها التطور لو استطاعت التخلص من أسدى البنية الأولى التي ظلت مهيمنة وعولجت على أساسها تلك البنية ومن منطلقها ناكر عليها إنها أرادت الحلول كمرادف ثيمي انتقالي ، تملك بنيتها الدلالية المغايرة ، وهذه ربما تكون براعة من الناص الذي جعل البنية المكانية الثانية بمثابة العوده إلى الأرض ( الجبلة الأولى ) لتنبعث من جديد عن طريق الزمن الاستعادي الذي مرر البنيتين كما اسلفنا وكما ظهر في الهوامش التي اوردها الناص 0
اذن فهذه مفارقة المكانية في نص ( بئر الآبار ) لم تكن انفصاما تاما وإنما جعل من الثانية بوابة لأنبعاث الأولى على الصعيد الزمني ، أي استعادتها كثيمة تحمل رصيداَ دلاليا بإلأستناد الى زمنية المتن الحكائي / عشرة قرون مضت على ما حدث في تلك القرية / وبتضافر البنيتين يتكون متن قرائي متشكل أو منطقي أو منطقي من زمن استعادي الى بنية مكانية موضوعية غير مستقرة أمللتها عليها الثيمة القصصية ــ إذ أن المسحة الوصفية والفعل الحركي في تلك البنية يتسمان بعدم التزامن النفسي والوجودي ـــ لينتقل الى بنية مكانية معوضة تحولت بعد ذلك الى ثيمة انبعاثية خلودية أمكن إستعادتها كزمنية تاريخية دائرية ، إذن فإن النص حاول تكوين دائرة تدور في فلكها البنى المكانية يلظمها الى بعضها زمنية المتن الحكائي .

*خريف البلدة ـــ أحمد خلف ــ دار الشؤون الثقافية العامة ـــ بغداد 1995 م ص : 17








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها


.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف




.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب