الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغير المناخ والإحتباس الحراري مصدرتهديد للأمن والإستقرار الدوليين

خالد ديمال

2007 / 7 / 29
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


في سياق تأثير التغيرات المناخية على الأمن والإستقرار الدوليين،عمد مجلس الأمن
إلى عقد جلسة خاصة، بمبادرة من بريطانيا، وتم عقد هذا الإجتماع بعد تقرير صدر
عن أحد أكبر المراكز المتخصصة في الدراسات المناخية، وقف هذا التقرير على حقائق
عدة ، مفادها أن ظاهرة الإحتباس الحراري هي تهديد محدق بالأمن العالمي،
بالإضافة إلى احتمالات أخرى كبيرة تطرحها الظاهرة،أول مظاهرها" زعزعة
الإستقرار، وتفاقم التهديدات، في مناطق متفرقة من العالم".وهو تقرير أبان أن
الاهتمام بالمناخ أضحى العنوان البارز في جل الدراسات المهتمة بعلاقة الإنسان
بالطبيعة، بل كان مرسم ندوات مختلفة ناقشت كمحاور لها تبعات التغيرات المناخية
على الأمن القومي للدول ، وبمقابله السلام العالمي.
أزمة دارفور تعتبر مثالا حيا على مدى تأثير التغيرات المناخية على الأمن ، ومدى
ما تشكله من تهديد حقيقي على الإستقرار والسلام الدوليين ، فرغم تعمد الإعلام
الغربي على السقوط في تعويم متعمد يجانب الحقيقة، ويخندق هذا الصراع
في بؤرة توتر عرقي يتحدد في تصنيف عنصري يقحم القبائل العربية في سيرورة
الصراع، في مواجهة القبائل ذات الأصول الإفريقية ، لكن الحقيقة ، حسب مراقبين ،
أن جوهر الصراع يتجاوز هذا التوصيف، الذي يصفونه بغير الدقيق ، والبعيد عن
التشخيص الموضوعي.
فاستحضار المعطى المناخي ، هو التعبير الصحيح ، فالصراع يتفاقم ، والمنازعات
تستفحل، كلما حدثت تغيرات مناخية تأخذ منحى سلبيا في كل لحظة وحين ، وبمقاييس
تتجاوز تحكم البشر، لكن إفرازاتها تمتلئ تهديدا للكينونة الإنسانية بشكل عام ،
وتحديدا في رقعة جغرافية معينة ، ولو بتحديد زمني، خاصة عندما يتعلق الأمر
بالبرمجة الناجزة ميدانيا للحد من المخلفات البيئية المنفرزة عبر استعمال
التقانة الحديثة ، غالبا ما تتسم بكونها ناسفة للوجود البشري، كمقذوفات
المصانع، أو غيرها من أدوات الإستعمال الفتاكة ، أو كنفايات – المطارح النووية
بخاصة - ، والتي غالبا ما تختار الدول الفقيرة هدفا لها لدفنها.
وإذا كان إقليم دارفور يتسم بنظام مناخي خاص مختلف على الغالب عن باقي مناطق
السودان ، حيث يتسيد فيه فصل مطير يمتد ما بين شهري يونيو إلى غاية سبتمبر ،
ميزته الأساس على مدار شهور السنة المتبقية هو الجفاف واليباس ، فإن الخيط
الناظم فيه هو استدماج الزراعة كأكثر الأنشطة الإقتصادية حيوية لسكان الإقليم ،
حيث يتشكل منها نمط العيش ، مضافا إليها الرعي الموسمي، فهم يربطون كل ذلك
بإمرة دورة المطر ، ويؤكدون أن ازدواجية النظام المعيشي هاته بين(الزراعة/
والرعي)، لطالما ساهمت في نشوب نزاعات على مر التاريخ بين المزارعين والرعاة من
البدو الر حل، لكنها كانت تعرف حلا بإعمال التحكيم الذي كان يمارسه شيوخ
القبائل.إلا أن هذا النظام الإجتماعي ( الموسوم بالتقليدي)،أصيب بنكسة ،إنطلاقا
من منتصف الثمانينات جراء الإنتشار المكثف لظاهرة الجفاف ، وما أنتجته من
انعكاسات سلبية على السكان من مجاعة ، وتفجر نزاعات مسلحة جراء المنافسة
الشديدة حول مصادر المياه.
وهكذا تطور الصراع ، إلى أن وصل إلى مستواه الحالي بفعل هذا الإضطراب السنوي ،
وتفاقم ندرة الأمطار .
هكذا ساهمت التغيرات المناخية ، وظاهرة الإحتباس الحراري – حسب خبراء المناخ -
في أحد أكبر المآسي الإنسانية "أزمة دارفور"، وهي فقط انعكاس وصفي لأمثلة أخرى
مشابهة في مختلف مناطق العالم، كما هو الأمر في بعض دول آسيا الوسطى.
إعصار غونو الذي ضرب السواحل العمانية لا يخرج عن هذا الوصف، أي ارتباطه بظاهرة
الإحتباس الحراري ، وارتفاع سخونة الأرض، فتضخم منسوب مياه البحار ، يعود في
أساسه إلى تسرب الأشعة ما فوق البنفسجية عبر اختراقها لثقب الأوزون، وإذابة
جليد المحيط المتجمد، وهذا التفصيل يخضع- بحسب علماء المناخ- لمقاييس علمية
دقيقة تدرس هذا التوسع المائي عبر الإرتباط بالمد الحراري، بحسب التوزيع
الجغرافي، رغم أن كثيرا من الشكوك تضيف،- بمزيد من الترجيح-،أن حرارة الأرض
سترتفع إلى أكثر من الحقبة الصناعية بمعدل 8على10 من مستوى السخونة، بمقياس حمى
الجسم تماما،إذا أصيب بحمى ، فهذا يعني أن الجسم فيه حرارة ثابتة ، ولكنها تمتد
بفعل تأثير الحمى، وهو ما يؤكد أن درجة الحرارة سترتفع إلى مستويات عالية ، هي
تثبيت لتأكيدات مردها زيادة هذه السخونة بمعدل 6 درجات مئوية. ويقول العلماء
بأن الأرض لم تشهد مثل هاته الحرارة منذ ملايين السنين، وهي أشبه إلى حد ما
بحقبة انقراض الديناصورات ، والتي كانت نسبة ارتفاع درجات حرارة الأرض سببا
فيها، ونحن ندخل – بحسب هؤلاء العلماء- في فترة الإنقراض الرابعة بفعل نشاطات
الإنسان ، وهم يعزون أسباب الإرتفاع إلى التأثيرات الطبيعية ، ثم إلى التغيرات
المسببة لها من طرف الإنسان ، من خلال نشاطاته الصناعية بالأساس، فمثلا احتراق
الوقود الأحفوري يعطي ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يسبب في نقص الأكسجين ، مما
يؤدي إلى اختناق الجو، وبالتالي بروز ظاهرة الإحتباس الحراري، وما تفرزه من
مؤثرات جانبية خطيرة كالفيضانات والأعاصير كتراكم من خلال القطائع .
من هنا تصبح التغيرات المناخية أكبر تهديد عرفته المجتمعات البشرية ، لما تخلفه
من ضحايا ، قد تعصف بالوجود الإنساني على سطح هذا الكوكب ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل نجح الرهان الإسرائيلي في ترسيخ الانقسام الفلسطيني بتسهيل


.. التصعيد مستمر.. حزب الله يعلن إطلاق -عشرات- الصواريخ على موا




.. تركيا تعلن عزمها الانضمام إلى دعوى -الإبادة- ضد إسرائيل أمام


.. حراك الطلاب.. قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه أميركا بسبب إسرائ




.. لماذا يسعى أردوغان لتغيير الدستور؟ وهل تسمح له المعارضة؟