الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أجندات الخير والشر

نور الدين بدران

2007 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


أقرأ البيانات الرسمية أو السلطوية بالأصح وأتقيأ.
أتصفح الكتابات المعارضة ويعتري نفسي الشعور عينه.
أنظمة الشرق وسلطاته ومعارضاته مبنى ومعنى تحمل كل أشكال الإنتاج الآسيوي.
روائح الطائفية وبقايا العشائرية وطرائق الاستبداد.. تعيد إنتاج نفسها مختلطة بنتف من حداثة ممسوخة.هذه النتف لا تستطيع أن تشكل لذاتها وبذاتها أدنى حضور مستقل.
(2)
وجود سمة طائفية - لو كانت بارزة وفظة – لا تجعل من حاملها منظومة طائفية.سواء كان الحامل نظاما أو سلطة حاكمة أو حزبا معارضا مسربلا بالحديد والقمع.
كما أن وجود سمة حضارية في ذينك البناءين (السلطوي والمعارضي) لا تجعل من أي منهما تكوينا سياسيا حديثا.
ثمة ما يفقأ العين من الأمثلة من المغرب إلى المشرق ومن الشمال إلى الجنوب.عربا وباكستانيين وأفغانا وفرسا.
(3)
لا تستأثر المقدمات وحدها بهذا الوضوح..للنتائج حصة كبيرة منه...
حين ينفجر مجمع ما مدنيا أو عسكريا.بغض النظر عن الأسباب.طبيعية أو غير طبيعية.فإن القتلى والجرحى ليسوا ولن يكونوا يوما من منطقة معينة بل من جميع المناطق.تماما كما هو حال السلطة الحاكمة والمعارضة المحكومة.
هذه بديهيات...لكنها بحاجة إلى التأكيد أو التذكير على الأقل.
كما الكارثة المادية تشمل بعنايتها التنوع المفروض رغم الجيتوات والزواريب..تفعل الكارثة الفكرية والثقافية
(4)
مازالت أقرب مسافة بين التخلف والحداثة بعيدة.ربما أقرب نقطتين بين الزمنين الفكريين تحتاج إلى مقياس يعتمد القرون كوحدة قياس.هذا مثال من آلاف:الكاتب المرموق صبحي حديدي بكل بساطة وخفة يشلف السياسة السورية ببسماركية مزعومة...ببساطة :"لقد استنوق الجمل".بذلك يصبح أصحاب السياسة السورية مدينين بالشكر لمن منحهم هذا الشرف مجانا رغم أنه قصد الهجاء وليس المديح وهنا أحد تجليات الطامة الفكرية لدى المثقف الآسيوي.
لماذا؟لأن بسمارك كان عصب وذراع ودماغ الوحدة الألمانية .بينما من نالوا بخفة سمة البسماركية لم يثبتوا أية قدرة على توحيد ما هو أقل من ذلك بكثير.
صحيح أنه مثال بسيط لكنه يعني الكثير..في أحد وجوهه يعني أن المثقف الشرقي العربي الآسيوي...إلخ رغم حياته المديدة في الغرب مازال قاصرا جداً عن فهم أبسط المسائل الفكرية لتلك الحضارة...يترتب على ذلك الكثير...من هذا الكثير المعارضة الدوغمائية لكل ما هو غربي على أسس بالغة الجمود ووفق مساطر إيديولوجية من مخلفات الحرب الباردة...وحتى منذ أيام سقيفة بني ساعدة وهنا بالذات أقصد آخرين وليس بالضرورة صاحب المثال.
بالرجوع إلى المثال السابق.كان ببساطة يجب عدم ذكر بسمارك أو البسماركية في ذلك المقام..أو على الأقل كان من الواجب الحديث عن تجليات الوقائع التاريخية أو الشخصيات التاريخية بطوري المأساة والمسخرة المتكاملتين تعبيريا أو أدبياً في الضفيرة الهيغيلية والماركسية...هذا على الأقل ومع بغض الطرف عن الدقة في ذلك المقام...
أما إذا توخينا الدقة فلا شبه بين النسخة البسماركية وواقع اليوم أكثر من الشبه بين الإنسان وجده حسب خط النسب الدارويني.
توقفي عند هذا المثال فقط لأني أحترم صاحبه وأقدر كثيرا من أفكاره وكتاباته...
أما مثقفو السقيفة وهم يملؤون الصحافة المطبوعة وغير المطبوعة ولم أجد ما يستحق الوقوف عنده.
(5)
العام موجود حكماً وبالضرورة في الخاص وهذا الأخير موجود حكما وبالضرورة في الوحيد.
الطائفية والاستبداد والعداء للفكر المختلف موجود حكما وبالضرورة في كل مكونات التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية الثقافية العامة....يمكن ويجب الاختلاف حول نسبة تركيز المحلول في هذه العينة أو تلك..
السلطة تقهر المعارضة كيلا تحل مكانها فتقهرها.
المعارضة تهاجم السلطة لتقهرها وتلغيها.
تغيير هذه المعادلة التبادلية بامتياز لن يكون بإعادة إنتاجها والحال أن كلا طرفيها لا يقوم لأي منهما إلا بإعادة إنتاجها.
الصراع بين الطرفين هو نمط أو شكل أو مجرى عملية التغيير التي هي من فعل البنية كلها وليس برسم هذا الطرف أو ذاك...وهذه عملية طويلة ومعقدة تحتاج إلى شروط يبدو أنها لم تنضج...لكن أول علائم نضجها تفسخ هذه الأطراف وولادة قوى جديدة لا تتكلم عن دور الماضي (وبالحري عن استلهامه)بل عن مستقبل براعمه التي عقدت أزرارها الآن وهنا...للأسف لا شيء من هذا في الأفق...
من سخريات هذه الأزمة أن كلا الطرفين (السلطة والمعارضة) يتبرأ من دوره في الأزمة ويتهم الطرف الآخر بالمسؤولية الكاملة عنها..ومن سخرية السخرية أن الطرفين محقان بشرط واحد هو أن نجمعها معا في سلة واحدة جنبا إلى جنب كما هما في الواقع وليس كما هما في تصوراتهما لأنفسهم ومع كامل أجندات الأوهام والاتهام.
(6)
ثنائيات العقل المهترئ:السلطة والمعارضة...الداخل والخارج...مدد خطوطها البيانية تصل إلى الخير والشر و...إلخ.
حتى في مختبرات أفلاطون أخفقت كل التجارب لتقطير قطرة واحدة صافية من الخير ...وكذلك الشر.


نور الدين بدران....











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جمعيّة الأوتار المتشابكة تنظّم حفلا موسيقيا بحضور لينا شامام


.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد




.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف


.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!




.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا